|
حملات تشويه عنيفة:اليمن بلا إعلام خارجي قبل أيام استيقظت أعرق العواصم الاوروبية على تهديدات تنظيم القاعدة وبين حين وأخر تطل الاضطرابات برأسها من بعض المدن هناك وغيرها الكثير .. إلا أن اليمن تشهد إزاء مثل هذه الأحداث حملات إعلامية دولية بإسناد نوافذ اليكرونية وطنية وتحذيرات دبلوماسية غير مبررة ...تثير تساؤلات محيرة سعى معد التحقيق إلى الحصول بشأنها على إجابات اقتربت كثيراً من تطويق المشكلة واقتراح الحلول : (حضور السلبية..وغياب الخطاب الانجليزي ) بداية يرى الباحث والإعلامي اليمني في دولة تونس " أمين العزعزي" أن رسم صورة سلبية عن اليمن في الخارج له أسباب عدة على رأسها الصحافة الاليكترونية اليمنية التي أصبحت مصدراً مهماً لنقل الأحداث التي تدور داخل اليمن إلى العالم الخارجي . و يؤكد :" من خلال متابعتي لأخبار اليمن في الصحافة الاليكترونية اليمنية فإنها في الحقيقة تبدو أكثر سلبية وقتامه ، حيث تتعاطي المواقع الصحفية مع الأحداث المحلية من وزوايا مجتزأة و عدم الدقة والمبالغة في نشر المعلومات والوقائع والأحداث، خصوصا أن المواقع الأكثر حضورا هي مواقع حزبية وتقترب منها المواقع المفترض أنها مستقلة". معتبراً أن هذه المواقع تعطي انطباعات بأن اليمن بلد يحترق ، مقابل وكالات أجنبية وصحف كرست نفسها للتشهير بسمعة اليمن ووصمة بمنتج القاعدة ومصدر الارهاب والهشاشة وانتشار العنف والفوضى في ظل غياب مواقع انجليزية تخاطب الغرب بلغته وتزوده بالحقيقة. ويضيف الباحث والأكاديمي "العزعزي" تونس حالياً – في المقابل فإن المواقع الحكومية الخاصة بالوزارات والمصالح الحكومية في الداخل لا تعمل على تفعيل مواقعها كنوافذ لمعلومات رسمية يلجأ إليها للقارئ ، بل أن معظمها تعتمد على تسجيل الحضور الالكتروني واغلب مضامينها مركز على التعريف الأولي بالمؤسسة أو الوزارة أو الجهة وعلى رأسها موقع وزارة السياحة ومجلس الترويج مثلاً (www.yementourism.com) إلا أنه اعتبر أن الملحقيات والسفارات تتحمل الجزء الأكبر من المسئولية كونها لا تقدم أدنى جهد لتحسين الصورة أو التخفيف من حدتها السلبية مضيفاً أن السفارات اليمنية في الخارج لا تمتلك مواقع على الانترنت لتقديم معلومات عن اليمن ماعدا سفارتين أو ثلاث فقط والغالبية بلا مواقع اليكترونية أصلاً وهي جريمة لا تغتفر لهذه السفارات ". وأكد على ضرورة الالتفات بالترويج السياحي نحو القرن الأفريقي واستهداف دول مختلفة بجانب التركيز على القارة الأوروبية والأمريكيتين وشرق أسيا ، حيث من الملاحظ أن الجهود تتجه نحو بعض بلدان أوروبا وأمريكا فقط بل يجب الانفتاح على كل دول العالم دون استثناء ". ( عجز وزارتي الإعلام والسياحة ) لكن رئيس تحرير "صحيفة الصحوة وموقع الصحوة نت" الناطقين بلسان التجمع اليمني للإصلاح المعارض يذهب إلى أن صورة في الخارج تعد انعكاساً لما يعتمل في الداخل ، فكلما كانت الأوضاع مستقرة وآمنة كانت الصورة التي تنقل للخارج مطمئنة وملامحها واضحة وناصعة ". وأشار"محمد اليوسفي" إلى عدد من العوامل التي ساهمت في نقل الصافة الاليكترونية اليمنية صور مشوهة لليمن أبرزها أن السلطة تعمد في أحايين كثيرة على تضخيم بعض الملفات كملف القاعدة مثلاً ، على خطورته- سعياً منها إلى الحصول على دعم المجتمع الدولي ". مضيفاً أن هناك قصور رسمي في تقديم الصورة المطلوبة لليمن للمتابع في الخارج فالإعلام الرسمي وخاصة الفضائي لا يزال عاجزا عن تقديم صورة لائقة باليمن والتعريف بحضارته والترويج لطبيعته ونقل عادات وتقاليد الشعب اليمني وموروثة العريق ". وحمل رئيس تحرير صحيفة وموقع الصحوة نت " وزارتي الإعلام والسياحة اللتان تتحملان العجز الحاصل في الترويج لليمن وتحسين صورته في الخارج ". وتساءل " اليوسفي " عن برامج الترويج السياحي ومجالس السياحة ومواقع السياحة على الانترنت والتي من المفترض أنها تعد نوافذ مهمة للتعريف باليمن ، معبراً عن أسفه بان هذه غائبة ودورها ما يزال قاصراً ". وقال :" اتفق مع ما طرح عن تقصير سفارات اليمن ملحقياتها الإعلامية في هذا الجانب ، معتبراً أن هذه الأسباب لا تعفي وسائل الإعلام الرسمية والحزبية ومنظمات المجتمع المدني (نوافذ مهاترات ونشر غسيل) من جهته ذهب مدير تحرير موقع صحيفة اليمن الأولى " الثورة نت" إلى تقسيم الصحافة الاليكترونية في اليمن حيث تمتهن البعض رسالة الإعلام بمنظور وطني ومسئولية اجتماعية ومهنية باعتبار أن ما تنشره يراعي مصلحة البلد بشكل أساسي وتدارك أخطاء أو تشوهات في الرسالة الإعلامية يترتب عليها أضرار فادحة بسمعة اليمن في الخارج وكذلك اقتصاده والبيئة الاستثمارية والسياحة بشكل عام . وتابع " عبد العزيز الهياجم " توصيف الشق الأخر للصحافة الاليكترونية بالقول:"للأسف الشديد هناك مواقع عملها أشبه بنشر الغسيل ويعتمد على المناكفات والمهاترات وتقديم اليمن وكأنه بلد بلا دولة وتعشش فيه الفوضى". وأرجع أسباب نقل الصورة السيئة بجانب غياب المعلومة إلى عدم إدراك البعض للفرق بين الصحافة الورقية والصحافة الاليكترونية ، مطالباً بشروط للصحفي الممتهن هذا النوع من الصحافة ، معتبراً أن هناك جهات صحفية تطالب للأسف بالحرية دون أن تراعي أن هناك خروقات وتجاوزات لا حد لها وغياب مسئولية تؤدي إلى إلحاق الضرر بسمعة اليمن والمساس بقوت أبناءه ". وعبر عن قصور في التكامل بين المواقع والجهات الحكومية المسئولة رغم أن هناك محاولات عديدة لكنها غير كافية ولابد من تواصل مستمر وفاعل مع الصحافة الاليكترونية كونها نوافذ مهمة لإطلالة اليمن على الخارج " (حرية الاعلام تقف عن مصلحة الوطن) بدوره اشترط الدكتور أحمد عقبات أستاذ الإعلام بكلية الإعلام جامعة صنعاء الأسس المهنية والموضوعية والواقعية والدقة كمحددات أساسية لأخلاقيات العمل الإعلامي سواء للصحافة الورقية أو الاليكترونية سواء رسمي أو أهلي والتعبير عن الهموم والأحداث المحلية والمحتوى الإعلامي اليومي في سياق عدم المساس بالشكل العام والمصلحة العامة وبصورة وبسمعة اليمن في الخارج لان البلد للجميع لا ينبغي أن يتم الزج بها في إطار أجندة ضيقة ، معتبراً أن الصورة العامة ينبغي أن لا تخدش المنظر العام لوجودنا كيمنيين". ويعبر عن رؤيته الأكاديمية بالقول :" إن حدود العمل الإعلامي تقتضي في أي بلد في العالم عدم تشويه صورة البلد ومصالحها على المستويين الداخلي والخارجي والتي تقف على رأسها السياحة والاستثمار وهنا تكمن الأهمية في أهمية التفريق بين وجهة النظر وتشويه الحقائق وإلحاق الضرر بالبلد وأبناءه ". (جرائم الإرهاب والاختطافات تغذي السلبية ) من جانبه اعتبر ياسين التميمي رئيس جمعية الكتاب السياحيين اليمنيين أن هذا الموضوع مهماً للغاية، وأن الطريقة الأسلم لتناوله ليس من زاوية من يسيئون إلى اليمن ،ولكن عن عما يجب عمله من أجل التخفيف من الأثر السيئ للحوادث المختلفة التي تكرس صورة سلبية عن اليمن، وبالتأكيد فإن من بين أهم هذه الوسائل هو الإعلام بوسائطه المتعددة ". وأوضح التميمي :" أن الذي يسيئ إلى السياحة هي حالة عدم الاستقرار التي تتغذى من الأعمال الإرهابية والتقطعات والاختطافات ، وهذه المظاهر الثلاث لعدم الاستقرار ربما تجاوزت في تأثيرها حتى الأحداث الأخرى مثل التمرد الحوثي في صعدة وما يسمى الحراك في بعض المحافظات الجنوبية ". وقال رئيس جمعية الكتاب السياحيين اليمنيين:"إن مهمة تحسين الصورة وإعادة الاعتبار للمنتج السياحي لليمن بحاجة إلى معجزة بالنظر إلى الأثر العميق التي خلفته تلك الأعمال في ظل عدم وضوح الرؤية بشأن الموقف من هذه الأعمال، بسبب الإرث السلبي من التعامل معها، حيث كان ينظر دائماً للاختطافات بأنها ضرب من الكرم الحاتمي وإن كان مفروض بقوة السلاح ". وذهب الى أن الصورة لن تتحسن إلا إذا تأكدنا جميعاً بأنه لا أحد يستطيع بعد اليوم أن يرتكب حماقة الاختطافات، أو أن الأعمال الإرهابية يمكن السيطرة عليها، وكذلك التقطاعات والأعمال الخارجة عن القانون، وهذه جميعاً مرتبطة بوجود إرادة سياسية حقيقية تضع في الاعتبار حاجة البلد إلى تطوير قطاعها السياحي ويكون لديها الرغبة في أن تسخر كل الإمكانيات لصالح هذا القطاع ، حينها سينخرط الجميع في خدمة هذا الهدف الذي ما من شك أن الجميع يلتقون حوله ". وأكد الصحفي ياسين التميمي أن تأثير المواقع الإليكترونية مهم للغاية، غير أنه من الصعب تغيير محتوى هذه المواقع ليكون إيجابياً بغض النظر عما يحدث على أرض الواقع، هذا بحاجة إلى حسن نية من نوع استثنائي، أعتقد أنه لا أحد سيقرأ المواقع الإليكترونية إذا لم تكن صدى للواقع الذي تتحدث عنه ". معتبراً أن المسألة تكاملية، فمع وجود إرادة لتطبيق القانون وفرض سيطرة الدولة ، فإنك ستجد من يناصر هذا التوجه ويدعمه فالكل يحب اليمن . واستدرك حديثه بالقول :" مع ذلك يمكن لوزارة السياحة ومجلس الترويج السياحي أن يشغل المواقع الإليكترونية بكل ما هو إيجابي إن وجد ، لكن المسألة بحاجة إلى تفعيل هذا الدور وتخصيص جزء من ميزانية مجلس الترويج السياحي لهذا الغرض، وذلك من خلال وجود كادر مؤهل وقادر على صياغة خطاب إعلامي على أن يكون خيالياً أو منفصلاً عن الواقع، ولكن تكون لديه القدرة لشد اهتمام المواقع الإليكترونية وغيرها من الوسائط الإعلامية للاهتمام بقضايا إيجابية ". (أجندة تشويه تمتد إلى إيلام الوطن) لكن السياسي والإعلامي "عبد الحفيظ النهاري" لا يلقي بالمسئولية على عاتق الصحافة الاليكترونية وحدها في تكوين صورة سلبية عن اليمن في الخارج بل هناك عدة أسباب أبرزها أجندة مهنية لوسائل الإعلام بجانب أجندة دولية معتبراً أن لدينا قصور في الأدوات الدبلوماسية الإعلامية في الخارج . وأكد أن الإعلام الغربي يضع مصلحة البلد وأمنها واستقرارها فوق كل الاعتبارات مهما كان الطموح السياسي وهو ما ينبغي أن تستلهمه الصحافة الاليكترونية في اليمن ". وقال النهاري :" أصبح لوسائل الإعلام دور أساسي في تكوين الصورة النمطية والذهنية عن الأشياء والبلدان والأحداث ، فضلا عن تعدد وتطور وسائل الإعلام لصالح المتلقي بحيث أصبح العالم من أقصاه إلى أقصاه تحت سمع وبصر الأقمار الصناعية وشبكة الإنترنت ووكالات الأنباء وأصبحت حينية الخبر هي السمة التي تسيطر على المشهد ". وأشار إلى أن آليات الانتقاء من بين كثرة الأخبار والأحداث في العالم ما هو أكثر إثارة وغرابة وتشويق واختلاف ، فضلا عن أن هناك أجندة إعلامية دولية تتحكم في وضعها وكالات الأنباء العالمية وتتسبب في اختلال التدفق الإعلامي من حيث الكم والكيف لخدمة صانع الأجندة،واليمن واقعة في مربع الجنوب الذي لا تتدفق منه إلا الأخبار السلبية،المشحونة بالإثارة ". ويرجع السياسي والإعلامي النهاري إلى الواقع فهو يؤكد أن طغيان الأحداث السلبية مثل الحروب والصراعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية يجعلها غالبا في مقدمة الأخبار المثيرة وتغذية يومية لوسائل الإعلام ، لأن وسائل الإعلام تبحث عن وقود ، عن مادة تثير فضول المتلقي". واعتبر أن اليمن غنية بالأحداث اليومية السلبية والإيجابية ، لكن السلبية تجد رواجا أكبر، ناهيك عن توجه الإعلام الدولي نحو بؤر الصراع والعنف وبؤر الأحداث التي تحددها أجندة السياسة الدولية ، وتبعا لذلك تجد الإعلام الدولي يتجه في كل مرحلة إلى جهة مختلفة حتى لو لم تكن بالضرورة أهم الأحداث ، إلا أن الحدث السلبي غالبا هو الذي يجلب الإعلام وليس العكس. وعلى الرغم من إيراده أسباب عديدة لتكوين الصورة النمطية والسيئة إلا أنه عاد الى الحالة اليمنية ليؤكد أن الصحافة المفتوحة والحرة والفضاء السياسي والإعلامي التعددي تبدو مسئولة عن تدفق المعلومة السلبية دون الإيجابية ، لأنه ليس هناك بوابة تتحكم في تدفق الخبر إلى الخارج ولم يعد مع شبكة الإنترنت والأقمار الاصطناعية ممكنا التحكم في تدفق الرسالة الإعلامية..الأمر الذي يجعل الخبر السلبي يصل قبل غيره وتقف وراءه إما وسائل إعلام حرة لا أحد يراقبها أو ينظم عملها ". ولم يعفي" النهاري" الأحزاب السياسية من رغبة نقل صور نمطية سلبية إلى الخارج عن السلطة الحاكمة دون تمييز موضوعي بين إيلام السلطة وإيلام الوطن ". (أطراف خارجية متداخلة بالشأن اليمني) ونبه "عبد الحفيظ النهاري" إلى أطراف خارجية متدخلة في الشأن اليمني أو من لها مصلحة في التدخل فأنها بالتأكيد تركز على ما يربك اليمن أو يغذي الصراعات والعنف وما يحقق أولوياتها المستفيدة من عدم الاستقرار". وقال :" لا نستطيع أن نحمل جهة بعينها المسؤولية الكاملة فكلُ مسئول بنسبة معينة ، بدءا بالقصور المهني لدى الصحفيين ومرورا بالخطاب الموجه إلى الخارج وانتهاء بمستوى أداء الإعلام الحكومي ، وفي مثل هذا الوضع تصبح مهمة ودور المؤسسات الرسمية والسفارات في تصحيح صورة اليمن في الخارج صعبة للغاية وتحتاج إلى تضافر وتكامل الجهود والأدوار وإلى تبني إستراتيجية يعمل الجميع على نجاحها. وأضاف:" مع ذلك تظل طبيعة الأحداث في اليمن تفرض نفسها لأن الدول والبلدان المستقرة تنتج أحداثا وأخبارا تختلف عما تنتجه أخرى غير مستقرة ،وبالتالي تصبح المهمة الأولى هي صناعة الحدث الإيجابي وليس صناعة الخبر الإيجابي.كما أن تعدد الوسائط الإعلامية والفضاءات السياسية والإعلامية ليس مسئولا عن الصورة السلبية النمطية التي تتكون في الخارج إلا بقدر تغير الأحداث نفسها ". وتطرق السياسي والإعلامي"عبد الحفيظ النهاري" إلى دور سفارات اليمن في الخارج والملحقيات الإعلامية التي يتم تجفيفها وتخفيضها لغرض التقشف والترشيد الاقتصادي ". معتبراً أن ما وضعته وزارة الإعلام من استراتيجيات وبرامج لتحسين صورة اليمن في الخارج تخذله دائما سلبية الحدث اليومي في الداخل وضعف الإعلام ،وقصور أدواتنا الدبلوماسية والإعلامية في الخارج. وقال :" بقدر ما يكون ضعف الأداء الإعلامي مسئولا عن بعض القصور ، إلا أن الحدث السلبي يظل قادرا في سماوات مفتوحة على صنع الخبر السلبي والصورة السلبية ويحجب ما دونه من أخبار إيجابية لا تأخذ الأولوية في الأهمية ، ومع ذلك فالتوازن بين الخير السلبي والإيجابي مفقود لصالح ما هو سلبي ومثير وغريب ". وأكد على ضرورة أن يظل الشعور والضمير الوطني والمهني عاملا مهما في صياغة الرسالة الإعلامية وفي نقل صورة الأحداث إلى الخارج وفي تحديد الأولويات ،على الرغم من أن وسائل الإعلام الوطنية لم تعد هي المصدر الوحيد لصناعة وبث الخبر الوطني ،لتبقى صورة اليمن في الخارج مرهونة بصناعة الحدث لا بصناعة الخبر ". (تحذيرات السفارات الأجنبية هرباً من المسئولية ) فاطمة الحريبي المدير التنفيذي لمجلس الترويج السياحي أقرت بأن صورة حالياً في الخارج على غير ما نريده ولكننا نبذل جهوداً مكثفة لتلافي هذه الصورة بغض النظر عن الأسباب ، حيث يعمل المجلس على تعزيز روابط العلاقات العامة مع دول أوربية عبر شركات في (5) دول مهمة بالنسبة للسياحة (ألمانيا ، فرنسا، ايطاليا ، أسبانيا ، بريطانيا ) تعمل على تقديم صورة إيجابية بواسطة تزويدها بالمعلومات الصحيحة والبيانات السلمية للتخفيف من حدة الصورة النمطية عن اليمن . واعتبرت أن اليمن تشهد أحداث كأي دولة في العالم لكن هناك تضخيم فمثلاً اجتاح تهديد القاعدة المدن الأوروبية مؤخراً ولا يزال لكن وسائل الإعلام الأوروبية لا تتعامل مع ما يجري في إطار مبالغة وتضخيم من قبل المعارضة مثلاً أو الصحافة الأوروبية ولكن كتهديد حقيقي يجب على الجميع التعامل معه ونبذه ومحاربته بعكس ما يجري في بلادنا . وتابعت أن مواقع اليكترونية للأسف تقدم تسهم بشكل أساسي في تكوين صورة سلبية من خلال التناولات الصحفية المبالغ فيها والتهويل دون اعتبار لما تلحقه هذه الصورة من در فعل سلبي يكتوي بناره الجميع سواء بالنسبة للسياحة ومكوناتها ومنشآتها التي يملكها المواطنين أو الاستثمارات وغيرها . وعبرت عن انزعاجها لبعض السفارات الأجنبية التي ترفع تقارير غير موضوعية لوزارات الخارجية في بلدانها حول طبيعة الأوضاع في اليمن مما يؤدي إلى صدور تحذيرات بمنع السفر ، معتبرةً أن هذه السفارات ترمي بأعباء المسئولية المناط بها تجاه مواطنيها على كاهل اليمن واستغلال الأوضاع بشكل سيئ . وأوضحت فاطمة الحريبي أنه بالرغم من التحذيرات إلا أن هناك أكثر من (3000) أوروبياً مثلاً تمكنوا من التقليل منها وزيارة معظم المحافظات اليمنية وإن كان عبر ارتداء ملابس يمنية ويصل الأمر إلى ارتداء النساء للحجاب مثلاً ويؤكدون أن الصورة مبالغ فيها وغير ما تعيشه اليمن في الواقع . (سفارتنا بفينا..المدافع الوحيد ) إلا أن المدير التنفيذي لمجلس الترويج السياحي حملت السفارات اليمنية في الخارج مسئولية التقصير في تقديم وتلافي الصورة السلبية ماعدا سفارتنا في "فيينا" فقط التي تقوم بواجبها على أجمل وجه وعبر التواصل المستمر وطلب البروشورات والمعلومات والبيانات والصور عن اليمن . وأشارت "فاطمة الحريبي" إلى أن المجلس بصدد التواصل مع وزارة الخارجية للتعاون بشأن موعد لوفد ترويج بعد أن رفضت سفارة اليمن بألمانيا التنسيق بحجة أنه لا يندرج في إطار مهامها ". وأكدت المدير التنفيذي لمجلس الترويج السياحي إن هناك تقصير كبير من قبل تلك الجهات والوزارات الحكومية وجميعها يرمي العبئ على مجلس الترويج ووزارة السياحة دون الاهتمام بالعمل الجماعي في تكوين صورة مغايرة لبلادنا للخارج . وحول بعض الاتهامات للمجلس ووزارة السياحة بعدم توفير البروشورات والمعلومات والفلاشات السياحية والمناظر والأماكن التراثية والتاريخية الأثرية لليمن :" قالت الحريبي: بالعكس نحن نعمل على توصيل كل هذه المتطلبات ولدينا فرق إعداد مثل هذه المعلومات لكن عدم التعاون يعيق تحقيق الأهداف ، مشيرةً إلى أن معظم الوفود والفرق الرياضية وغيرها لا تحمل أي بروشورات أو منشورات أو صور تساهم في التعريف باليمن وإزالة ما علق بسمعتها من أذهان البعض . وأعتبرت أن السياحة تخصص مبالغ طائلة للترويج من خلال معارض ومهرجانات شعبية والتعاقد مع شركات سياحة وكتاب وصحفيين أجانب وتنظيم زيارات لليمن والكتابة عنها بصورة واقعية ، موضحة أن هذه الجهود أسفرت عن ارتفاع السياح القادمين من أنحاء اوروبا وأمريكا مقارنة بالاعوام الماضية . وتؤكد الاحصائيات ارتفاع السياح من بريطانيا للعام 2009م الى (13844) سائحاً مقارنة بـ(9128) سائحاً العام 2008م رغم التحذيرات والهجمات والصورة السيئة وكذلك السياح الامريكان من (12871) سائحاً العام 2008م الى (19527) سائح 2009م وما هو يشير الى تقدم ملحوظ تستدل به " المدير التنفيذ لمجلس الترويج السياحي" كثمره للجهود المبذولة رغم طموحاتها الكبيرة للتحقيق أكثر من هذه الارقام في الاعوام القادمة ". وأقرت باهمال للمواقع الصحفية اليمنية كونها اصبحت نوافذ لليمن خارجياً مؤكدةً أنها ستولي هذا الجانب الاعلامي اهتمام أكبر نظراً لاهميتها في مخاطبة الخارج سواء عبر مواقع صحفية باللغة العربية أو الانجليزية وتزويدها بالمعلومات والفلاشات والصور التي تتفرد بها اليمن عن سائر بلدان العالم . وترجع أسباب هذه القطيعة بين السياحة والصحافة الاليكترونية اليمنية الى أن القانون رقم (3) لعام 1999م وتعديلاته بالقانون رقم (18) لعام 2000م وكذلك تعديلات القانون رقم (2) لسنة 2009م والتي تصب جميعها في تحديد تشكيل المجلس ووظائفه وموارده وحصر تعامل هذه الجهات بمجالات محددة ليس بينها الصحافة والمواقع الاليكترونية ". (3 مراكز إعلامية فقط والسبب تقشف المالية) أما ما يتعلق بغياب دور الملحقيات الاعلامية في سفارات اليمن في الخارج عن تحسين صورة البلاد وتقديم صورة لائقة والتصدي لمحاولات تكوين صور نمطية سيئة وسلبية من أي جهة –وعدت جهات بوزارة الخارجية التوضيح لاحقاً، فيما أقر وكيل وزارة الاعلام المسئول عن الملحقيات الاعلامية بضعف وقصور شديد في جهود تقديم صورة ايجابية للبلاد في الخارج". وبرر " أحمد الحماطي" هذا الغياب باعتماد وزارة المالية خطة تقشف وترشيد مالي تضمنت تقليص عدد الملحقيات الاعلامية في الخارج وتحويلها الى مراكز إعلامية وبالذات (3) مراكز إعلامية فقط ( بفرنسا، جده، القاهرة) بجانب ملحقين إعلاميين بقرارات جمهورية في سفارتي اليمن في واشنطن وأثيوبيا فقط ، أما بقية الدول لم يعد فيها أي تمثيل إعلامي وهو ما ترك فجوة كبيرة في تكوين هذه الصورة السيئة عن اليمن ". وعن قصور دور هذه المراكز والملحقيتين في تجسيد أداء إعلامي يدحض الصورة السيئة للبلاد أكد "الحماطي" أن هذه المراكز تعمل وفق قنوات ضيقة ليس لها علاقة بالسياحة أو الجهات السياحية وهو ما عبرت عنه المدير التنفيذي لمجلس لترويج السياحي "فاطمة الحريبي "، لكن "الحماطي" نبه إلى قصور في إعداد البروشورات والمعلومات الإعلامية والأفلام والفلاشات السياحية من الجهات المسئولة التي يمكن تزويد السفارات والملحقيات بها". ولكن وكيل وزارة الإعلام استدرك ذلك بالقول :" إن المراكز وتلك الملحقيات تنفذ أنشطة متعددة وممارسة الترويج في احتفالات الأعياد والمناسبات الوطنية وخصوصاً تجاه أبناء الجاليات اليمنية هناك ، وتساهم بشكل فاعل في تقديم مشرفة ونقل صورة متميزة وحقيقية لما تشهده اليمن ودحض المعلومات المغلوطة ، مشيراً إلى أن من بين تلك النشاطات التنسيق لاستقدام وفود صحفية وكتاب ومفكرين إلى اليمن للاطلاع عن الصورة الواقعية عن قرب والمساهمة في تحسين الصورة النمطية في أذهان البعض عن اليمن ". وأشار وكيل وزارة الإعلام "أحمد الحماطي" إلى أن الوزارة تعتزم قريباً فتح مركز إعلامي في لندن كجزء داعم ومحوري لتحسين الصورة السلبية لليمن في أوروبا ". (الحل: رؤية وطنية بحجم الاستهداف ) بدوره يذهب الباحث والأكاديمي بكلية الإعلام الدكتور" خالد الصوفي " إلى أن الصحافة الاليكترونية تعد جزء من منظومة وإستراتيجية متكاملة تتكاتف فيها وزارات حكومية عدة أبرزها الإعلام والسياحة والثقافة والسفارات بدرجة أساسية لدراسة هذه القضية وبلورة خطة فاعلة ورؤية وطنية شاملة لتحسين صورة اليمن في الخارج أسوة ببقية الدول التي استطاعت إزالة الصور النمطية التي تكونت عنها وأبرزها اليابان إلى صورة رائعة ومشرقة ، مؤكداً أن الجهود لابد أن تتعاون في صد الهجمة التي تتعرض لها سمعة اليمن في الخارج كون اليمن مستهدفة من قبل أجندة خاصة سواء فضائيات أو صحف ومواقع أو دول تكرس جهودها لإلحاق الضرر باليمن السعيد". |