نظام التوريث وحوار الأوفياء يوم الخميس الموافق 3 فبراير 2011كان يوماً عظيماً في حياة الأمة اليمنية فيه جسد الشعب أسمى آيات الحب ومعاني الإخاء الديمقراطي في تظاهرة فريدة شكلت لوحة وطنية ديمقراطية متناسقة الأنغام ،وبألوان الطيف حاملة راية الجمهورية اليمنية لتدور به في شوارع وميادين مدينة صنعاء العزيزة ، وكل جهة من جهات التظاهرة عبرت عن كل مايجول في خاطرها سواء كانت مؤيدة لمقترحات فخامة الأخ الرئيس أو معارضة لها والحمد الله إن الجماهير اليمنية التي خرجت بعشرات الألوف للتظاهر في مناخ ديمقراطي فريد أثبتت للعالم أنها تمتلك رصيداً من الوعي الديمقراطي الذي تستطيع بواسطته إن تعبر عن مطالبها المشروعة بعيداً عن التخريب والهمجية. ففي يوم الخميس كانت بعض الأبواق التي صَمَّتْ أذاننا بعويلها طوال السنين الماضية تتوقع إن تخرج المظاهرات عن السيطرة الأخلاقية لأبناء اليمن وكانت تسعى لإحداث تصادم بين المؤيدون لمقترحات الأخ الرئيس والمؤيدون لدعوات اللقاء المشترك وبحمد الله ونعمه ثم بيقظة أبناء القوات المسلحة والأمن تجاوزنا العقبات ، والحواجز المصطنعة واثبت أبناء 22من مايو أنهم أوفياء لليمن . ونحمد الله انه لم تسجل في هذا اليوم أية حادثة طارئة قد تكدر صفو النفوس اليمانية التي خرجت إلى شوارع عاصمة الجمهورية اليمنية صنعاء الحبيبة أمنة مطمئنة على نفسها مطالبة بإصلاح الوضع اليمني والعمل على سحق الفساد واقتلاع أشجاره من على سطح الأرض اليمنية ، هذه هي أخلاق وآداب اليمانيون حيثما حلوا وسكنوا فالديمقراطية اليمنية تتصف بالفنية وذات طابع مميز بعبق نكهتها اليمانية ، فشعبنا متمرس وفاهم لكل جزيئيان العمل الديمقراطي المستمدة من ارثه التاريخي ويحق لنا معشر اليمانيون إن نتفاخر اليوم بمورو ثنا الشوروي الذي امتدحه القرآن الكريم فنحن شعب ديمقراطي حضاري فمهما جار علينا الزمن وتكالبت الأعداء وخاننا الأصدقاء والخلان إلا إننا نتجاوز كل المحن بحكمتنا اليمانية وبالشورى اليمانية ودائما نبقى في مناخنا الديمقراطي ونرفض المذلة والخنوع ولا نركع إلا لرب العالمين وحده لا شريك له. والى أولائك الشاطحون والغارقون بأوهامهم نقول: لقد سئمنا من ثرثرتكم وادعاءاتكم الباطلة التي لا تستند إلى أي برهان شرعي وحديثكم عن التوريث وكأنكم علماء في علم المواريث ولكن نسألكم بالله ماذا تعرفون عن التوريث الذي تتحدثون عنه حتى مللنا حديثكم وسئمناكم وفقدنا ثقتنا بكم ولم نعد نصدق ما تقولون وما توعدون به، فها هي دعواتكم تذهب هباءً منـثورا بعد التوضيحات التي سردها لشعبه قائد الأمة اليمانية وتمسكه بقراره وبمواد دستور الجمهورية اليمنية بقوله: نحن في الجمهورية اليمنية ليس لدينا توريث ولن نرشح أنفسنا مرة ثانية وبحكم الدستور لن تكون هناك أكثر من ولايتين انتخابيتين لرئاسة الجمهورية اليمنية فها هو يرسي دعائم الدستور ويعتمد التداول السلمي للسلطة وبوسائلها الديمقراطية فماذا بقى لكم من نواح بعد أن سُحبَ منكم البساط ؟ وإذا عدنا إلى دستور الجمهورية اليمنية فسنجد انه يعطي الحق لكل مواطن يمني ومواطنة يمنية في الانتخاب والترشيح في حالة توفرت فيه شروط الانتخاب والترشيح حسب الدستور وقانون الانتخابات اليمنية ومن هنا يكون من حق ابن رئيس الجمهورية وأي مواطن أخر إن يرشح نفسه في الانتخابات فهو مواطن يمني عليه واجبات وله حقوق على هذا الوطن الحبيب ومن حقه التمتع بالمواطنة اليمنية أسوةٌ ببقية المواطنين فالتجربة اليمنية الديمقراطية الفريدة في كل شيء علينا تقع مسئولية المحافظة عليها وتنميتها وتطوير أدواتها العلمية. أما إذا أردنا إن نتحدث عن التوريث بصفة عامة وبدون تحديد فهنا نستطيع إن نستنكر التوريث المعمول به في شغل الوظيفة العامة والقطاع العسكري والمدني والمنتشر حالياً في الكثير من قطاعات الدولة اليمنية فهو موجود في التربية والتعليم وفي القضاء ومحاكمه المختلفة وفي الأمن بقطاعاته المختلفة وفي الصحة بدوائرها ومستشفياتها المنتشرة في الجمهورية اليمنية وفي المشيخ فنجد إن هذا القطاع محصورٌ بالوراثة على فئة معينة من أبناء الشعب اليمني الذين تم اختيارهم في زمن معين ليكونوا رؤساء لقبائلهم نظراً للحكمة والرجاحة في العقل والمنطق وربما أيضاً في وفرة المال في تلك الحقبة من الزمن ولكن بقت المشيخ محصورا وبالوراثة فانسحبت على كل شيءٌ في اليمن ولم تسلم منها حتى المجالس النيابية والشورى والمحلية بل وفي السفارات اليمنية والسلك الدبلوماسي بصفة عامة حتى ضننا إن القبيلة لايمكن إن تقوم دولة في اليمن إلا بها. فالحوار مطلوب بين الأوفياء لليمن ويجب ألا يخرج عن الثوابت الوطنية، فاليمن اليوم بحاجة لكل أبنائه للبداء في الإصلاح المالي والإداري والسياسي فاخذ الأمور بجدية أكثر سوف تخرجنا من دائرة الشر التي صاغها أعدائنا نعم لقد حان الوقت يافخامة الرئيس إن تسلم أمور الإصلاحات الاقتصادية إلى كوادر متخصصة في علم الاقتصاد وكذلك الإصلاحات الإدارية تسلم إلى كوادر متخصصة في علم الإدارة على إن تكون بإشرافكم المباشر فانتم من بيده زمام القيادة فابعدوا الوظيفة العامة عن المحسوبية والحزبية والمناطقية، وأبناء المشايخ فزمن المراضاة والاستقطاب قد ذهب وبدون رجعة بإذن الله. الأخ الرئيس لقد حذرت مراراً وكررت ذلك على مسامع الجميع من التسيب ومن الفساد والمفسدين وأعطيتهم وقتاً كافياً كي يصححوا أنفسهم ولكنهم اثبتوا أنهم غير قادرين على إصلاح أنفسهم فكيف نطلب منهم إصلاح البلاد والعباد؟ نعم لقد حان الوقت لتصفير العداد وإعادة ترميم وتشطيب البيت اليمني واستبدال كل ماهو تالف وغير صالح للخدمة بالكوادر الشابة من الاكادمين وما أكثرهم في الوطن يافخامة الرئيس بفضل الله ثم بفضلكم أصبح لدينا أكثر من 10 جامعات يمنية فابحثوا فيها ستجدون من الكوادر المتخصصة والنزيهة لقيادة الإصلاح المالي والإداري في البلاد. كم تمنينا ونتمنى من سيادتكم اصدر قانون يحصر شغل الوظيفة العامة على حملة الشهادات العلمية المتخصصة كل في مجال تخصصه وتفعيل قانون تدوير الوظيفة العامة ،وقانون الانتخابات يجب إن يعاد صياغته وحصر عملية الترشيح لعضوية مجلس النواب والشورى والمجالس المحلية على حملة الشهادات العلمية التخصصية. نعم لقد دقت ساعة الصفر للبدء في محاسبة العناصر الفاسدة والغير قادرة على العطاء وكذلك العناصر الملطخة يدها والمفضوحة أمرها أمام الشعب والتي فشلت في إدارة المرافق التي تديرها، واسترداد المال العام الذي نهب بواسطة شلة الفساد وأعوانهم وتطبيق قانون الثواب والعقاب فلا ضير يافخامة الرئيس إذا استقدمنا خبرات عالمية وعربية للاستفادة منها في مجال القضاء والتشريع والإدارة فنحن مازلنا مرتبطين بعقيلة القبيلة والاستقواء بها على القانون والدستور ولهذا نحن بحاجة إلى مراجعة النفس والنظر بعيون تشاهد كل شيء من حولها لا بعيون مصابة بالعمى الليلي فترى الأشياء عكس صورها الأصلية وبما تخدم مصالحها الشخصية. |