|
ساحة التغرير..إمارة إسلامية غير معلنة في قلب العاصمة صنعاء تواصل مليشيات اللواء علي محسن الأحمر المنشق عن الجيش اليمني منذ مطلع العام الماضي اختطاف واعتقال واستدعاء مواطنين من سكان حي الجامعة بصنعاء المجاورين لمخيم أحزاب المشترك والتحقيق معهم، ضمن سلسلة انتهاكات متواصلة لحقوق الإنسان وخروقات متتالية للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرار مجلس الأمن رقم 2014م بشأن الأزمة في اليمن. وفي هذا السياق استدعى معاونون للواء المنشق علي محسن أس الأحد الشيخ بكيل الجعدبي رئيس ملتقى الأحياء المتضررة من مخيم اعتصام المشترك والأحياء المجاورة للمخيم، الذي يدخل عامه الثاني وسط أكثر الأحياء كثافة سكانية ونشاطاً تجارياً بالعاصمة صنعاء. وحسب وثيقة رسمية –تلقى المؤتمرنت نسخة منها- فقد جاء الاستدعاء ممهوراً بتوقيع العقيد/ عبدالرب قاسم الشدادي، قائد ما سُمي بـ" الحزام الامني بالجامعة "وتضمن تهديداً بإرسال مسلحين وما يسمى بـ"التنفيذ" على رئيس ملتقى أهالي الأحياء المتضررة. واعتبر الشيخ بكيل الجعدبي في تعليق له هذه الممارسات خارج نطاق القانون، وانتحالاً لمهام ووظيفة وزارة الداخلية وأجهزتها الأمنية وأقسام الشرطة، عوضاً عن كونها تمثل انتهاكاً سافراً لحقوق الإنسان ، ونموذجا مصغرا لحجم معاناة سكان حي الجامعة والأحياء المجاورة لمخيم الاعتصام طول السنة الماضية. وقال: "كنا نتحمل مثل هذه الممارسات قبل توقيع المبادرة الخليجية وتشكيل حكومة الوفاق الوطني، لكوننا وقعنا وسط ساحة صراع طرفي الأزمة، لكن الوقت الراهن لم يعد هناك مبرراً لاستمرار مضايقات سكان حي الجامعة والأحياء المتضررة من الاعتصام. مناشدا رئيس مجلس الوزراء في حكومة الوفاق الوطني ووزير العدل واللجنة العسكرية إخراج المليشيات المسلحة من الأحياء السكنية والتجارية وفك الحصار الجائر على سكان المنطقة وتشكيل لجنة مختصة لتقييم وحصر الأضرار الاقتصادية والصحية والاجتماعية والنفسية والبيئية التي تكبدوها خلال أكثر من عام تعرضوا خلالها للقتل والحبس والتعذيب، وأغلقت محالهم التجارية وقطعت طرقاتهم ونزح أطفالهم. وصادرت الآليات العسكرية والمسلحين ومكبرات الصوت والأعيرة النارية أبسط حقوقهم في الحياة الطبيعية والشعور بالأمان في منازلهم. وشبه منطقتهم السكنية بـ(امارة اسلامية غير معلنة ) مطالبا حكومة الوفاق الوطني ببسط نفوذها عليها وتحريرها من المليشيات والجماعات المسلحة أسوة بزنجبار في ابين ورداع في محافظة البيضاء، منوها الى انتفاء مبرر نشر المسلحين لحماية الساحة في ظل تلقى جنود الامن توجيهاتهم من وزارة جاءت في حصة المشترك عند تقاسم الحقائب الوزارية مناصفة مع المؤتمر . ويذكر ان رئيس ملتقى أهالي الأحياء المتضررة من مخيم الاعتصام بالعاصمة اعتقل قبل أسابيع من قبل قوات الفرقة في مدرسة للبنات احتلتها قوات الفرقة وحولتها إلى سجن لمعارضيها من سكان المنطقة، كما اعتقل العام الماضي لمدة 31 يوماً في سجن بمعسكر الفرقة. وجاء استدعاء الجعدبي والذي -يشغل منصب مدير إدارة بمحكمة الجوف ويتمتع بحصانة قضائية- بعد نحو أيام من تنظيم أهالي الأحياء المجاورة لمخيم المشترك تظاهرة احتجاجية أمام وزارة حقوق الإنسان. وكشف فيها رئيس ملتقى أهالي الأحياء المتضررة عن عشرات المعتقلات غير القانونية خصصتها الفرقة للمواطنين، متهماً الأخيرة بانتحال صفات وظيفية ومهام أقسام الشرطة والأمن والمباحث الجنائية في مديريات (معين والثورة، وجزء من التحرير). وتحتل قوات الفرقة ومليشيات الاصلاح 32 مدرسة ابتدائية وثانوية في العاصمة صنعاء معضمها للبنات ، محولة فصولها إلى عنابر للمسلحين، واتخذت من مخازن كتب تلك المدارس مخازن للسلاح وقامت باستحداث متارس على بواباتها وأركانها، ومنتصف سبتمبر/ ايلول من العام الماضي دعا تقرير لبعثة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان مليشيات (الإخوان المسلمين ) الإصلاح والمشترك إلى وقف أعمال العنف والاعتداءات وأعمال التخويف ومحاولات إرهاب معارضيهم من المؤيدين للحكومة ، والتوقف عن مهاجمة خطوط الكهرباء وأنابيب النفط ودعا التقرير -الذي يستند الى زيارة وفد من مكتب المفوضة السامية لحقوق الإنسان إلى كل من عدن وصنعاء وتعز في الفترة بين 28 يونيو و 6 يوليو من العام الماضي – دعا - مليشيات أحزاب المشترك والاصلاح الى اخلاء ساحات الاعتصامات من جميع الأسلحة بدءا بالاسلحة الخفيفة والثقيلة و إطلاق سراح جميع المدنيين المحتجزين في سجون خاصة . للاطلاع على بعض معاناة سكان حي الجامعة |