يوم الشعب أفضل من عام الأحزاب ورتبة مواطن اعظم من كل الالقاب على مدى أكثر من عام تجرعنا من الساسة والقادة والإعلام الذي لم يعد إعلام.. ومن منظمات المجتمع المدني.. ومن بعض رجال الإعلام ومن الأحزاب.. تجرعنا المر والخوف وسقوط القتلى والجرحى من الأبرياء من المواطنين والعسكريين وتقطعت بناء السبل وعشنا في الظلام بسبب قطع وليس انقطاع الكهرباء ودفعنا أربعة أضعاف ما كنا ندفعه ثمناً للغاز المنزلي والمشتقات النفطية هذا إن وجدت هذه المشتقات. تحملنا بمرارة التزوير والانحياز والعداوة الواضحة من قناة الجزيرة وأخواتها ومن منير الماوري وأشباهه في أكثر من عاصمة ثم تغريبنا ومنعنا ولا زلنا كذلك عن أجمل الأحياء والشوارع في العاصمة صنعاء وغيرها من عواصم المحافظات. اضطرينا لكي نصل إلى أماكن عملنا التي لا تبعد عن منازلنا أكثر من ثلاثة إلى اربعة كيلوا متر أن نقطع أكثر من خمسة وعشرون كيلو متر ذهاباً ومثلها إياباً يومياً خوفاً من نقاط امراء الحرب. تركنا واجباتنا الاجتماعية نحو بعضنا البعض المتمثلة في تبادل التهاني أو التعازي في الأفراح والأتراح لأن المنازل أو القاعات لهذا الطرف أو ذاك تقع في مكان لا يستطيع الوصول إليه من يقع له أو عليه هذا الواجب. عام كامل سمعنا فيه عن بطولات وانتصارات زائفة ومجنونه تمثلت تلك الانتصارات التي لا يجوز لها أن تتم ولا يصح الافتخار بها تمثلت في الادعاء بنصر على طقم عسكري تم الاعتداء عليه أو عسكري يعمل لخدمة المجتمع في نقطة تفتيش أو هجوم على معسكر يحوي أبناءنا وإخواننا ويعيش في هذا المعسكر لحماية الوطن ومكتسباته أو التقطع ونهب مواد عسكرية أو مدنية في هذا الخط أو ذاك أو اقتحام مؤسسة أو مصلحة حكومية. سمعنا من يقول نحن في ثورة شعبية شاملة وعارمة ومن يقول أنا الشعب وغيري منتفعين أو بقايا وسمعنا من يقول أنه رقم وغيره صفر وسمعنا من ينكر معلوماً من الدين بالضرورة. سمعنا ورأينا لمدة عام كامل من من يحملوا الالقاب الكبيرة كالدكتور والشيخ وشيخ المشائخ والقائد وصاحب المنصب الحزبي الكبير ورئيس تحرير الصحيفة ورئيس منظمة ومحلل سياسي وصحفي وناشط وناشطة.. الخ. من تلك الالقاب التي لا حصر لها رأينا منهم وسمعنا ما يختلف جملة وتفصيلا مع تلك الالقاب والمسميات شكلاً وموضوعاً- الا ماندر حتى لا نعمم- سمعناهم يدعو الثورية والمواطنة الصالحة وامتلاك الحقيقة والنزاهة والحيادية والاهتمام بأحوال الشعب والحرص على حقوقهم وحرياتهم ودماءهم ، وإدانة كل من يختلف معهم كائن من كان حتى لو كان يستند إلى نصوص قرآنية وأحكام شرعية ونصوص دستورية وقانونية أو عقود ومكاتبات معترف بها.. سمعنا من يقول أن حماة الوطن والنظام والشرعية أنهم معتدين وقتله وأنه لا يوجد أطراف أخرى ، وأن الالاف الذين يتم نقلهم من ساحة إلى ساحة في بعض المناسبات هم الشعب بأكمله. ورأينا الجامعات التي تستوعب أبناء الوطن كله وفي مقدمتهم المعدمين والبسطاء، رأيناها تغلق وتفتح على مقربة منها الجامعات التي يمتلكها الاشخاص ومثل ذلك المدارس. المهم لو جلسنا نكتب ما سمعنا ورأينا لما اتسع المجال لذلك رغم أهمية ذلك وضرورة رصده وتوثيقه من المعنيين بذلك للاستفادة والعبرة وللتاريخ والأجيال. وسمعنا على مدى عام كامل كلام آخر. سمعنا من يقول ياقوم وياناس أنتم لستم الشعب كله ، وياناس الحكم في اليمن مبني على اسس اتفقنا عليها لمدة 20 عام.خلاصتها أن الشعب مصدر السلطة ومالكها وأن القابض على الأمر هم مستندين إلى هذه الشرعية وهذا التفويض وأن ما تقولوا أنه ثورة لا يمكن نجاحه في اليمن لأن اليمن قد سب الدول الأخرى في هذا الاستحقاق والتقليد للأخرين غير ممكن وإذا كنتم موجودين فهناك ناس غيركم يرون أن الوطن ملك الجميع ولا يمكن أن تتجاهلوا حقنا وعددنا وحجمنا ، أنتم رقم لكن نحنرقم أكبر وموجودين .. سمعنا من يقول تعالوا نشترك في الحكم ونعالج مشاكلنا بالحوار ولم يسمع له. سمعنا من يقول سوف نسلم السلطة إلى الشعب وإلى أيدي أمينه فقابلوا ذلك بالسخرية . سمعنا من يقول نتحول إلى نظام برلماني خلال 2011 وتجري الانتخابات بعد ذلك في الشهر الأول أو الثاني من العام2012م فقالوا هذه مغالطة وتسويف الشعب يريد اسقاط النظام – إرحل – إرحل. سمعنا ورأينا الكثير من المحاولات على كل مستوى للوصول إلى كلمة سوا، ولم نر ونسمع إلا الويل والثبور والمصائب مقابل ذلك . وبعد كل ذلك وبعد معاناة مريرة وتدخل أقليمي ودولي، نصل إلى ما وصلنا إليه من اتفاق وتوافق ، وهو اقل مما قد تم عرضه في بداية العام وفقاً لمضامين المبادرة الخليجية وآليتها و(صميل) مجلس الأمن و مكوكيات جمال بن عمر والزياني. ومنذ 23/11/2011م يوم وقع رئيس الجمهورية على تسليم السلطة سلمياً بموجب المبادرة وعبر انتخابات رئاسية مبكرة كطريق وحيد لنقل السلطة في بلد ديمقراطي ، ومن حينها كنا نظن أننا سنسمع ونرى غير ما سمعناه قبل هذا التاريخ. لكننا سمعنا ورأينا ما توافقنا ووقعنا من أجل نهايته مستمر ، والمبادرة والتوافق جاءت لأجل ينتهي كل ما كان قبل التوقيع من القول والفعل والخطأ والتوتر الأمني والسياسي قولاً وفعلاً. ولكن للأسف الشديد ومع الاعتراف بنجاحات قليله ونفاذ بعض بنود المبادرة وآليتها بسبب حزم النائب ومصداقيته وحسن نية باسندوة ، وتضحية وصبر الطرف المستهدف وقبوله بالمبادرة قول وفعل، إلا أن يوم 21/فبراير/2012م أثبت للجميع في الداخل والخارج أن المواطن البسيط والأغلبية الصامتة والذي لايحمل غير رتبة (مواطن) وليس له شيئ من تلك الالقاب المختلفة واحتمل كل صنوف الأضرار الذي جلبتها هذه القوى لمدة عام ولا زالت. أثبت هؤلاء المواطنون الشرفاء بأن يومهم الذي عاد الجميع إليه (احتكم له) أفضل من عامهم الأعجف القاسي الذي أدارته الأحزاب والقوى الأخرى وأثبت هؤلاء المواطنين وهذه الأغلبية أنهم الأفضل وأن من لا يقرا ولا يكتب من هؤلاء البسطاء أفضل بكثير من الكثيرين الساسة والمفكرين والقادة والقيادات والمسميات في تفكيرهم وفي قرارهم وفي حبهم للوطن وفي احترامهم للحقيقة والحق ، ووجهوا رسالة واضحة للعام لهذه القوى والأحزاب والمنظمات الإعلامية ولهذه الساحات خلاصة هذه الرسالة ما يلي: إن الشعب اليمني هو مالك السلطة ومصدرها، وتصويتنا بهذه الجمع الكبير والغير مسبوق لمرشح وحيد وتوافقي يعني أن على الجميع احترام هذه الإرادة وأنها الطريق الوحيد للوصول للسلطة والتداول السلمي لها حتى ولو اتفقت القوى السياسية فهذا التوافق يجب العودة إلى الشعب لإقراره وهذا ما سرنا عليه منذ وجود التعددية السياسية والحزبية في أكثر من محطة. إن تصويتنا بهذا الحجم الكبير والفاعل هو احترام للرجل الذي احترم الشعب وإرادته وعرض حياته للخطر من أجل أن لا يسلم السلطة إلى لمالكها وصاحبها الشرعي فعلي عبدالله صالح حفظ الأمانة حتى أعادها لأهلها راضياً مختاراً وبالتالي كان لا بد من تلبية قراره ورغبته ودعوته بالتصويت لرفيق دربه ونائبه المشير عبدربه منصور هادي. إن الرجل المرشح المشير /عبدربه منصور هادي لم يسع لهذا المنصب رغم جدارته به ، ولم يحاول الوصول إليه بالتأمر والانقلابات والمؤامرات ، وقام بدور وطني أثناء الأزمة جعل الجميع في الداخل والخارج يحترمه ويتوافق عليه وبالتالي فالشعب منحه هذه الأغلبية حتى لا يصبح رهنا للتوافقات الحزبية ويستمد قوته من الشعب. ووجه الشعب رسالة للجميع مرشح وقوى سياسية مفادها أن الشعب تعب ومل من ما تقوم به القوى السياسية من أفعال وأقوال تحت شعار تمثيل الشعب وأنهم يريدوا الأمان والأمن ويريدوا التنمية وعودة الحياة إلى طبيعتها في كل مناحي الحياة وسيادة النظام والقانون على الجميع ورفع عناصر الأحزاب من الشوارع العامة والساحات. وأن منح الثقة بهذا الحجم للمشير هادي تعنى بأنه أصبح يستند إلى إرادة شعبية قوية وبهذه الإرادة يستطيع أن يقوم بما يجب عليه دون تردد فالشعب فوضه وبايعه وأخيراً كأني بالشعب يقول لتلك القوى التي أدعت تمثل الشعب وتجاهلت لمدة عام المناصرين للشرعية والصامتين : لو كنتم تمثلون الشعب أو على الاقل 51% منه لما قبلتم بعدم المنافسة في البرنامج والمرشحين ، وقبلتم بما قبلتم به لأنكم لن تحصلو على غيره فالشعب ليس معكم. من كل ذلك نصل إلى حقيقة هامة هي أن يوم الشعب ويوم الإرادة الشعبية 21 فبراير كان أفضل على اليمن أرضاً وانساناً وعلى العالم المتابع والمشارك أفضل من عامكم الملئ بالمظاهرات والاخطاء والتكلفة الباهضة للناس. وأن عقول الشعب وعامته أكثر إدراكاً لمصلحة اليمن وما يعتمل فيه وأن عليكم إعادة النظر في ما حصل وبذلك يصبح القول يوم من الشعب أفضل من عام من الأحزاب وعقل من رتبته مواطن أفضل من عقول حملة الالقاب... والله من وراء القصد . * عضو اللجنة التحضيرية لمؤتمر قبائل اليمن |