|
سلمية.. والدنيا خراب مظاهر سلمية، ثورة سلمية، شعارات سلمية، ودماء تسيل ، وأرواح تصعد إلى بارئها، وممتلكات عامة وخاصة تدمر أو تنهب، والحياة معطلة في معظم تجلياتها، والشعار السلمي يتصدر المشهد السياسي، تبا لمن يستهبلون العقول.. شعارات مخادعة، ولافتات كاذبة، وتعميمات خاطئة، ومقولات محرضة على الزحف ليس إلى القدس بل إلى مجلس الوزراء واليمنية ومبنى الإذاعة والتلفزيون، ووزارة التجارة والتموين وغيرها من ممتلكات الشعب. حركة وأحلام الشباب وثورتهم سرقها عواجيز الفكر الشمولي المتسلط، والأعراف القبلية الرخيصة بعد تركهم قيمها الإيجابية المشرقة، ولاحظوا، وبإمكانم أن ترددوا معي هذا الشعار: (ثورتنا ثورة شباب لا حزبية ولا أحزاب) غادرنا الحياة، وأحاط بنا الكذب المفضوح، وكل ساحات التغرير ملأي بالفاسدين والفاشلين سواء من الحزب الحاكم، أو الفاشلين في الانتخابات الماضية أو الحاقدين من بقايا الإمامة البائدة، وكله.. باسم الشباب. أضروا بسمعة الوطن، وعطلوا الحياة: أغلقوا الجامعات والمدارس والمعاهد، وأوقفوا المرافق الخدمية والإنتاجية والمصانع، ويفهم من ذلك أن تلك الثورة ضد العلم ( الجامعات والمدارس )، وفي حالة عداء مع الاقتصاد والصناعة ( المؤسسات الإنتاجية والمعامل والمصانع ) مع حرمان المواطنين من لقمة العيش الكريم في ظل هذا الحر اللاهب، والوضع الغاضب باسم الاعتصامات والمظاهرات وأشكال العصيان المدني، ورحلات ونزوح الأسر من بيوتها ومدنها إلى أماكن الأمان المؤقت، وجروح القلب المفتت. أصممتم آذاننا ومسامع العالم بلافتات وشعارات السلمية، وتمنعون البترول والغاز من مأرب بقوة السلاح، وتضطر الدولة لاستيراده من الخارج بتكلفة كبيرة جداً، ويضرب أنصاركم محطات الكهرباء الغازية في مأرب ليعم الظلام كل أو معظم اليمن، ولتزداد المعاناة ألما في المحافظات والمناطق الساحلية بسبب انقطاع الكهرباء، وسلمية .. سلمية، ويتنافس المتناظرون والمنظرون في التبرير للجرائم والانتهاكات الخطيرة، والتضليل المبرمج لوعي المواطن بترهات كاذبة لا تصدقها حتى جدتي. سلمية، سلمية، وتقطعون الطرق، وتروعون الآمنين، وتعسكرون المدن، وتقتلون جنوداً من النجدة وتفجرون الوضع، وتضربون لجان الوساطة فيما يسمى بالعيب الأسود، وتحتلون الوزارات وتنهبونها، وتحرقون أبرز معلمين حضاريين في صنعاء: مبنيي اليمنية وطيران السعيدة. وتزيدون الطين بلة بارتكاب جريمة شنيعة يقشعر لهولها البدن وهي قصف مسجد النهدين ـ في ظل وجود هدنة ولجنة وساطةـ بهدف قتل الرئيس وكبار رجال الدولة، وشاءت إرادة المولى عز وجل ألا يموت الرئيس .. بقي شامخاً إلا من إصابات طفيفة مع جرح رؤساء مجالس النواب والشوارى والوزراء ونائبي رئيس مجلس الوزراء واستشهاد بعض الحرس.. شيء فظيع، وإرهاب مريع وجريمة لم يكن يتوقعها أحد.. يحصل هذا في أول جمعة من رجب .. أين الأخلاق الإسلامية والقيم القبلية، والمبادئ الإنسانية، والأفكار الحضرية، والروح التسامحية؟! ربيعهم .. قبل، وربيعنا .. هاون العالم كله ويتمتع بالربيع الهانئ الجميل، ونسائمه العليلة، ومناظر مروجه البهيجة، والغزل المباح، والسهر حتى الصباح، والأجواء العائلية الحميمة، والنزهات الأسرية اللطيفة، والرقص الباسم على الأنغام الخفيفة، ومعظم دولنا العربية تعيش ربيعاً ساخناً .. ربيع الدم، هم يحتفلون، ونحن نقتل، ونمعن في القتل تنفيذاً لوصاياهم. خذوها.. إلا هذا ! أفرزت الاضطرابات والاحتقانات والحروب المؤلمة مصطلحات جديدة مختصرة (modern) مثل صوملة، عرقنة، لبننة، أفغنة، بلقنة، سورنة، سودنة، و مصرنة ولن يضاف إلى قائمتها مصطلح يمننة، إنكم تحلمون، ولن يكون! للتأمل كادوا أن ينجحوا في إلصاق إسقاط القاعدة بعض المناطق.. بفخامة الرئيس .. خطة إعلامية جهنمية. تسلم علي عبدالله صالح اليمن، وهي لاشيء، وصنع منها شيئاً.. رأي سمعته من بعض الأكاديميين. زنجبار .. مدينة أشباح، وقد هجرها ساكنوها إلى مناطق مختلفة، ونهبت ـ وبعضها أحرقت- مرافقها العامة ومعظم منازلها.. من المسؤول؟ ولسكان عدن المحتجين .. لا تستعجلوا فقد يكون الجماعة قادمين! ما حدث ويحدث في الحصبة يراه البعض من منظور .. قبيلة حاشد الأبية الشامخة تحترب .. يا شماتة أبله طازه فينا؟! ورأي آخر يقول: خلوهم يتقاتلوا حتى نخرج متعادلين .. مع أن الوضع ليس كذلك، والفقرة الأخيرة للكاتب. قبل الختام ولأني أفهم كثيراً في السياسة وأحابيلها أفتوني: هل ما حدث ثورة شبابية أم تمرد شعبي أم انتفاضة قبلية أم حركة انقلابية أم ثورة شعبية أم صدامات ( حاشدية ) أم انقلاب على الشرعية الدستورية أم احتجاجات سلمية أم تنفيذ مخططات خارجية؟! أم .. خلاص تعبت، ورقمي موجود في الصحيفة. همسة هل كان شيخ اليمن وحكيمها وصانع الرؤساء محقاً عندما سئل عن مرشحه .. فقال: (جني تعرفه ولا إنسي ما تعرفوش )؟ مجرد تساؤل. آخر الكلام حظي ومصرعه في لين أخلاقي وفيض عطفي على قومي وإشفاقي بين النجوم أناس قد رفعتهمو .. إلى السماء فسدوا باب أرزاقي يا أمة جهلتني ، وهي عالمة، أن الكواكب من نوري وإشراقي المصري عبدالحميد الديب |