|
مكتب التربية العربي لدول الخليج ..آفاق متعددة للمعرفة حظي التعليم في الدول الأعضاء لمكتب التربية العربي لدول الخليج باهتمام خاص من أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الدول الأعضاء . ومنذ مرور ثلاثة عقود ونيف على انطلاق مكتب التربية العربي على أيدي وزراء التربية والتعليم في دول الخليج وذلك في أكتوبر 1975م أقر المكتب عبر العديد من دوراته ومؤتمراته العامة و اجتماعات مجلسه التنفيذي العديد من القرارات المعززة والداعمة للمسيرة التعليمية المشتركة بين الدول الأعضاء بما يتواكب مع متطلبات التنمية واحتياجاتها . وشكل انضمام اليمن إلى عضوية المكتب في 2002م إضافة متميزة عزز التواصل بين شعبنا العربي في الجزيرة العربية ، حيث قدمت منذ انضمامها صورة مشرفة عكست التزام اليمن بالمشاركة الفاعلة في برامج ومشاريع ولقاءات المكتب وقد توجت هذه المشاركة الفاعلة أخيرا باحتضان صنعاء ـ اجتماع المجلس التنفيذي للمكتب في دورته"67" خلال يومي 12 و 13 مايو 2009م . وعلى هذا المنوال مرت سنوات من العمل الدءوب ومكتب التربية العربي لدول الخليج يتطلع عبر فتح آفاق متعددة للمعرفة والتطوير البحثي التربوي والمجتمعي إلى تأسيس مجتمع معرفي قادر على المنافسة عالميا في استثمار العقول المنتجة للمعرفة. إبداع وتميز وعطاء سقفه السماء، ذلك هو ما أنتجه المكتب والذي جاء نتاجا طبيعيا لجهد فريق من أعضائه المشهود لهم بالخبرة والمهنية وذوي باع طويل في التربية والتعليم . و لمعرفة ما يضطلع به المكتب من مهام متنوعة كان لنا هذا الاستطلاع الذي قمت به ضمن مهام وفد إعلامي تربوي من وزارة التربية والتعليم قام بزيارة المكتب في مقره بالرياض بهدف الإطلاع على انجازاته وخطط عمله الطموح و برامجه المستقبلية في ظل التحديات المعاصرة التي تواجه دول المنطقة . صرح معماري جميل ومكاتب منظمة وموظفون يعملون بجهد لافت ، ذلك هو الجو العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج والذي اتخذ من حي السفارات بالعاصمة السعودية الرياض مقرا له . المكتبة ..قبلة الباحثين وصلنا المكتب ومعي زميلا الوفد :فيصل الحزمي وطاهر الشلفي برفقة الأستاذ عبد الرحمن الشريمي رئيس قسم العلاقات والإعلام بالمكتب و بموجب برنامج الزيارة كان في البدء زيارة المكتبة الوثائقية المتخصصة والتي تم تزويدها بمراجع ومؤلفات ونشرات دورية وبحوث ومجلات وأشرطة"كاسيت" عشرات من الباحثين والباحثات كانت المكتبة تعج بهم في هدوء جم ، يلمح المرء من عيونهم ظمأ معرفي جعلهم يلهثون في بطون الكتب بحثا عما يروي ذلك الظمأ . المكتبة بحسب إفادة أمينها تضم كتباً تربوية متخصصة قلما تجد في أي مكتبات أخرى في الرياض . ليس هذا فحسب بل أنه ما أن تصدر أي دورية تربوية في العالم إلا وتوثق في المكتبة. مطبوعات تحوز على تقدير عالمي ونتيجة لوفرة إصدارات المكتب من الكتب والمجلات والمطبوعات والمطويات أنشأ المكتب مطبعة خاصة به. وعلى رغم تواضع إمكانياتها فإنها تقوم بجهد كبير ..على كاهلها تتم طباعة مئات العناوين من المطبوعات المؤلفة والمترجمة في مختلف المجالات التربوية والثقافية والعلمية. وفي تعليق للأستاذ عبد الرحمن الشريمي رئيس قسم العلاقات والإعلام بالمكتب على المطبوعات التي تقوم المطبعة بطباعتها يقول أنها لاقت اهتماماً وتقديراً متزايداً وأصبحت تشكل رافداً مهماً للفكر العربي التربوي(بشكل خاص) مؤكداً أن بعض الإصدارات حصلت على جوائز تقديرية دولية. إذا كان هذا هو حال مطبعة مكتب التربية العربي.. أليس الأجدر بوزارات التربية في الدول الأعضاء للمكتب أن تدعمها من خلال تحديث آلياتها وإدخال تقنيات جديدة تتواءم مع وفرة الإصدارات التي تتولى طباعتها. بوابة المكتبة الإلكترونية ..تطلع طموح لتمهين التعليم. تماشياً مع مستجدات العصر ومع مقتضيات الانفجار المعلوماتي والتطور التقني الهائل توجه المكتب نحو الاستفادة من معطيات التقنية الحديثة للوصول إلى مختلف شرائح المجتمع التربوي وفي مقدمتهم المعلمون والمعلمات. فأسس لهذا الغرض البوابة الإلكترونية . مشرف البوابة الإلكترونية في المكتب حدثنا عنها قائلاً: أن البوابة تقوم بتوفير بيئة تربوية تفاعلية تجسد دور المكتب وأجهزته كبيت خبرة ليسهم بفاعلية في تحقيق النمو المهني والتقني للمعلمين، ويتيح لهم التواصل والكشف عن مبادراتهم المميزة وتعميم المعرفة بها في ضوء ضوابط يضعها المكتب في هذا المجال. انجازات المكتب كثيرة والحديث عنها يتطلب متسع من الوقت ، ومن الحكمة ان نترك الحديث لمعالي الدكتور علي بن عبد الخالق القرني يعرفنا باختصار عن ماهية المشاريع والبرامج التي تولى المكتب تنفيذها والعمل بها . مهام واختصاصات. يضطلع مكتب التربية العربي لدول الخليج بمهام عديدة يجمع بينهما البحث والتنسيق والتعاون والاتصال والمشاركة. يقول الدكتور القرني أن من مهام المكتب اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتنفيذ قرارات المؤتمر العام في الدول الأعضاء ومتابعتها، وكذلك العمل على تنسيق عمليات تنمية التعليم وتطويرها واستكمالها وإظهار شخصية المنطقة العربية الإسلامية وتدعيم وحدة شعبها، ووضع خطط التعليم والتربية على أسس علمية تواكب التطورات المعاصرة. وأضاف القرني: المكتب يتبنى المشاريع التربوية والتعليمية والثقافية والعلمية ويقوم بإنشاء المؤسسات والمراكز التربوية المشتركة بين الدول الأعضاء ناهيك عن حرصه على تشجيع البحث العلمي والتربوي والعمل على تنمية الكفاءات المتخصصة في المجالات العلمية والتربوية...وغير ذلك من المهام. ولتحقيق تلك المهام أعد مكتب التربية العربي ونفذ جملة من خطط العمل الطموح وأهمها بحسب مدير المكتب: الخطط الأربعة متوسطة المدى ووثيقة استشراف مستقبل العمل التربوي والخطة المشتركة لتطوير مناهج التعليم ومشروع تطوير التعليم، والمشروع التكاملي في تطوير الرياضيات والعلوم، ومشروع تحسين معايير تعليم اللغة العربية في المدارس. مراكز متخصصة. أنشأ المكتب مراكز متخصصة تعمل في مجالاته لتحقيق أهدافه وبتنامي أعمال المكتب وتطور مسيرته كان لا بد من وجود مثل هذه المراكز بحسب الدكتور القرني ومنها: المركز العربي للبحوث التربوية والذي أنشأ بقرار من المؤتمر العام الثاني في 1977م. وعن ماهية المركز يقول القرني أنه جهاز متخصص في المكتب يتخذ من دولة الكويت مقراً له ويهدف إلى الإسهام في تطوير المناهج وحركة البحث التربوي والقياس والتقويم وتنميتها في الدول الأعضاء. وتابع قائلاً: أن المكتب أنشأ أيضاً جامعة الخليج العربي بموجب ما أقره المؤتمر العام الرابع للمكتب في عام1979م ومقرها مملكة البحرين لتمثل بذلك جهداً مشتركاً بارزاً بين الدول الأعضاء في مجال تحديث التعليم العالي، وذلك بهدف خدمة خطط التنمية في التخصصات النادرة بما يتفق مع التطورات العالمية الحديثة واحتياجات المنطقة ودولها. ومن المراكز المتخصصة التابعة للمكتب أيضاً المركز العربي للتدريب التربوي لدول الخليج وقد أنشئ بناء على قرار المؤتمر العام الخامس عشر في عام 1989م ومقره بمدينة الدوحة بدولة قطر، ويهدف إلى الإسهام في تطوير أداء القادة التربويين على أسس تربوية وعلمية حديثة وإطلاعهم على المستجدات التربوية والتجارب والتقنيات الحديثة في مجال عملهم لتحقيق التطوير المهني. وكذلك أنشأ المكتب المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقال القرني أن فكرة إنشائه جاءت لتجسد اهتمام قادة الدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج بضرورة التطوير العلمي والتقني ومتطلبات العصر بما يحفظ للغة العربية مكانتها وأهميتها. حيث تُرجمت فكرة أنشاء المركز التربوي للغة العربي لدول الخليج إلى واقع عملي بقرار المؤتمر العام للمكتب في دورة التاسعة عشرة 2007م إشادة بفاعلية اليمن هذا وكان الدكتور القرني قد أشاد بالدور الفاعل الذي تقوم به اليمن في أنشطة وفعاليات المكتب. وقال:أن وزارة التربية والتعليم في اليمن أكثر الوزارات في الدول الأعضاء للمكتب تحاول الاستفادة من تجاربه، مضيفا أنها تملك أجهزة متخصصة بشئون التربية والتعليم مثل مركز البحوث والتطوير التربوي والمؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي. وعلى رغم تأكيد القرني على أهمية هذه الأجهزة ، إلا أنه يطالب بأن تكون مستقلة غير تابعة لوزارات التربية، مبررا ذلك بأن هيكلة وزارات التربية غلب عليها الجانب الإداري البحت ،لأن الموجود الآن عبارة عن نتاج لتطور مرحلي فرضته المرحلة وليس نتاج تخطيط و هذا ما يستوجب وجود إستراتيجية في تطوير التعليم ، وأردف قائلاً: ان ذلك لن يتأتى الا إذا وجد القرار السياسي الحازم الذي يجعل من أهم أهدافه تطوير التعليم. لم يكتف الدكتور القرني عند هذا الحد من الوضوح والصراحة والشفافية بل صوب سهامه الناقدة نحو الجامعات قائلا:أنها لا توفر بيئة جاذبة للبحث ،وهي بعملها هذا أشبه بتعليم ثانوي أعلى . تشجيع البحوث التربوية هذا وتشجيعا للبحث التربوي خصص المكتب جائزة للبحوث التربوية تقدم كل سنتين تبلغ قيمتها المادية 100،000 ريال سعودي للبحوث المتميزة في مجالات تربوية يحددها المكتب وتخدم ساحة التربية والتعليم في الدول الأعضاء وتخضع هذه البحوث لضوابط وشروط وإجراءات لتحكيمها لاختيار الفائز منها بالجائزة . وبنبرة أسف يقول مدير مكتب التربية العربي أن مجمل البحوث المقدمة لنيل الجائزة لم ترق الى المستوى المطلوب . مشيرا ان مجلة رسالة الخليج الصادرة عن المكتب كل ثلاثة شهور تنشر بحثا من كل مائة بحث مقدم لها، كما يتم استعراض 680 بحث منها يتم اختيار ستة أبحاث تدفع الى لجنة تحكيم الجائزة. الدكتور القرني بعد ان وجد واقع حركة البحث التربوي في الدول الأعضاء للمكتب تظهر على حقيقته طالب الجامعات في هذه الدول الى ان تتحول الى مراكز بحث تتواكب مع مستجدات العصر وتقوم بإجراء الدراسات التحليلية للواقع التربوي لمعرفة العقبات التربوية والمشكلات المعيقة له على ان تكون ثقافة البحث هي الغالبة في توجهها . عناية بالموهوبين وفي سياق متصل يحرص مكتب التربية العربي على العناية بالموهوبين والمبدعين باعتبار ان الاستثمار الحقيقي والأمثل هو الاستثمار في الإنسان ، وأن العناية بالموهوبين والمتفوقين هي قمة هرم هذا الاستثمار ومن هذا المنظور أطلق المكتب جائزة التفوق الدراسي لطلبة التعليم العام في الدول الأعضاء. و يقول الدكتور القرني ان الجائزة تهدف إلى تكريم الطلبة المتفوقين في التعليم العام بالدول الأعضاء ، بما يعزز استمرار تفوقهم في المراحل الدراسية التالية ويدفع بقية الطلبة إلى الاقتداء بهم وتعزيز مجالات الاتصال العلمي والثقافي والاجتماعي بينهم وتشجيعهم وتنمية قدراتهم . مكانة عالمية اكد المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج ان المكتب يوفر بيئة فكرية تربوية تستقطب التربويين والمفكرين من داخل المنطقة وخارجها . مشيرا ان دائرة التعاون بين المكتب والخبراء قد اتسعت الى ان أصبحت من الشمولية والثراء ما مكن المكتب مكن أداء رسالته ومباشرة المهام المنوطة به بسرعة وفعالية. وأضاف القرني ان المكتب تربطه علاقة وثيقة بالمنظمات الإقليمية والدولية يتم من خلالها التعاون معها في تنفيذ برامج مشتركة تسهم في تحقيق أهداف المكتب. منوها الى ان المكتب حصل على نوط اليونسكو للجدارة التربوية التعليمية في الدورة الأولى للجائزة في عام 1993م اضافة الى الكثير من المنظمات والمؤسسات وبيوت الخبرة التي تم عقد اتفاقيات تعاون وتنسيق وتنفيذ برامج مشتركة |