الأحد, 08-يونيو-2025 الساعة: 08:12 ص - آخر تحديث: 02:11 م (11: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
بالوحدة تسقط كل الرهانات
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
الزواج المبكر.. أسبابه وأضراره وطرق الحد منه
د. جميل حسن شروف
آن أوان تحرير العقول
أحمد أحمد الجابر*
الوحدة امتداد طبيعي لهويتنا اليمنية الوحدوية
قاسم محمد لبوزة*
لا مستقبلَ لنا إلا بالوحدة
غازي أحمد علي محسن*
الذكرى السنوية ليوم الوحدة اليمنية المباركة
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
الوحدة.. الحدث العظيم
محمد حسين العيدروس*
مايو.. عيد العِزَّة والكرامة
عبيد بن ضبيع*
في ذكرى الوحدة.. آمالنا أكبر
إياد فاضل*
الوحدة التي يخافونها..!!
د. عبدالوهاب الروحاني
الوحدة اليمنية عهد لا ينكسر وأمل لا يموت
عبد السلام الدباء*
نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
أحلام البريهي*
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
دين
المؤتمر نت -

د. عائض القرني -
شهر القرآن (16) «وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنْفُسُ الشُّح»
الأقضية تقوم على أمرين، إما حكم وإما صلح، فالحكم قضية عادلة وحكم نافذ، وقد يترك في نفس أحد الخصمين أثرا، فإن الحق لا يرضي الطرفين كما قال الأول:
* إنّ نِصْفَ الناسِ أعداءٌ لمن - وَلِيَ الأحكامَ.. هذا إنْ عَدَلْ
* ولكن الصلح خير، فهو أحسن أثرا، وأسلم عاقبة، لأنه يبنى على كرم النفس، وسماحة الطبع، فهو يأتي عفوا بلا حكم صادر من أحد، بل من جودة السجية، وحسن الخلال، فالذي يسعى بالصلح مسدد مُعانٌ محبوب، لأنه يريد البناء والخير، ولهذا قال شعيب: «إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ».
عفا عمن ظلمه في عرضه، فالصلح خير على كل جهة أردت، لأنه لا يندم على الصلح أحد، إذ يعوض الله قابل الصلح سكينة وأمنا، وبرد عفوٍ ولذة كرم، يجدها في قلبه، لأن المُصالِح كريم، والكريم واسع البطان، رحب الباع، منشرح الصدر، بخلاف رافض الصلح فإنه يعاقب بحرج في صدره، وضيق في نفسه، جزاءً وفاقا لعمله.
واعتبر بهذا البخيل والجافي الغليظ واللحوح الشحيح، ففيه من جدب النفس، وقحط الروح، وضيق الخلق، ما يفوق الوصف مجازاة لفعله الشنيع.
وما أجمل هذا التعقيب الباهر الساطع: «وَأُحْضِرَتِ الأَنْفُسُ الشُّحَّ»، وهو تحذير للنفوس من هذا المرض الذي يصحبها، ويغلب عليها فلا تقبل صلاحا، ولا تعفو عن مظلمة، ولا تتنازل عن حق، ولا تعطي نوالا إلا من رحم الله، ولكن في قوله: «وَأُحْضِرَتِ» صورة حية لحضور شبح الجاثم القاتم، وكأنه ليل مكفهر، حضر بأسماله السوداء ووجهه العابس.
ثم ذكر الأنفس لأنها مصدر الخير والشر، والجود والبخل، فمن حدّث نفسه بالمعروف قَبِل الصلح وسعى إلى المسامحة، ومن بخلت نفسه وضنت ضيقت على عباد الله وسعت في استيفاء حقوقها بشراسة وعناد. وفي قوله: «الشُّحَّ» إشراق في العبارة، لأن الشح غاية البخل ومنتهاه، وهو أشمل من البخل الذي هو منع العطاء، وحبس التدفق، يزيد بترك العفو، ورفض المسامحة، والسعي في المطالبة والمعاتبة والمضاربة، حتى قال ابن تيمية: المؤمن الصادق لا يضارب ولا يعاقب ولا يطالب، وإنما يمنع الإصلاح قبولُ شح الأنفس الأمّارة، ولهذا حسن أن يزف في سياق الآية، فمن نجا من شح نفسه عاش صالحا مصلحا، فصار كالغمامة أينما حلت هلت، فهو جواد عند الخصومة، سهل عفو عند المنازعة، يسيرٌ عند الجدال، صفوح عند المعاتبة، بخلاف الشحيح، فهو بخيل بنواله، ثقيل في مطالبه، عنيد في خلافه، شرس في طباعه، وصدق الله

الشرق الاوسط








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "دين"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025