السبت, 05-أبريل-2025 الساعة: 10:51 م - آخر تحديث: 10:47 م (47: 07) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
الذكرى العاشرة للعدوان.. والإسناد اليمني لغزة
قاسم محمد لبوزة*
اليمن قَلَبَ الموازين ويغيّر المعادلات
غازي أحمد علي محسن*
عبدالعزيز عبدالغني.. الأستاذ النبيل والإنسان البسيط
جابر عبدالله غالب الوهباني*
حرب اليمن والقصة الحقيقية لهروب الرئيس عبدربه منصور هادي الى السعودية
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
البروفيسور بن حبتور... الحقيقة في زمن الضباب
عبدالقادر بجاش الحيدري
في ذكرى الاستقلال
إياد فاضل*
نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
أحلام البريهي*
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
 بيان هام صادر عن اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام (نص البيان)   اجتماع اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام (صور)   (بالروح بالدم نفديك يا يمن).. المؤتمر يحتفي بأعياد الثورة (صور)   نص البيان الختامي لدورة اللجنة الدائمة الرئيسية  مونديال قطر 2022.. احتدام السباق بين الـ(8) الكبار على كأس العالم ( خارطة تفاعلية)
عربي ودولي
المؤتمر نت - صحيفة الشرق الاوسط
الشرق الاوسط - جيم هوغلاند -
أوروبا: بين نشوة النصر.. وثقافة الهزيمة
كان كبار سياسيي أوروبا الحديثة قادرين لتعلم الكيفية التي يتغلبون بها على الهزيمة، فهم قاموا ببناء وتوحيد قارة محطمة ومشتتة، وتخلصوا من أي حكم استبدادي فيها، فيما يواجه جاك شيراك وجيرهارد شرودر وأمثالهما حاليا تحديا ليظهروا أنهم هم أيضا يمتلكون المواهب والصلابة التي كان يمتلكها الجيل السابق من السياسيين.
والى ذلك فقد عانى الرئيس الفرنسي والمستشار الألماني من رفض جمهور الناخبين لهما بالذات في الانتخابات التي جرت في أواخر مايو الماضي، وفي هولندا لاقى الائتلاف الحكومي صفعة يوم الأربعاء الماضي من قبل المشاركين بالاستفتاء الشعبي حول الدستور الأوروبي، حينما قابلوا الرفض الفرنسي له برفض أكبر منه، فبدأت تظهر للسطح ثورة تحظى بتأييد فئات واسعة من الأوروبيين ضد السلطة الأوروبية الحاكمة في بروكسل وفي عواصم بلدان الاتحاد الأوروبي.
ونتيجة لذلك أصبحت مناصب سياسية كثيرة في حالة خطرة. وهذا هو الحال نفسه بالنسبة لفكرة وجود منظمة اقتصادية واجتماعية خاصة بأوروبا، في وقت بدأ الكثير من الناخبين الأوروبيين يشعرون بأن هذا النموذج قد انحرف عن أهدافه من قبل زعمائهم السياسيين لجهة توسيع الاتحاد على حسابهم، والتركيز على المعارك السياسية بدلا من الاقتصادية.
ومن هنا تصبح الأساليب التي يعمل الزعماء الأوروبيون وفقها الآن متجهة نحو التغلب على الرفض الذي يواجهونه الآن باعتبار ذلك هو الأكثر أهمية لمستقبل أوروبا، وربما يتأتى لهم ذلك من خلال امتصاص رد الفعل الجماهيري السلبي تجاه الدستور الأوروبي، والقيام بشرح تفاصيل هذا المشروع، بما في ذلك شرح لطبيعة العلاقات ما بين الولايات المتحدة وأوروبا ـ وطبيعي أن تكون أهمية ذلك أكبر وأكثر من الخسائر السياسية نفسها. فشيراك الذي أعيد انتخابه بنسبة تبلغ 80% من عدد الناخبين الفرنسيين عام 2002 سيلعب دورا تثقيفيا متميزا في هذا المجال.
فمن السهل القبول بالنصر وتمجيده باعتباره ثمرة لعبقرية أو قوة ما، أكثر من كونه تشخيصا وتحليلا وفهما لطبيعة العوامل المختلفة التي تقرر النتائج، لأن هكذا مهام إنما تترك عادة للخاسرين كما أظهر المؤلف الألماني ولفْغانْغ شيفلْبوش في كتابه الرائع «ثقافة الهزيمة».
فقد فسر شيراك فوزه السهل الذي تحقق له قبل ثلاث سنوات على اليميني المتطرف جان ماري لوبين باعتباره تصويتا شعبيا واسعا لسياساته، أكثر من كونه بسبب الرفض النابع عن الخوف من لوبين. لكن حقيقة أن يكون تاجر الكراهية لوبين هو المنافس الأول لشيراك في الانتخابات الأولية بعد فرز نتائج الاستفتاء، لا يمكن له إلا أن يكون أكثر اللفتات بروزا في ذلك التصويت، مثلما هو الحال مع القرار الذي اتخذه 55% من المشاركين في الاستفتاء كي يقولوا «لا» للدستور الأوروبي المقترح.
والشاهد أنه يمكن اعتبار الذي حدث ائتلافا رابحا للرفض، فقد تمكنت القوى المعادية للمهاجرين والمتمثلة باليمين المتطرف من خلق أرضية مشتركة مع تلك القوى المعادية للتجارة الحرة ومع الأجنحة المعادية للرأسمالية داخل الحزب الاشتراكي واليسار المتطرف، فكانت النتيجة طبخة شعبية وديماغوجية أساسها عدم الرضا الذي مكنهم من تحقيق الانتصار على مزاعم المؤسسة السياسية الحاكمة، والتي تقول إن اندماج الاتحاد الأوروبي وتوسيعه هي قيم قائمة بحد ذاتها.
وفي المقابل، في ألمانيا، خسر الحزب الديمقراطي الاجتماعي الذي يرأسه شرودر قبل أسبوع واحد من الانتخابات الفرنسية محافظة أساسية في انتخابات جرت فيها. وتعود هذه الخسارة إلى نفس أسباب التصويت بـ«لا» في باريس. ففي كلا البلدين تبلغ نسبة البطالة حوالي 10%، وهذا ما يجعل شيراك وشرودر يدفعان الثمن بسبب الضعف الاقتصادي في بلديهما.
لكن شيراك وشرودر المتهمين بأنهما لم يفهما التهديدات اليومية التي تلاحق الاقتصاد، قد أهملا التهديدات الاقتصادية ـ سواء حقيقية أو متخيلة ـ للوظائف، نتيجة لاستيراد النسيج الصيني، ونتيجة للمهاجرين البولنديين والعرب، أو بسبب البيروقراطية المتعالية في بروكسل. كذلك ارتفعت مشاعر النقمة تجاه التوسيع الكبير للاتحاد الأوروبي إلى 25 دولة بدون القيام باستشارة الناخبين، وهناك المبالغة في المخاوف من أن تركيا ستصبح قريبا عضوا كاملا في الاتحاد، وكل ذلك قوّى روح الغضب داخل المزاج الأوروبي تحت تأثير المخاوف التي يزرعها اليسار من القوى الاقتصادية، ليمتزج كل ذلك مع الكراهية للأجانب التي يحملها ويروج لها اليمين. سيبتهج الكثير من الأميركيين، وهم يرون الزعيمين الفرنسي والألماني يتلقون جزاء على ما قاموا به بأنفسهم. لكن ذلك لن يكون من مصلحة أميركا على الأمد البعيد، أي تشجيع أوروبا للعودة إلى ما كانت عليه، أي منقسمة على نفسها مع حكومات غير مستقلة، وحواجز قومية قائمة بين بلد أوروبي وآخر، خوفا من دول الجوار، بل ومن العالم. ومن هنا يتوجب على شيراك وشرودر أن يعكسا نظرة أكثر براغماتية لمصير أوروبا ضمن العالم الواقع على طرفي الأطلسي.
فأوروبا قوية ومستقرة بما فيه الكفاية كي تتعاون مع أميركا على أرضية ثابتة، أفضل من أوروبا غير أمنة ومتعثرة، وتشعر دائما بأن عليها أن تؤسس لنفسها هوية مستقلة من خلال معارضتها لواشنطن. ولأسباب مختلفة دفع شيراك وشرودر باتجاه أن تسير أوروبا باتجاه معاكس لأميركا، فيما كان قد اعتبر مع شرودر مسودة الدستور أداة لتحقيق ذلك الهدف.

وأخيرا، ومع كل ذلك، لدى المشروع الأوروبي الآن حظوظ جيدة للعودة ثانية باتجاه تعاوني أكبر ـ في حالة ما إذا أخذت الحكومتان الفرنسية والألمانية اللتان حددتا سرعة الاندماج الأوروبي، الأسئلة والشكوك التي يحملها الناخبون حول الظروف الاقتصادية والاجتماعية لأوروبا، مأخذا جديا، بما سيعنيه ذلك من تركيز على الإصلاح الاقتصادي، وتعميق القيم الليبرالية داخل أوروبا، بدلا من مطاردة أشباح نائية تمثل القوة الأميركية.
مثلما يمكن القول إن خياراتهما السياسية الأولية تطرح وراءها سؤالا مفتوحا، فشرودر قد دعا إلى انتخابات مبكرة في الخريف المقبل، بينما شيراك بادر إلى تشكيل حكومة جديدة تحتوي على الجناحين الواقعي والرومانتيكي، ليعتمد مصير أوروبا على الكيفية التي سيتعامل بها الزعماء مع الهزيمة.








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "عربي ودولي"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025