الجمعة, 23-مايو-2025 الساعة: 04:54 ص - آخر تحديث: 03:10 ص (10: 12) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
بالوحدة تسقط كل الرهانات
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
الوحدة امتداد طبيعي لهويتنا اليمنية الوحدوية
قاسم محمد لبوزة*
لا مستقبلَ لنا إلا بالوحدة
غازي أحمد علي محسن*
الذكرى السنوية ليوم الوحدة اليمنية المباركة
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
الوحدة.. الحدث العظيم
محمد حسين العيدروس*
مايو.. عيد العِزَّة والكرامة
عبيد بن ضبيع*
في ذكرى الوحدة.. آمالنا أكبر
إياد فاضل*
الوحدة التي يخافونها..!!
د. عبدالوهاب الروحاني
الوحدة اليمنية عهد لا ينكسر وأمل لا يموت
عبد السلام الدباء*
نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
أحلام البريهي*
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
قضايا وآراء
المؤتمر نت -
وليد علي غالب -
شماخ ...عين الانسانية في زمن البارود
عندما يمنحك القدر شرف تسطير كلمات تليق بالعظماء -سيما في زمن تندر فيه هؤلاء ، فسيخالجلك شعور أنك قد منحت منحة الخلود ؛ ذلك ﻷنك سنحت لذاتك أن تقتبس من نورهم ، ولتصنع منك أمة تأبى اﻹنحلال وترمي إلى مستقبل مشرق مليء بالعطاء ومترع بالسلام .

لم أكن أدرك قيمة هذه المنحة حتى أفضى إلي مريض الفشل الكلوي بابتسامة رسمها على ثغره الاستاذ احمد سالم شماخ ، ودمعة حزن اعتصرت قلب يتيم وأذكت روحه ، فبددها (ابومحمد) بجزيل عطائه ونظرته الإنسانية الثاقبة التي تعبر -بمكنونها -عن رجل نذر ذاته ليكون أبا للجميع .

أعترف أني مهما كتبت فلن
أستطيع أن أدعي الموضوعية لمحدودية قدرتي عن التجرد عن مشاعر اﻻعتزاز والفخر ، وحجم المحبة والود في كتابة هذه الشهادة عن العم احمد شماخ الذي لم يقتصر على العمل الخيري واﻹنساني ، ليكون- في ذاته- لغة إنسان تترجم معاناة ومآسي المواطن اليمني من خلال كتاباته التي تتغلغل إلى ناحية من نواحي نفسية العصر تغلغلا كشافا ، فكتاباته سيمفونيات غضبى ، ولكنها كالمأساة التي تنتهي إلى - تطهير النفس ، فيخلص كل من عرف شماخ إلى حقيقة واحدة هي "أن احمد سالم شماخ ليس مجرد رجل اعمال بل سفير العظمة في اليمن المعاصر".

لطالما بحثت- ببصيرتي القاصرة-للعظمة عن معنى يمكنني أن أراها من خلاله، فلم أجد لها في معاجم البشر وصنيعهم المعنى الذي ملأت به مشاعري هذه الكلمة ، فلما أن منحت شرف معرفة شماخ ، ﻻحت أمام ناظري بواطن العظمة وأغوارها ، فالعظماء هم الذين لا يتباهون بأعمالهم ولا يتفاخرون بصنائعهم ، وإنما هم الذين علموا كيف يتسللون إلى قلوب البشر بحسن أخلاقهم وجميل خصالهم ؛ فتراهم في مراكب البسطاء حيث يكون ملائكة الرصيف.. يتفقدون أحوالهم ، ويداوون جراحهم.

فهو من سلالة حضرمية عظيمة و مناضلة وحكيمة و اسرة علم و ادب و ثقافة و سياسة قبل ان تكون اسرة تجارية عريقة و لعل انسانية هذه الاسرة الاصيلة وقيمها السامية و كرمها و عمل الخير و اسعاد الاخرين هي تجارتهم الاصلية .

إن "الكلمة الطيبة "في قاموس الشيخ احمد سالم شماخ تعني " أنك وهبت إنسانا حياة جديدة مليئة بالحب والعطاء ، حياة وقودها اﻷمل ، وربانها الرضاء بقضاء الله"..وهذا جل ما تضمنته كافة اﻷديان السماوية بمبادئها وتشريعاتها ، لا مبادئ أصحابها ومنتحليها .

و بعيدا عن احمد شماخ التاجر و رجل الاعمال نجد إن الفصل بين شماخ اﻹنسان وشماخ الكاتب يعد ضربا من المستحيل ، فهو حقا نسيج بديع ونادر من الموهبتين معا ، إذ يتكامل فيه الكاتب واﻹنسان فيغني أحدهما اﻵخر في منصة فيها مهيار الدمشقي وإدورد سعيد ، فلأحمد سالم شماخ صوته الخاص ، صوت تتنبه به بين مئات اﻷصوات ، إنه صوت من رأى رؤى وأحس بالمأساة ، صوت يبحث عن اﻹنسان ويزأر باسمه ، ولشدة حبه للكتابة والفكر والتعبير عما يختلج في النفس ، فقد خصص مساحة شاسعة من اهتماماته للصحافة والصحفيين في اليمن حتى تكاد تسمع هتاف الصحافة يملأ أذنيك:"لو كان لي أب ، لكان أحمد سالم شماخ".

أخيرا..لو كان للعظمة لسان ﻷخبرتنا أنها أنت يا شماخ ، ولو كان للإنسانية عين لقالت تتبعني حيث يكون شماخ ، فأنت عين اﻹنسانية في وطن جرده اﻹنسان إنسانيته .

ليس هذا بغريب ، فشماخ حول لغة البارود التي أفزعت البشر إلى لحظة عناق تحتوي فيه إنسانيته مأساة الوطن، ليهبنا بذلك سعادة غامرة ، ومنحة بأمل أن الوطن مازال بخير مادمت فيه وأمثالك ممن عرفوا أن الغاية من الحياة إسعاد بني البشر وتخفيف آلامهم ..

عذرا أدونيس فمقولتك "أن الريح لا ترجع القهقرى ، والماء ﻻ يعود إلى منبعه ، لا أسلاف له وفي خطواته جذور" هي سطحية المعنى أمام شخصية شماخ ومبادئه التي تحي بأن المنبع الذي فاض منه هذا الرجل عذب زلال وأن جذور هذا الرجل إنسانية الهوى والمهوى ، تؤمن فقط بأن "ما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله ، إن الله بما تعملون بصير " .

...يبدو اني نسيت ان اخبركم عن الكابتن احمد سالم شماخ العاشق الراقي للرياضة و المتيم بالنادي الملكي ريال مدريد !؟
* عن الميثاق








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025