ضربة قاصمة لظهر البيض:الانفصاليون يقاطعون مؤتمره ويلغون زعامته مني "علي سالم البيض" بخيبة أمل كبيرة بعد تلقيه ضربة قاصمة لظهره من قبل فصائل الحراك في الخارج بإعلانها مقاطعة مؤتمر الحوار الذي دعا إليه، وإحباط محاولة الحصول على تفويض منها بتمثيل "الزعامة الشرعية الوحيدة للجنوب"، وسط مشاعر نقمة عارمة تسود ساحة الانفصاليين، التي تشهد منذ فترة غير قصيرة تمزقاً، وصراعات لم يعرف لها نظير منذ أحداث يناير 1986م. وكشفت مصادر في لندن ونيويورك أن الغالبية العظمى من فصائل الحراك في الخارج أكدت رفضها لدعوة "البيض" بعقد مؤتمر (لقاء موسع) حدد موعده في النصف الثاني من شهر نوفمبر القادم، مبدية معارضتها الشديدة لما ورد على لسان "البيض" حول المؤتمر المزعوم في خطابه بمناسبة ذكرى 14 أكتوبر، ورفضها ما وصفته بـ"النوايا المبيتة من وراء المؤتمر".. الأمر الذي تؤكد مصادر أخرى فشل مساعي "البيض" لتشكيل لجنة تحضيرية للمؤتمر، بعد رفض قيادات الغالبية العظمى من فصائل الحراك بالخارج الانضمام للجنة..! وأوضحت المصادر- نقلاً عن قيادات انفصالية: أن "البيض" لم يكن هدفه من المؤتمر "وحدة الصف الجنوبي في الخارج"، وإنما "الخروج من المؤتمر بتفويض من جميع الهيئات والتنظيمات المشاركة بأنه الرئيس الشرعي للجنوب".. وأكدت أن دعوته جاءت على خلفية الصراعات القائمة بين "القيادات التاريخية" التي اشتدت وتيرتها مؤخراً، "ليقطع الطريق على علي ناصر وحيدر العطاس والآخرين الذين بدأ نفوذهم بالتنامي بدرجة كبيرة".. وقالت: أن "البيض" أخبرهم بأن اللقاء الموسع مخصص فقط للهيئات والتنظيمات والجاليات الجنوبية، معتبرة ذلك محاولة لتهميش واقصاء القيادات التي يختلف معها مثل: علي ناصر محمد، وحيدر أبو بكر العطاس، وصالح عبيد احمد، ومحمد علي احمد، وسليمان ناصر مسعود وغيرهم- "وبما يعني أنه لا يهمه وحدة الصف الجنوبي كما قال، وإنما تهمه نفسه ومصلحته"، مؤكدة أنه "يتصرف بأنانية، وغير مستوعب للمرحلة"- على حد تعبيرها. كما أشارت إلى أن "البيض" يصنف القيادات الجنوبية الموجودة في دول الخليج على أنها محسوبة على علي ناصر او العطاس، "لذلك يشترط عليها أن تعلن التزامها الواضح والصريح بمطلب الاستقلال، كما لو أنه يتعمد إحراقها لكونه يعلم أن وضعها في تلك الدول لا يسمح لها بمثل هكذا التزامات".. وتؤكد مصادر إن النقمة تشتد في أوساط الانفصاليين على "البيض"، وأن هناك تحركات نشيطة من قبل قيادات في "تاج" بالولايات المتحدة وبريطانيا- على وجه الخصوص- وكذلك من قبل قيادات في "هيئة شفيلد" للتأليب ضد "البيض"، والدعوة إلى تجاهله في الخطابات والبيانات والكتابات الاعلامية، والحث على الالتفاف حول "القيادات الجنوبية الشابة"، والتبرير لذلك بأن "البيض" لم يكن منذ البداية هو الشخص المطلوب لقيادة الحراك لكن الترويج له كان محاولة لايجاد قطب لجمع مختلف مكونات الحراك حوله، ورص الصف الجنوبي، إلاّ أن الأمر لم يأت بما كان مرجو منه، بل تسبب في خلق الكثير من المشاكل، وتمزيق الحراك بانحيازه الى فئة دون غيرها، وتصرف كما لو أن الجنوب هو الضالع وردفان والشعيب وليس ستة محافظات، مرجعين الى ذلك التصرف سبب الانشقاقات التي حدثت مؤخراً، والفتنة المناطقية التي فتت وحدة "الجنوبيين" في الداخل والخارج.. وتقول المصادر أن تلك الأطروحات تتداولها جهاراً نهاراً جميع أوساط الانفصاليين في الخارج، وإن العزلة تشتد على "البيض" بصورة مثيرة للدهشة، مؤكدة أن المواقف الأخيرة بمقاطعة المؤتمر (اللقاء الموسع) الذي دعا إليه، وتفويت الفرصة عليه بالحصول على تفويض بزعامة الجنوب، كلها تنبيء بأن ثمة مفاجآت كبيرة قادمة، وأن هناك تيار "تصحيحي خفـي" يحرك الأحداث- يرجح أنه من القيادات الشبابية- وقد يحدث إعلانه عن نفسه منعطفاً جديداً يقلب كل الحسابات القائمة حالياً.. وقد لا يستغرق ذلك سوى فترة قصيرة جداً..!! |