الإثنين, 14-أبريل-2025 الساعة: 08:23 م - آخر تحديث: 07:05 م (05: 04) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
الذكرى العاشرة للعدوان.. والإسناد اليمني لغزة
قاسم محمد لبوزة*
اليمن قَلَبَ الموازين ويغيّر المعادلات
غازي أحمد علي محسن*
عبدالعزيز عبدالغني.. الأستاذ النبيل والإنسان البسيط
جابر عبدالله غالب الوهباني*
حرب اليمن والقصة الحقيقية لهروب الرئيس عبدربه منصور هادي الى السعودية
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
البروفيسور بن حبتور... الحقيقة في زمن الضباب
عبدالقادر بجاش الحيدري
في ذكرى الاستقلال
إياد فاضل*
نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
أحلام البريهي*
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
 بيان هام صادر عن اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام (نص البيان)   اجتماع اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام (صور)   (بالروح بالدم نفديك يا يمن).. المؤتمر يحتفي بأعياد الثورة (صور)   نص البيان الختامي لدورة اللجنة الدائمة الرئيسية  مونديال قطر 2022.. احتدام السباق بين الـ(8) الكبار على كأس العالم ( خارطة تفاعلية)
قضايا وآراء
المؤتمر نت - لماذا يغيب قتلى الحرب اليمنية وجرحاها عن معظم شاشات الفضائيات العربية واين سيتوقف العداد؟ ولماذا نرحب بالمبادرة الجزائرية لمنع “حرب اقليمية” وشيكة بين السعودية وايران انطلاقا من باب المندب؟

عبد الباري عطوان -
عبدالباري عطوان يكتب عن: تجاهل الاعلام لضحايا العدوان السعودي على اليمن
لماذا يغيب قتلى الحرب اليمنية وجرحاها عن معظم شاشات الفضائيات العربية واين سيتوقف العداد؟ ولماذا نرحب بالمبادرة الجزائرية لمنع “حرب اقليمية” وشيكة بين السعودية وايران انطلاقا من باب المندب؟


تزدحم شاشات محطات التلفزة العربية، والخليجية منها بالذات، بأخبار القصف الجوي في اليمن، والاهداف التي تدمرها، وسط حالة من النشوة غير مسبوقة، ولكن من النادر ان تعرض صورا للقتلى من المدنيين الابرياء الذين يسقطون من جراء هذا القصف، وتؤكد الامم المتحدة ان عددهم وصل الى ما يقرب الالف قتيل وثلاثة آلاف جريح حتى كتابة هذه السطور.

الشاشات نفسها كانت وما زالت تزدحم بجثث القتلى المدنيين الذين حولتهم الى اشلاء القذائف الصاروخية في سورية، او ضحايا تنظيم “الدولة الاسلامية” في العراق وجبل سنجار، ولكنها، ونعرف الاسباب حتما، لم تبث صورة واحدة لطفل يمني قتيل، او حتى مصابين، وهي التي تدعي المهنية والموضوعية، ويطرح بعضها شعار “الرأي والرأي الآخر”، وكأن الحرب الدائرة حالياً في اليمن لما يقرب من الاربعة اسابيع تستخدم قذائف الورود والرياحين، وليس صواريخ امريكية الصنع، تحمل رؤوسا شديدة التدمير للحجر والبشر معاً.

الوضع الانساني في اليمن في ذروة السوء، وهذا ليس كلامنا وحدنا، وانما بان كي مون امين عام الامم المتحدة الذي طالب بهدنة فورية لايصال المساعدات الانسانية والمواد الغذائية لاكثر من 25 مليون يمني باتوا مقطوعين عن العالم بسبب هذه الحرب، ولكن جميع نداءاته هذه لم تجد آذانا صاغية.

غالبية المدن اليمنية، بما في ذلك العاصمتان الشمالية والجنوبية، المؤقتة والدائمة، تعاني من انقطاع شبه كامل للكهرباء والماء والوقود، ومعظم المواد الاساسية، الغذائية والدوائية، فالموانيء معطلة، والمطارات مدمرة، والبلاد تعيش حالة من العزلة المطلقة مع العالم الخارجي، والمواطنون اليمنيون، بغض النظر عن مذهبهم، ممنوع عليهم الهجرة للنجاة بأرواحهم، الى دول الجوار، مثلما يحدث في كل الحروب (باستثناء حرب غزة). ومن الغريب ان دول الجوار تقول انها تخوض هذه الحرب دفاعا عنهم وحقنا لدمائهم.
***

لا نفهم لماذا لم يتم التوصل حتى الآن الى هدنة انسانية تمكن الجميعات الخيرية من ايصال المساعدات الى المواطنيين اليمنيين، والاطباء من معالجة الجرحى، وهم بالآلاف؟ فأين قيم الرحمة والانسانية، ولماذا اختفت من قلوب المتصارعين؟

ما نسمعه هذه الايام هو الحديث عن تدمير اهداف ومخازن اسلحة هنا وهناك، ومناورات عسكرية جوية وبرية وبحرية، ومشاركة طائرات هذه الدولة او تلك في الغارات الجوية، في تسابق يتحسر عليه اهل غزة، وكأن صنعاء عاصمة الريخ الالمانية برلين في ذروة الحرب العالمية الثانية، وعدن مدينة ليننغراد او بطرسبرغ الروسية.

ثلاثة اسابيع اكتملت منذ بدء القصف، ونفاذ بنك الاهداف، ولم نشاهد اي جهد حقيقي لجمع المتحاربين الى مائدة الحوار للتوصل الى حل “سياسي” يضع حدا لسفك الدماء، وكأن اليمنيين الذين يقتلون في هذه الحرب ليسوا بشرا، ونحن هنا نتحدث عن جميعهم، دون اي تفرقة بين من يقف في خندق التحالف الحوثي، او خندق الرئيس هادي وداعميه في دول الخليج، فهؤلاء جميعا اهلنا واخواننا وابناؤنا واخواتنا وامهاتنا واطفالنا.

مسلسل القتل في سورية بدأ بالعشرات ثم انتقل الى خانة المئات والآلاف ومئات الآلاف، ونتضرع الى الله ان يتوقف عداد الموت لابرياء اليمن عند الألف الاولى، لانه يكفي هذا الشعب العربي الاصيل المضياف الشهم الجوع والحرمان والفاقة، واحتلاله مكان بارزة في قائمة الدول العشرين الافقر في العالم، وهو المحاط بـ “اشقاء” يستعصي عليهم احصاء المئات من ملياراتهم الفائضة التي لا يعرفون ماذا يفعلون بها او كيف ينفقونها.

اسعدنا كثيرا ما كشف عنه مصدر دبلوماسي جزائري الجمعة من ان بلاده “نقلت رسائل متبادلة بين الرياض وطهران في الاسبوعين الماضيين تتعلق جميعها بوضع حدود صارمة للنزاع المسلح في اليمن، لمنع تحوله الى حرب اقليمية اوسع″.

وقال “ان احدى الرسائل تتضمن اجراء تم التوافق عليه، لمنع الصدام بين سلاح البحرية السعودي، وسفن شحن ايرانية تمر عبر مضيق باب المندب، واجراء ثان لمنع الصدام بين سلاح البحرية الايراني ونظيره السعودي”.

نقول اسعدنا هذا الكلام لان “الحرب الاقليمية” على ارضية الصراع في اليمن، هي آخر ما ننتظر او نتمنى، لانها ستكون كارثة اخرى على المنطقة وابنائها، تضاف الى كوارثنا الاخرى في العراق وسورية وليبيا.
***

نعم.. احتمالات الصدام واردة، فمضيق باب المندب بات يزدحم بالسفن الحربية السعودية والمصرية والايرانية، وهي سفن لم نسمع عن وجودها مطلقا في الحروب والعدوانات الاسرائيلية المتعددة، وسنظل نكرر ذلك حتى اللحظة الاخيرة من حياتنا، تماما مثل الطائرات الحربية التي باتت الانظمة تتبرع بارسالها للمشاركة في حرب اليمن في تسابق لم تشهد المنطقة له مثيلا.

التصادم وارد.. فهناك من يهدد (السعودية) بتفتيش سفن ايرانية بشبهة نقل اسلحة الى الحوثيين وحلفائهم، واي مبالغة في هذا التفتيش، او اي “تحرش” مقصود او غير مقصود، ربما يشعل فتيل هذه الحرب الاقليمة التي يكون حجم القتل والدمار فيها هائلا، وقد تستمر لسنوات دون ان يخرج منها منىتصر او مهزوم على غرار ما حرب الثماني سنوات العراقية الايرانية.

لهذه الاسباب، وغيرها، نتمنى ان تتطور المبادرة الجزائرية لكي تشمل وقفا لاطلاق النار، واعادة جميع الاطراف الى مائدة الحوار، دون اي شروط مسبقة، غير الحفاظ على الوحدتين الترابية والديمغرافية لليمن واعادة بناء مؤسسات الدولة على اسس الديمقراطية والعدالة والمساواة، وتكريس التعايش بين ابناء الشعب والامة الواحدة.

الشعب اليمني الذي يجسد قمة الكرامة والمروءة واحترام النفس، لن يستجدي العطف من اشقائه الذين جوعوه، وهمشوه، واغلقوا ابواب العيش في وجهه، ولكنه في الوقت نفسه لن ينسى، وان غفر، انطلاقا من اصالته وشيمه الاخلاقية في التسامح، واتقوا غضب هذا الشعب الذي هزم كل الغزاة على مر التاريخ، وظل شامخا مثل جباله الشماء.








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025