باسندوة ومرافقوه كرس مجلس الوزراء اجتماعه الاسبوع الماضي لإعلان الحرب على الاعلاميين وحرية الرأي والنقد البنَّاء.. وإذا كان ما أُعلن رسمياً من قرارات خرجت بها الحكومة ومنها اتهام الاعلام الذي يتناول فشل الحكومة وإخفاق رئيس الوزراء.. بالأعداء.. وكذلك اتهام الصحفيين والكُتّاب بالمرتزقة وانهم يتقاضون اموالاً مقابل تلك الكتابات التي تكشف فساد وإفساد الحكومة في البلاد.. ولم تكتفِ الحكومة بذلك التحريض واطلاق التهم وتكشير مخالبها عن توجه لتكميم الأفواه، بل لقد طالبت الوزارات بالرد على كل من يكتب عليها.. إلا أن ما يخيفنا ان تكون حكومة باسندوة قد اتخذت قرارات سرية أخطر وأبشع من ذلك.. ومنها إيكال مهمة إسكات الاعلاميين عبر الحراس المرافقين لرئيس حكومة الوفاق محمد سالم باسندوة ليتعاملوا معهم بنفس طريقة التعامل الذي اتبعوه مع الشاب بابل السنباني حارس معهد اكسيد.. إن تهديدات رئيس الحكومة واعتبار كل من كتب مقالاً ضد رئيس الحكومة أو أحد أعضائه عدواً.. أو مقابل أموال يكشف عن توجه خطير لاستهداف حياة الصحفيين والكُتّاب.. ولابد من التعامل مع تهديدات رئيس الحكومة بجدية، فكل صحفي وكاتب اصبح «عدواً» بعد اليوم ، وما يؤسف له بحق أن نقابة الصحفيين أو المنظمات الحقوقية لم تدن تهديدات الحكومة حتى الساعة.. ورغم ذلك ماتزال مطالبة بتحديد موقفها إزاء ذلك.. للأسف لقد انكشف وجه الحكومة القبيح الذي حاولت إخفاءه باستعطاف بسطاء الناس بالدموع، وبدلاً من أن تنفذ مهامها الوطنية نجدها بطريقة قطاع الطرق تتوعد الصحفيين والاعلاميين.. وكان الأولى بحكومة وفاق وطني أن تلجأ الى السلطات المختصة وتجسد حقيقة الاحتكام للقانون، بدلاً من أساليب البلاطجة. والمضحك المبكي أن الحكومة لم تغضب وتطلق تهديدات كهذه ضد الارهابيين الذين يحصدون أرواح المئات من أبناء القوات المسلحة والأمن والمواطنين الأبرياء.. أو تتوعد قطاع الطرق ومفجري أنابيب النفط أو الغاز أو أبراج الكهرباء وتصفهم بالأعداء والمرتزقة.. ولهذا.. على الحكومة أن تدرك أن اللصوص والسرق والمفسدين هم الذين يرتعدون خوفاً من الحق والحقيقة.. أما من نذروا أنفسهم للدفاع عن قضايا الشعب والوطن ولا يملكون إلا قلماً فلن يتخلوا عن واجبهم الوطني المقدس.. وسندافع عن أحلام الشباب وتطلعات الشعب.. ولن نسمح- مهما كان الثمن- لمن سرقوا أحلام الشباب واستغلوا دماءهم للوصول الى السلطة أن يسرقوا ثروة الشعب اليمني، ويجهضوا أحلامه وتطلعاته بدموعهم القاذفة. |