سورية تسحب معظم قواتها المحيطة ببيروت

الأربعاء, 22-سبتمبر-2004

المؤتمر نت -
سورية تسحب معظم قواتها المحيطة ببيروت
قبل اقل من اسبوعين علي انعقاد مجلس الامن الدولي، بدأت القوات السورية عملية اعادة انتشار جزئية في لبنان لتجميع جنودها في منطقة البقاع (شرق)، فيما يعتبر عملية سحب لمعظم القوات من مدينة بيروت ومحيطها، في حين اكد مسؤول لبناني ان الانسحاب الكامل لهذه القوات سيتم عند التوصل الي انهاء الاحتلال الاسرائيلي لكل الاراضي العربية .
ويأتي تنفيذ سورية لمرحلة جديدة من اعادة انتشار قواتها في لبنان بينما تتعرض دمشق لضغوط دولية لسحب قواتها من لبنان جسدها قرار مجلس الامن رقم 1559 الذي دعا ضمنا الي انسحاب القوات السورية من لبنان وطلب من الامين العام للامم المتحدة تقديم تقرير عما انجز في هذا الاطار في الثالث من تشرين الاول (اكتوبر).
الي ذكرت تقارير اعلامية لبنانية ان وفدا من وزارة الدفاع الامريكية سيتوجه في نهاية ايلول (سبتمبر) الي دمشق للبحث في التعاون السوري ـ الامريكي علي الحدود السورية ـ العراقية.
وسيضم الوفد مسؤولين من وزارة الدفاع بينهم مساعد وزير الدفاع لشؤون الامن الدولي بيتر رودمان والناطق باسم قوات الائتلاف سابقا في بغداد الجنرال مارك كيميت.
واشارت التقارير الي ان هذه الزيارة تعكس رغبة الولايات المتحدة في توسيع التعاون علي الحدود العراقية السورية ، بحسب ما نقلت النهار عن ناطق باسم البنتاغون.
من جهة ثانية، ذكرت صحيفة النهار اللبنانية ان واشنطن سلمت دمشق قبل ايام، مجموعة من الصور يظهر فيها عدد من قادة حزب البعث العراقي او من الدبلوماسيين الكبار في عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين، يتنزهون علي الاقدام، اما علي كورنيش البحر في بيروت، او في منطقة الروشة، او في مطاعم بلدة بلودان السورية .
وضم هذا الالبوم صورا لبيوت في المناطق التي تنتشر فيها القوات السورية في لبنان تقيم فيها شخصيات عراقية تنظر اليها واشنطن علي انها قنوات لارسال الدعم المالي الي المتمردين في العراق وتأمين وصول السلاح والمتفجرات والمعلومات اليهم .
وتعليقا علي عملية اعادة الانتشار السوري الجزئي هذه اكد وزير الدفاع اللبناني محمود حمود لمحطة تلفزيون لبنان الرسمية ان الاخيرة (اعادة الانتشار) تكون عندما نتأكد من حل عملية السلام في الشرق الاوسط والنزاع العربي ـ الاسرائيلي وتوصل المجتمع الدولي والامم المتحدة والمفاوضات الي انهاء الاحتلال الاسرائيلي لجميع الاراضي العربية واعادة الحقوق العربية الي اصحابها .
واضاف ان عملية اعادة تموضع القوات السورية التي بدأت امس الثلاثاء ليست الاخيرة .
واوضح ان العملية التي تشمل مناطق عرمون والدامور (جنوب بيروت) ستستغرق عدة ايام و تغطي مناطق متعددة من لبنان بدون ان يعطي تفاصيل اضافية.
ومن جهته، قال الرئيس اللبناني اميل لحود ان الضغوطات التي يتعرض لها لبنان ليست جديدة فقد اختبرناها خلال فترة التحرير ولم نتراجع لاننا صمدنا ووقفنا يدا واحدة. واليوم يواجهنا الضغط الدولي، وجوابنا واضح وهو اننا مع تطبيق القرارات الدولية وفق اولوية مصدرها، اي القرارات 194 و242 و338 و425 لتحرير مزارع شبعا، واذا ما تحقق ذلك فان السلام سيحل علي المنطقة وبالتالي لن تعود هناك حاجة للقرار 1559 . وتشمل عملية الانتشار نحو ثلاثة آلاف جندي تعود غالبيتهم الي سورية كما صرح مصدر عسكري لبناني. وقدر المصدر، وهو مسؤول رفيع في قيادة الجيش اللبناني، بـ نحو 15 الف جندي عديد القوات السورية التي ستبقي متمركزة في الاراضي اللبنانية عند انتهاء عملية اعادة الانتشار هذه.