السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:33 م - آخر تحديث: 02:25 م (25: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المستقبل للوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
البروفسور وهيب عبدالرحيم باهديله في رحاب العُلماء الخالدين
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
14 أكتوبر.. الثورة التي صنعت المستحيل
قاسم‮ محمد ‬لبوزة‮*
زخم الثورة وحاجته لسلوكٍ ثوري
إياد فاضل*
خواطر في ذكرى تأسيس الموتمر الشعبي العام
د. أبو بكر عبدالله القربي
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ليبارك الله المؤتمر
راسل القرشي
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
رؤية وطنية تلبّي احتياجات الشعب
أحلام البريهي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
دين
المؤتمر نت -بقلم- د / عبدالله بن عبدالعزيز اليوسف -
دور البيئة الاجتماعية في إرساء ثقافة الحوار والتسامح لدى الشباب
الحقيقة أنه عند الحديث عن دور البيئة الاجتماعية في إرساء ثقافة الحوار والتسامح لدى الشباب فإن أول ما يتبادر إلى ذهن المتخصصين في علم الاجتماع هي مؤسسات التنشئة الاجتماعية المتعددة في المجتمع التي يفترض أن تقوم بدور فاعل في تشريب الناشئة القيم الاجتماعية والثقافية التي يرغب المجتمع في استمرارها .ولعل أهم المؤسسات الاجتماعية التي يحسن الحديث عنها في هذا الصدد هي الأسرة والمدرسة ، ففي الوقت الذي تقوم فيه الأسرة بتعويد الناشئة على القيم الاجتماعية المقبولة والتي تأخذ في طبيعتها خصوصية الأسرة فإن المدرسة يفترض أن تكون هي الجسر الذي يربط بين خصوصية الثقافة التي يجب أن تقوم بها الأسرة لتعميم ثقافة مشتركة تجمع جميع أفراد المجتمع على هوية ثقافية واحدة .
وبما أن هذا التقديم أوضح أهمية مؤسسة الأسرة والمدرسة كمؤسسات اجتماعية مهمة في عملية التنشئة الاجتماعية تأخذ الأول طابع المؤسسة الغير رسمية كما تأخذ الأخرى طابع المؤسسة الرسمية فإن هذه يمهد للدخول في موضوع الحوار المطروح ايوم وهو دور البيئة الاجتماعية في إرساء ثقافة الحوار والتسامح لدى الشباب .
وانطلقنا من البداية فإن ما تم استعراضه من قضايا حول الأسرة يجعلها هي الأول في تحمل مسؤولية تشريب الناشئة ثقافة الحوار وقبول الآخر دون إفراط أو تفريط انطلاقاَ من تعاليم الدين الإسلامي التي تحظى جميع الأفراد على قبول الآخر والتسامح معه ، ولكي تستطيع الأسرة القيام بدورها المأمول في إرساء ثقافة الحوار والتسامح بين أفرادها فإن المأمول من الأفراد والراشدين داخل محيط الأسرة تفعيل قيم التسامح والحوار بينهم فالابناء الذين يرون قيم التسامح والحوار بين الأب وزوجته وقيم الحوار والتسامح بينهم وبين والديهم سوف يخرجون بإذن الله سبحانه وتعالى أفراداَ قادرين على استيعاب الآخرين وتقبلهم انطلاقاَ من مفهوم أن الكمال لله سبحانه وتعالى والجميع لديه نواقص يجب أن نقبله بعيوبه ما دامت لا تتعارض مع الأسس الشرعية الثابتة في الدين الإسلامي .
إن الحوار في الأسرة هو سلوك وممارسة وليس توجيهات تصدر من سلطة عليا هي الأب أو ألأم ، إن ألأب الذي يفقد آليات الحوار السليم مع زوجته وأبنائه يجب أن لا يتوقع أن يخرج أبنائه إلى المجتمع وهم قادرون على الحوار أو استيعاب الآخر .
ومما لا شك فيه أن قضية تعويد الأبناء على الحوار والمناقشة وتقبل الرأي الآخر لم يعد قضية ترفيه وإنما أصبحت ضرورة من ضروريات الحياة العصرية في عملية التنشئة والتعليم ، وما لم تستطع الأسرة القيام بهذا الدور المأمول منها فإن الحوار في المجتمع سوف يخنق في مهده .
وفي جانب آخر فإن هناك مؤسسة مهمة من مؤسسات التنشئة الاجتماعية مسؤولة مسئولية كبيرة عن إرساء ثقافة الحوار داخل المجتمع ، وحتى تصبح المدرسة قادرة على إرساء ثقافة الحوار داخل المجتمع فلا بد من تكامل مقومات العملية التعليمية في إرساء ثقافة الحوار والتسامح في المجتمع ولا يمكن إرساء ثقافة التسامح والحوار داخل المجتمع دون تفعيل العوامل الأربعة التي تقوم عليها العملية التعليمية وهي :
1- الطالب :
لا إرساء ثقافة الحوار في المجتمع فإنه يجب تعويد الطلاب على الحوار القائم على التفكير والإبداع الذي يسمح لعقل الطالب بتأمل الأمور ورؤية الحقيقة من أكثر من زاوية ، كما يمكنه من الابتعاد بعد توفيق الله سبحانه وتعالى عن أي يصبح فريسة سهله للأفكار المتطرفة والداعية للعنف والتخريب .
2- الأستاذ :
يمثل الأستاذ النواة التي يمكن توصيل المعلومة من خلالها إلى الطالب وإذا لم يكن الأستاذ متمكن من العادة العلمية التي يعرضها لطلابه فإنه لن يساعدهم على التفكير الإبداعي القائم على الحوار والمناقشة .
ولشخصية المعلم في قاعات الدراسة إسهاماَ مهماَ في تشكيل شخصيات الطلاب إذ أن سمات المعلم ينعكس في أسلوبه مع تلاميذه وطريقة تهذيبه لهم وهذا بدوره قد يعزز لديهم الحوار وثقافة الحوار أو يجهضهما في المهد .
3- بيئة المدرسة :
لا يمكن للطالب أن يتلقى التعلم بشكل جيد ويستفيد منه ما لم يتواجد في بيئة تشجع على الأإبداع وتحفز التفكير وتدفع بالفرد إلى أفاق من التعلم القائم على التفكير الإبداعي والبعيد عن القوالب الجاهزة والمعلبة ، ولتوفير بيئة تعليمية جيدة فلا بد من وجود مجموعة من العناصر الأساسية التي تحفز على التعلم ومنها :
1- وجود وسائل متعددة للتعليم تساعد على الحوار والمناقشة .
2- وجود مكتبة متخصصة تحفز على البحث وتشجع على الدراسة .
3- وجود قاعات دراسية تساعد على شيوع روح المناقشة والإبداع .
4- إعطاء الفرصة للطلاب للمناقشة والحوار والإبداع والاختلاف ، فالابداع ينمو في أجواء الحوار ويموت في مهده في أجواء الدكتاتورية الصارمة .
4- المناهج الدراسية :
تعتبر المناهج الدراسية هي عماد العملية التعليمية وهي الوعاء الذي تقدم من خلاله المعلومة للطالب لكي يستوعبها ويستفيد منها مما يساعده في مسيرته العلمية ، ويجب أن تكون المناهج الدراسية مصاغة بشكل يساعد الطلاب على الجوار والمناقشة وتحفيزه على إيجاد بيئة تساعد على الحوار وتشجع على ثقافة الحوار وقبول الآخر .
وما دام الحديث عن المدرسة كمؤسسة تعليمية فإن الحديث يمتد ليشمل الجامعات كمؤسسات تعليمية عالية يجب أن تشجع على الحوار وسيادة ثقافة الحوار والمناقشة ، ولا شك أن عقدة المؤتمرات العلمية لمناقشة المواضيع الهامة هو أحد المحاور الأساسية لإشاعة أجواء الحوار ونشر ثقافة الحوار في المجتمع ، ولعل إقامة جامعة الإمام لمؤتمر عالمي حول موقف الإسلام من الإرهاب والعنف والتطرف يعتبر استشعاراَ رائداَ من هذه الجامعة المباركة في إشاعة أجواء الحوار وثقافة التسامح في المجتمع .
فالحوار وثقافته لا يمكن أن ينمو إلا بالمناقشات والمؤتمرات واللقاءات العلمية .
نسأل الله سبحانه وتعالى للجميع التوفيق والسداد وأن يحفظ الله هذه البلاد المباركة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمين والنائب الثاني لكل ما فيه الخير والسداد وأن يرزق الله الجميع حسن القصد والنية .

- أستاذ مشارك بقسم الاجتماع بالجامعة
ومدير مكتب أبحاث الجريمة بوزارة الداخلية
نقلاً عن موقع المؤتمر الدولي لموقف الاسلام من الارهاب








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "دين"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024