لا خوف على اليمن مع اشتداد موجة الإرهاب لم يعد أمام العالم من سبيل إلا مواجهة هذه الموجة المدمرة بشتى الوسائل والأساليب الممكنة ووضع كل الإمكانات في خدمة مكافحة الإرهاب والإدراك جيداً أن المعركة مع الإرهاب أكبر من أي معركة أخرى باعتبار أنه أخطر ما يهدد الأمن والاستقرار العالمي في عصرنا الراهن. اليمن عانت كثيراً ولا تزال تعاني جراء الأعمال الإرهابية التي سببت الكثير من الأضرار في الجوانب الاقتصادية والخدمية والتنموية إضافة إلى الإساءة إلى سمعة اليمن السياسية وعلاقاتها الخارجية ومكانتها الدولية الأمر الذي يجعل من حربنا ضد الإرهاب ليس هدفاً عالمياً فحسب بل هو وبشكل أساسي هدفنا الأكبر. معركتنا مع الإرهاب هي معركة حياة أو موت ولابد أن تكون مواجهتنا له جدية وتتسم بالقوة والشراسة لاستئصاله واجتثاثه من جذوره من أجل أن نضمن الحياة لأبنائنا وأحفادنا، وبالتالي فإن تعاوننا مع الجهد الدولي لمكافحة الإرهاب هو بشكل أساسي تعاون يخدم مصالحنا أولاً قبل أن يكون له أهمية عالمية، فلا يمكن الحديث عن أمن أو استقرار أو تنمية إذا ظلينا نتفرج على دبابير الإرهاب وهي تلسع في أكثر من مكان داخل وطننا الغالي، ونكتفي بأن نشجب وندين ونستنكر هذه الأعمال الإجرامية ونقيم المقابر للجثث، بل يجب أن نساند كافة الجهود المبذولة لمحاربة الإرهاب والعنف والتطرف ونحصن شبابنا وأبنائنا من مخاطر التغرير بهم من قبل الإرهابيين وعشاق العنف والدماء. الحرب ضد الإرهاب هي حرب دولية تخوضها جميع دول العالم ويأتي مؤتمر لندن المخصص لدعم اليمن في مواجهة الإرهاب في إطار الشراكة العالمية لمواجهة هذه الظاهرة الإجرامية المدمرة التي أضرت بالكثير من دول العالم ومن ضمنها اليمن، وبالتالي يجب ألا نحمل مؤتمر لندن أكثر مما يحتمل ونذهب في تأويلاتنا لهذا المؤتمر إلى أبعد من مسألة التعاون بين اليمن ودول العالم في الحرب ضد الإرهاب وهو أمر لا علاقة له بالمساس بالسيادة الوطنية، إضافة إلى أن موقف اليمن حكومة وشعباً معروف في هذا الجانب ومفاده رفض أي تدخل خارجي ـ مهما كان نوعه وحجمه ـ في شئون اليمن وعدم السماح لأي كان المساس بسيادته، وبالتالي لا خوف على اليمن وسيادته. [email protected] |