التحدي القادم لاشك أن درس 21 فبراير كان مؤثراً وعميقاً.. درس لابد من استلهام معانيه من أجل الحاضر والمستقبل.. لنا ولأجيالنا القادمة. لم يكن مشهد 21 فبراير اعتيادياً في قيمته وليس عابراً في دلالاته, بل كان مدوياً بكل المقاييس في كل شيء, كان يوماً مختلفاً تماماً, وهذا طبيعي أن يكون كذلك.. إذ إنه يوم التحول الحقيقي في الوطن.. يوم صنع المستقبل الجديد الذي ننشده جميعاً, ونتطلع إلى تحقيقه, مستقبل أفضل تسوده قيم الخير والعدالة والمساواة. هو يوم مشهود كان ينتظره شعبنا طويلاً.. وقد تحقق..فماذا بعد 21 فبراير..؟ لاشك أن الأيام القادمة حبلى بالبشائر والمفاجآت, لكنها دون شك لن تكون خالية من التحديات والمعوقات.. ولن يكون الطريق للوصول إلى الأحلام الجميلة والتطلعات المشروعة مفروشاً بالورود والرياحين. الأمن والأمان هي أبرز الإشكاليات والمتاعب التي ستواجه المرحلة المقبلة وستقف عائقاً أمام أي طموح ومشروع نهضوي مدني أو بناء حضاري أو توجه ديمقراطي.. الأمن والأمان هو الأساس وبدونه لا يمكن أن نخطو خطوة إلى الأمام نحو الغد الجديد. الأمن والأمان هي القضية القادمة التي ينبغي إيلاؤها كل الاهتمام لنبعد شبح المخاطر والحقد الذي يهدد حياة هذه الأمة.. فلكم أن تتخيلوا معي كيف سيكون حال هذه البلاد والعباد بدون أمن وأمان.. أو في حالة انفراط عقده. فلنجعل 21 فبراير البداية نحو تحقيق الأمن والأمان والاستقرار في هذا الوطن. |