|
موقع أمريكي: الإخوان حصان قطر الخاسر ماذا يفعل المقامر الذي اكتشف أنه يراهن دائما على الحصان الخاسر؟ الكثيرون سينسحبون عن هذه المراهنة لوقف خسائرهم، وآخرون سيمضون قدما في نفس الطريق وهم لايزالون يأملون في مكسب، بل ويضاعفون الرهان منتظرين هذا المكسب. بهذا المثال لخص موقع "وورلد بوليتيكس ريفيو" الأمريكي المتخصص في الشؤون السياسية والإستراتيجية العلاقة بين دولة قطر وجماعة الإخوان المسلمين، وذلك في تقرير نشره تحت عنوان "لماذا لاتزال قطر تحب الإخوان." وأشار التقرير إلى أن قطر فضلت الخيار الثاني، وهو أن تواصل الرهان على جماعة الإخوان، على الرغم من أن الجماعة تفقد أرضيتها بشكل دراماتيكي وأضاعت ما حققته من انتصارات ساحقة في أعقاب ثورات الربيع العربي. ولفت التقرير إلى أنه رغم كل شيء، لا تزال الدوحة تؤمن بالفعالية على المدى الطويل من مراهنتها على الإخوان، وأنها رغم كل شيء، لا تزال ترى أنها كسبت أكثر مما خسرت، وتستمر اليوم بالنظر إلى السعودية على أنها منافس سياسي لها، خصوصا أن قطر لم تنس قيام السعودية بالوقوف ضد انقلاب 1995 الذي أتى بحمد إلى السلطة. وأضاف التقرير أن الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى المملكة العربية السعودية في نهاية هذا الشهر ستكون مهمة هذه المرة، خصوصا أن أوباما سيجد تصدعا كبيرا في قراءته للمنطقة ما بين نظرة مجلس التعاون الخليجي القريب من السياسة الأمريكية ونظرة أحد أقرب الحلفاء لها (قطر) تجاه جماعة الإخوان. ويصف التقرير قطر بأنها أصبحت الصديق الأوفى والأخير للإخوان، خصوصا بوضع الجماعة الحالي مع السعودية والإمارات ومصر، وأنها باتت تضم بشكل كبير قيادات الإخوان الهاربين من مصر، وتقدم لهم الدعم المادي وتقوي نفوذهم في سوريا. ويسلط التقرير الضوء على استياء جيران قطر من شبكة "الجزيرة" التلفزيونية القطرية التي تفتح بثها للداعية يوسف القرضاوي الذي لا يترك مناسبة إلا ويهاجم السعودية والإمارات ومصر. ويشير التقرير إلى أن الطلب الوحيد لجيران قطر، وأولهم الرياض، أن تكف الدوحة عن دعم الإخوان، في ظل الرفض التام لقطر في التخلي عن الإخوان بذريعة أن أحد أعمدة سياستها الخارجية هو ضمان ودعم المسعى لحصول الشعوب العربية على الحرية والعدالة. ويضيف التقرير أن القرار القطري المتخذ منذ عدة سنوات من قبل حاكم قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس وزرائه الشيخ حمد بن جاسم بن جابر آل ثاني، والقاضي بدعم الإخوان، لطالما كان محفوفا بالمخاطر، إذ أن الجماعة طالما أراد تغيير الوضع القائم في العالم العربي، وهو الوضع الذي استفاد منه النظام القطري الذي يشبه في بعض جوانبه تلك الأنظمة التي يسعى الإخوان دائما لتغييرها. ولكن، على ما يبدو فقد ظن الشيخ حمد، بحسب التقرير، أنه بالإمكان الكسب من صفقة دعم الإخوان منذ اللحظات الأولى على وجود بوادر نجاح التنظيم في المنطقة العربية، وبالتالي حماية قطر من الإخوان، وتقوية مكانة الدوحة في موقفها التنافسي تجاه الرياض، ففي حال تمكن الإخوان من الهيمنة على العالم العربي، يمكن لقطر الاستفادة من امتنان الإخوان في دورها كداعم مادي وأمني لهم. ويتابع التقرير أن لعب الدوحة دور الوسيط في عدة نزاعات إقليمية كان ناجحا جدا، إلا أن هذا الحظ قد يكون شارف على الانتهاء بعد أن لاقى نجاحا كبيرا على يد حمد الأب ورئيس وزرائه اللذين جعلا من الإمارة الصغيرة لاعبا أساسيا في منطقة الخليج العربي قادر على ممارسة نفوذ واسع النطاق. في سياق متصل، وعلى الرغم من الدعم العربي الواسع الذي حصلت عليه قطر وشبكة "الجزيرة" التلفزيونية التابعة لها خلال بدايات احتجاجات الربيع العربي مع التغطية المستمرة للتظاهرات في أكثر من دولة عربية، إلا أن دعم تحركات الإخوان المسلمين حول قطر إلى مصدر قلق على الليبرالية والقوى السياسية اليسارية، وهذا ما تجلى بقوة حينما تسلم الإخوان مقاليد الحكم في مصر وكانت قطر هي الداعم والسند الاقتصادي الأول للنظام الإخواني آنذاك، وما تبين أيضاً في المعارك الانتخابية، وخلال الإطاحة بالديكتاتوريات، ودعم إدارات الإخوان. ويعتبر التقرير أن قيام حمد بالتنازل عن الحكم في قطر لابنه، رفع آمال دول الخليج العربي بقيام الحاكم الجديد بتغيير المعادلات، ولكن منذ ذلك الوقت، لم يتغير شيء سوى انحدار صورة الإخوان إلى الأسوأ في منطقة الخليج العربي، وهذا ما تجلى عندما تم عزل الرئيس المصري محمد مرسي، فقامت دول الخليج العربي بدعم النظام المصري الجديد في الوقت التي التزمت قطر بالوقوف جانبا. • عن مصر العربية |