|
بيان صادر عن المؤتمر الشعبي العام بمناسبة العيد الـ55 لثورة 14 اكتوبر يا جماهير شعبنا اليمني العظيم الصامد والمكافح يحل علينا اليوم العيد الخامس والخمسون لثورة الـ14 من أكتوبر المجيدة التي حققت لشعبنا اليمني الاستقلال و طردت المحتل البريطاني الذي ظل جاثما على شعبنا وجنوب وطننا لقرن وثلاثة عقود تقريبا،وهو يوم سيظل خالدا في سفر تاريخ شعبنا ومسيرة كفاحه ونضالاته ضد الغزاة والمحتلين . لقد كان انطلاق شرارة ثورة الـ14 من أكتوبر المجيدة من جبال ردفان الأبية بعد عام واحد فقط من ثورة 26 سبتمبر الخالدة تعبيرا حقيقيا ليس عن واحدية الهدف الثوري للثوار والأحرار والمناضلين اليمنيين في جنوب وشمال الوطن ضد النظام الكهنوتي والاحتلال البريطاني ، بل وأيضا قدم دليلا دامغا على واحدية الهوية اليمنية أرضا وإنسانا ، فكرا وثقافة، نضالا وثورية ـوهو الأمر الذي تجسد في الترابط والتلاحم والتوحد بين الثوار والأحرار الذين انخرطوا من مختلف مناطق اليمن جنوبها وشمالها لدعم ومساندة بعضهم البعض ، حيث قاتل أبناء المحافظات الجنوبية في جبال صنعاء دفاعا عن ثورة سبتمبر، وشارك أبناء المحافظات الشمالية في دعم ثورة أكتوبر وكان لذلك التوحد الأثر في نجاح الثورتين في تخليص اليمن من النظام الإمامي ، والمحتل البريطاني. يا أبناء شعبنا اليمني العظيم لقد كان ولا يزال يوم الرابع عشر من أكتوبر 1963م واحداً من أعظم أيام الوطن المجيدة يجدر بأجيال اليمن أن تتذكره بفخر واعتزاز، وتخلد أبطاله وصانعيه في أنصع صفحات التاريخ تكريماً وتمجيداً لتضحيات وبطولات ثوار 14 أكتوبر الذين صنعوا فجر الاستقلال ورووا بدمائهم الطاهرة شجرة الحرية والكرامة ،ونجحوا في طرد الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس وتطهير جنوب وطننا الغالي من رجس الاحتلال وكافة أشكال الوصاية . انه لمن المحزن أن نحتفي بهذه المناسبة وشعبنا ووطننا يتعرض وللعام الرابع تواليا لعدوان غاشم وحصار ظالم وغزو واحتلال جديد لبعض مناطقه ومحافظاته من قبل قوات التحالف التي تقودها السعودية والامارات وهو الأمر الذي يجعلنا نؤكد أن مصير العدوان والمحتلين الجديد لن يختلف عن مصير من سبقهم من الغزاة لأرضنا ووطننا . إن المؤتمر الشعبي العام وهو يهنئ كافة أبناء شعبنا اليمني وفي مقدمتهم كافة قيادات وقواعد وكوادر وأعضاء وأنصار المؤتمر وحلفائه، ومنتسبي الجيش والأمن واللجان الشعبية بحلول العيد الخامس والخمسين لثورة الرابع عشر من أكتوبر، ليشدد على أهمية إستمرار تلاحم الجبهة الداخلية وصمود الشعب اليمني في وجه العدوان الغاشم والحصار الجائر والمحتلين الجدد، ويجدد التأكيد على مواقفه المبدئية والثابتة والراسخة كمدافع صلب عن الثوابت الوطنية وفي مقدمتها الثورة والنظام الجمهوري، والوحدة الوطنية والنهج الديمقراطي، وسيادة واستقلال اليمن، ووفائه لتضحيات مناضلي وثوار وشهداء ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين، ومواصلته الانحياز إلى صفوف جماهير الشعب اليمني الصامد والصابر في مقاومة العدوان الهمجي الذي يمارس عمليات القتل بكافة أنواع الأسلحة بحق الأطفال والنساء ، ويرتكب عملية قتل جماعي عبر الحصار واستهداف الاقتصاد الوطني بهدف تجويع شعبنا اليمني ومحاولة تركيعه للقبول بأجندات وأهداف قوى العدوان الرامية إلى احتلال وطننا، وتمزيق وحدتنا ، وفرض الوصاية علينا ، ومصادرة استقلالية قرارنا الوطني . إن المؤتمر الشعبي العام وهو يرفض مطلقا كل أشكال الانتهاك لسيادتنا الوطنية من قبل قوى العدوان والاحتلال ، أو الاعتراف بأية شرعية لأية تفاهمات بين قوى العدوان ومرتزقته فيما يسمى بحكومة هادي خصوصا تلك المتعلقة بقضايا السيادة على مختلف أراضي الجمهورية اليمنية وجزرها ومياهها الإقليمية ، واعتبار تواجد القوات الأجنبية في بعض مناطق البلاد غزوا واحتلالا يملك شعبنا الحق لمقاومتها وطردها انطلاقا من كل القيم والمبادئ والمواثيق التي تضمنها الشرائع السماوية والقوانين والأعراف الدولية والإنسانية لكل شعب في سيادته واستقلاله وحقه في مواجهة الغزاة والمحتلين، فانه في الوقت نفسه يحيي مواقف أبناء المحافظات الواقعة تحت الاحتلال ضد الغزاة والمحتلين ويشيد برفضهم لمخططات العدوان الرامية لنهب ثروات شعبنا ، وانتهاك سيادتنا باقتطاع أجزاء من أراضينا ، أو إنشاء مشاريع خاصة بدول العدوان عبرها كما هو الحال في محافظة المهرة ، ويدعو في الوقت نفسه كافة أبناء هذه المحافظات لمواجهة مخططات العدوان التي تصادر حقهم في الحرية والسيادة والاستقلال . إننا في المؤتمر الشعبي العام ونحن نستنكر الصمت العالمي الذي يمارسه المجتمع الدولي تجاه ما يرتكبه العدوان بحق شعبنا، إلا أننا نجدد موقفنا الداعم والمساند لكل الجهود الرامية الى تحقيق السلام في بلادنا وإيقاف العدوان ورفع الحصار ، ونؤكد أن ذلك لن يتحقق إلا عبر عملية حوار ومفاوضات تتيح لليمنيين حل خلافاتهم بعيدا عن التدخلات الخارجية وبما يضمن انجاز عملية مصالحة وطنية يشارك فيها الجميع دون استثناء ، وتؤدي إلى تحقيق مفهوم الشراكة الوطنية بين كافة القوى ويرسم معالم مستقبل خال من الصراعات والحروب وقائم على مفهوم تعايش الجميع تحت سقف الدولة المدنية الضامنة للحقوق والواجبات والقائمة على مبادئ الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية ورفض النعرات المذهبية والعنصرية والمناطقية والانفصالية والعنف والتطرف والإرهاب بكافة أشكالها. كما يؤكد المؤتمر الشعبي العام إيمانه بان اليمن كانت وستظل تؤمن بان امن واستقرار المنطقة والدول المجاورة مرهون بعلاقات قائمة على عدم التدخل في شؤون الآخرين الداخلية وانتهاج مبدأ حسن الجوار والتعاون على أساس المصالح المشتركة البعيدة عن محاولات الهيمنة وفرض الوصاية بأي شكل ، وهو الأمر الذي سينعكس في الوقت نفسه على ترسيخ الأمن والسلم الدوليين خاصة في منطقتنا التي تكتسب أهمية جيوسياسية واقتصادية للعالم اجمع . التحية لشعبنا اليمني العظيم الصامد الحر والمناضل الذي لم ولن يقبل بأي احتلال وسيقاومه وينتصر. الرحمة والخلود للشهداء الأبرار والشفاء العاجل للجرحى. صادر عن المؤتمر الشعبي العام صنعاء الأحد الموافق 14- أكتوبر - 2018م . |