|
الزعيم صالح يكتب عن عيد الفطر والاصطفاف الوطني بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين المنعم بالرحمة والمغفرة والعتق من النار على كل عبادهِ المؤمنين الصائمين.. وبعد. ونحن نودع شهر رمضان المبارك.. بعد أن منَّ الله سبحانه وتعالى على الجميع بصيامه وقيامه وأداء الواجبات المرتبطة به كما أمر وأراد عزّ وجل متطلعين إلى عظيم الجزاء وحسن الثواب، ونستقبل عيد الفطر السعيد الذي نسأل المولى -جلّت قدرته- أن يعيده على شعبنا أعواماً عديدة بالخير واليُ...منَ والبركات، فإنني أجدها فرصة سانحة.. وواجباً يفرض عليَّ أداؤه، أن أتقدم بخالص التهاني وأطيب التبريكات لكل المؤتمريين والمؤتمريات ولكل منتسبي أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي.. وكل الذين يسكن قلوبهم الوفاء وتترجم أعمالهم صدق الإلتزام وعظمة الإنتماء، ومن خلالهم إلى كل أبناء شعبنا اليمني الكريم، وإلى أبطال القوات المسلحة والأمن المرابطين في مواقع الشرف والفداء.. راجين من الله سبحانه وتعالى، أن تكون أيام عيد الفطر المبارك تواصلاً لتلك المعاني والثمار والفضائل المؤكدة لقيم الإخاء والمحبة في الله والوطن، وأن تكون هذه المحطة الروحية السنوية حافزاً قويّاً وصادقاً لمعالجة ما في النفوس من العلل والضغائن والأحقاد العارضة وإعادة رص الصفوف في مواجهة التحدّيات العصيبة والمتفاقمة التي يواجهها الوطن ويعاني منها كل أبنائه. الإخوة المؤتمريون والمؤتمريات.. ما كنا نأمل أن تصل الأمور في اليمن إلى ما وصلت إليه، فقد حرصنا أشد ما يكون الحرص على تجنيبه منذ الأيام الأولى لإشعال الفوضى الهدّامة والفتنة المدمرة في بعض الأقطار العربية والتي انجرّت ورائها بعض القوى والأحزاب في بلادنا، بالرغم من الدعوات المتكررة التي أطلقناها منذ وقت مبكّر وحتى قبل إشعال هذه الأزمة الطاحنة للتفاهم والحوار، ولما يجنّب الوطن كل تلك الويلات والمآسي والنتائج الكارثية التي ما زالت تتوالى حتى اليوم ولازال الوطن يئن ويتوجع منها والتي ضاعفت معاناة المواطنين الذين كانوا يتطلعون إلى غدٍ أفضل وأرغد وأكثر ازدهاراً وتطوراً، وكنا حريصين على تغليب مصلحة الوطن وتجنيبه ويلات الصراع، وسلّمنا السلطة طواعية وعن قناعة كاملة، وبالطرق الديمقراطية والخطوات القانونية والدستورية المشروعة. و كنا -ومازلنا- حريصين على حقن دماء اليمنيين مهما كانت الأسباب، وحذّرنا من المآل المأساوي الذي وصلت إليه الأوضاع جرّاء الصراعات والحروب العبثية التي لا يمكن أن تحقق أي هدف سوى الدمار والخراب والقتل والتشتت والتمزق. نعم أيها الإخوة وأيتها الأخوات أعضاء المؤتمر الشعبي العام، لقد ظل -ولايزال- المؤتمر الشعبي العام يمد يده بيضاء للجميع في الوطن، بهدف توحيد الجهود والطاقات لخدمة الوطن والشعب، بعيداً عن المكايدات السياسية والمناكفات الحزبية التي أتقنتها بمكر شديد بعض الأحزاب والقوى السياسية ووظفت جلّ قدراتها الخارقة في هذا الجانب، وهي تدرك أو لا تدرك بأنها بذلك تُلحق الضرر بالوطن وتماسكه وتخلخل نسيجه الإجتماعي، وتُكرّس روح الفرقة والخصومة والكراهية والإنتقام التي لن يستفيد منها سوى أعداء الوطن والمتربصين به.. مؤكدين أن المؤتمر الشعبي العام مع اصطفاف وطني واسع بعيداً عن التحالفات الانتهازية التي يريدها البعض ضد طرف مُعيّن، فالمؤتمر يرفض التحالف مع أي طرف ضد طرف آخر، وندعو إلى المصارحة والمصالحة الوطنية الشاملة في إطار الالتزام بالثوابت الوطنية العظيمة الممثلة في الثورة والجمهورية والوحدة والحرية والديمقراطية والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. وإننا بهذه المناسبة الجليلة نحث المؤتمريين والمؤتمريات وكافة منتسبي أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي على مضاعفة الجهود للإرتقاء بمستوى أداء المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف .. ومشاركتهم الفعَّالة في الحياة السياسية، باعتبار -المؤتمر الشعبي العام- التنظيم الذي حمل ويحمل هموم كل أبناء الوطن، وقدّم كل ما يستطيع عليه في عملية النهوض الوطني الشامل منذ تأسيسه حتى اليوم، وأن يكونوا أكثر استعداداً لبذل المزيد من الجهد لتجسيد تطلعات أبناء شعبنا العظيم في حياة حرة وكريمة آمنة ومستقرة، ومستقبل أفضل، وأن يكون المؤتمر عوناً للدولة في كل ما يخدم الوطن والشعب ويحقق الأمن والإستقرار ويُرسخ الطمأنينة العامة في المجتمع.. وفي مقدمة كل ذلك الحفاظ على وحدة الوطن التي تحققت نتيجة نضال دؤوب وكفاح طويل وتضحيات جسيمة؛ كونها بالنسبة لليمنيين قدرهم ومصيرهم وفي ظلها تتعزز كرامة اليمنيين وحريتهم، وترتفع هاماتهم، لأنهم قدّموا إنموذجاً فريداً للتوحد في زمن تتمزق فيه شعوب وأمم وتتشظى أوطان وصولاً إلى الدولة المدنية الحديثة . ختاماً.. أجدد التهنئة للجميع، سائلاً المولى أن يسدد خطانا على طريق الخير والسداد، وأن يرحم شهداء الوطن ويسكنهم فسيح جنانه، وأن يمنَّ على شعبنا وبلادنا بنعمة الأمن والإستقرار والطمأنينة.. إنه على كل شيء قدير. وكل عام والجميع بخير.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، |