|
الشارع اليمني يجمع على فشل حكومة باسندوة يسود الحديث عن إخفاق حكومة الوفاق الوطني في تنفيذ ما ورد في برنامجها الذي حازت به ثقة البرلمان اليمني وذلك بعيد عشرة أشهر من اندلاع الأزمة السياسية في اليمن مطلع العام 2011م والتي رافقتها أعمال عنف أسفرت عن تردي الوضع الاقتصادي والاجتماعي والإنساني والخدماتي. وكانت حكومة الوفاق الوطني قد تعهدت بمعالجة تلك الآثار عبر برنامج شمل 11محورا أبرز ما فيها تحقيق الاستقرار الأمني والحد من الصراعات وتقديم الإغاثة السريعة وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين وتحسين الأوضاع الاقتصادية والحد من الاعتداءات المتكررة على أبراج الكهرباء وأنابيب النفط إضافة إلى إجراء حوار وطني وإعداد السجل الانتخابي ومعالجة آثار الأزمة السياسية المندلعة مطلع العام 2011م. وتزامنا مع مرور عامين على تسلم حكومة الوفاق لمهامها يجمع الشارع اليمني على فشلها إضافة إلى مختلف الأطياف السياسية والاحزاب ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية وتتفق جميع أراء من التقاهم المؤتمر نت على إخفاق حكومة الوفاق الوطني لكنها تتباين حول الحلول المقترحة ومظاهر فشل الحكومة وأسبابه. مظاهر فشل : وبينما تلخص الإعلامية الهام عامر تقييمها "الحكومة فشلت في أداء مهامها ومظاهر الفشل الانفلات الأمني الحاصل والعمليات الإرهابية والوضع الإنساني الذي يزداد سوء " . يقول عز الدين الشرعبي ان حكومة الوفاق فشلت فشلا ذريعا في انجاز مهامها حيث بات معروفا اليوم من خلال الأحداث التي نشهدها كل يوم بل في كل ساعة من ضرب لأبراج الكهرباء والاغتيالات والهجمات الإرهابية وضرب انبون النفط والانفلات الأمني وغيرها من الأحداث التي لا تحصى ولا تعد . وتابع الحكومة تقف هنا عاجزة في مربعها الحزبي غير قادرة على القبض على قاتل يركب دراجة نارية قتل ما يقارب 80 ضابطا عسكريا خلال العام المنصرم إضافة إلى الفساد والتعسفات والانتهاكات. وذكر الشرعبي أن ثلثي مشاكل البلد ناتجة عن أداء الحكومة التي يحكمها شخصيات قبلية وعسكرية لاوجود للحكومة: واستشاط الطالب الجامعي أنور فيصل غضبا عند تقييمه لأداء الحكومة قائلا : لا تسألني عن أداء الحكومة مضيفا أنا اعترض على الاعتراف بأنه توجد في هذه البلاد حكومة متسائلا أين هي الحكومة ؟!.مستدركا أولا نحس بوجود الحكومة ثم نقيم أدائها . وأضاف لا جديد في الانجازات سوى تردي الوضع الإنساني واتجاه البلاد نحو الاستواء. من أين بداء الإخفاق ؟! أوضح هاشم الصوفي أن أداء حكومة الوفاق خلال المرحلة الانتقالية كان سيئا جدا ،وأثبتت ضعفها وشيخوختها منذ بداية المرحلة حين باشرت العمل بجهد على مبدأ التقاسم كأولى مهامها بدل من استتباب الأمن وإعادة الخدمات. ذاكرا أن الحكومة حولت مؤسسات الدولة إلي قطعة ارض وزعت على مجموعة من المتنفذين. ويتحدث هاشم عن مظاهر ضعف الحكومة والذي بدا من رئيسها محمد سالم باسندوة ،والذي لم يلمس الشعب دوره كرئيس للحكومة ما حدا بالمواطنين إلى الحديث عن تبعيته لأحد الأطراف السياسية في البلد . وتابع: هم على حق طبعا في إشارة للمواطنين ،وأضاف باسندوة لم يثبت عكس ذلك لم يستطيع رئيس الحكومة أن يعطي أي إيضاح لما يحدث في البلد من انفلات أمني ودخول عدد من السفن المحملة بالأسلحة مكتفيا برده "لا أعرف ".وتساءل هاشم عايش من رئيس حكومة هذا ؟. أسباب : إن ضعف هذه الحكومة وفشلها بإدارة البلاد لا يثبت سوى عدم رغبة الأطراف السياسية الموقعة على المبادرة الخليجية خصوصا الداعية للتغيير بإحداث تغيير حقيقي وملموس للمجتمع اليمني ككل بل سعت نحو المحاصصة والتقاسم معتقدة أن هذا هو التغيير. صدى : ومن وحي تصريح لمسؤول حكومي مقرب من رئيس الحكومة باسندوة بوجود وزراء فاشلين وسيتم تغييرهم قريبا علق الصحفي صدام أبو عاصم في مقال له " إذا كان لهذا التصريح مغزىً سياسياً يصرف النظر عن المطالبات المستمرة بتغيير الحكومة العاجزة كاملة، ويجعل التغيير المفترض تعديلاً طفيفاً يقتصر على بعض الوزارات فقط في الأيام القادمة، فإنه يبدو باعثاً على الأمل بأن الحكومة باتت تدرك أنها فاشلة وأنها أحد أسباب عناء اليمنيين الآن". استثناء : وفي الوقت الذي رد احد الصحفيين عن تقييمه لأداء الحكومة ساخرا بالقول مليح في إشارة منه إلى تردي مستوى الأداء المأمول ، يتفق الشاب مروان جميل مع سابقيه من الذين استطلع "المؤتمر نت "أرائهم واصفا حكومة الوفاق بالفاشلة مستثنيا أحد الوزارات من وصمة الفشل. تقارير: و أشار تقرير حكومي إلى هشاشة الوضع الأمني وتباطوء النمو الاقتصادي وبقاؤه عند مستويات متدنية كما أشار إلى بلوغ نسبة الفقر 52% وارتفاع نسبة البطالة والأسعار وانخفاض عائدات النفط والغاز. من جهتها تحدثت تقارير أممية نشرت مؤخرا عن قلة فرص الحصول على الماء لنقص إمدادات الكهرباء وعدم قيام الحكومة بصيانة البنية التحتية المدمرة وافتقار نصف مليون نازح للمأوى والخدمات الأساسية وتوقف 300الف طفل عن التعليم وانتشار الألغام التي تزيد من الضحايا وتعيق زراعة مساحة واسعة من الأراضي كما ينتشر العنف ضد النساء والأطفال وتجنيد القصر وتفاقم الاعتداء على الصحفيين. وتقول التقارير إن مليون طفل يمني يعانون من حدة سوء التغذية وثلث مليون طفل معرضين لخطر الموت إذا لم يتم علاجهم بسرعة مضيفة أن 5ملايين مواطن لا يستطيعون شراء أو الحصول على المواد الغذائية ,وأن ربع الأسر المتضررة تقتني حاجاتها عبر الاستلاف مما يجعل أثر الأزمة طويل المدى وتنخفض معدلات التطعيم إلى 60% في العديد من المناطق مما يعرض الأطفال إلى الاسهالات الحادة والمميتة وهجمات أمراض الحصبة وغيرها كما أن 93%من الأطفال المتضررين في شمال البلاد لم يتم تطعيمهم. ووفقا للتقارير إن ثلث شبكات المياه لم تعد تعمل بشكل كافي منذ اندلاع الأزمة السياسية مطلع العام 2011م ،مما يجعل الماء مصدرا للصراع وارتفعت البطالة إلى 40% معظمهم من الشباب مما يفاقم من أعباء ميزانيات الأسر وأمنها الغذائي ، كما يعيش 52% من السكان تحت خط الفقر ألا مر الذي نجم عنه بروز العديد من الظواهر كزواج الصغيرات وتسرب الأطفال من المدارس للبحث عن عمل أو التسول مما يفاقم من انتشار الأمية ويجعل المستقبل أكثر قتامة رؤى : تتفق الرؤى حول فشل حكومة الوفاق لكنها تتباين حول الحلول ففي الوقت الذي يتفق معاذ خالد مع سابقيه حول فشل الحكومة ،يرى أن الحل في إقالة الحكومة لكنه لم يشر إلى كيفية التغيير ونوعية الحكومة القادمة. بدوره يأمل عزالدين أن تنتهي مهمة الحكومة في وقتها المحدد و تبدأ الانتخابات الرئاسية في 2014 م لكي تفضي الأمور إلى طرف واحد يتحمل المسؤولية أمام الشعب والقانون ويفترض مروان جميل تشكيل حكومة كفاءات لا محاصصات. |