الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 07:25 م - آخر تحديث: 07:23 م (23: 04) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
ذكرى الاستقلال.. وكسر معادلات الطغيان
قاسم‮ محمد ‬لبوزة‮*
الذكرى السنوية للاستقلال الوطني من الاحتلال البريطاني البغيض
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
زخم الثورة وحاجته لسلوكٍ ثوري
إياد فاضل*
خواطر في ذكرى تأسيس الموتمر الشعبي العام
د. أبو بكر عبدالله القربي
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ليبارك الله المؤتمر
راسل القرشي
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
رؤية وطنية تلبّي احتياجات الشعب
أحلام البريهي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - جمال العواضي - رئيس المركز الوطني لحقوق الإنسان وتنمية الديمقراطية، والأمين العام لمنتدى جسور الثقافات
المؤتمرنت- جمال بدر العواضي * -
مدرَسـة السُّخــط الوَطنــي
حقيقة أن جملة السيد بطرس غالي – رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان- حول الانتخابات المصرية الرئاسية: (التجربة كانت جيدة)، والتي كررها أكثر من مرة، تعني أن قياس نجاح من فشل تجربة بحد ذاتها يكون بنسب الإيجابيات والسلبيات، فإذا طغت الإيجابيات على السلبيات فهي تعتبر "جيدة"، أو ناجحة والعكس صحيح.

في اليمن نسمع الكثيرين يتحدثون عن المنهج القيادي اليمني بقولهم :(اليمن بلد ديمقراطي) ولكن لا بد من التوضيح حول أن القيادة اليمنية اختارت التوجه نحو الديمقراطية على أساس (التجربة الديمقراطية) التي بدورها تحتاج إلى الوقت الكافي لتترسخ وتتجذر في إطار عملية التنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

وفي بلد كاليمن يعاني من موروث الجهل والتخلف وضعف الاقتصاد وموارد الدولة وينتشر الفساد المالي والإداري – فإن من الإيجابي جداً أن نتعامل مع التوجه اليمني نحو الديمقراطية في إطار التجربة، فجميع الدول النامية التي أعلنت النهج الديمقراطي هي بلدان تمارس تجربة ممارسة الديمقراطية وليست بلدان ديمقراطية بالمعنى الوافي للكلمة.

وبالمقارنة مع العديد من الدول التي تسير في إطار التوجه الديمقراطي تعيش اليمن بكل معاناتها الموروثة في مصاف الدول المتقدمة في تجربتها، والتي أقامت مساحة من الحريات لا بأس بها، ولأنها بلد يمارس تجربة ديمقراطية ناشئة فهذا لا يعني أنها وصلت حد الكمال، وإنما هي في مرحلة مخاض صعبة تحتاج بشدة إلى تكاتف الجميع من سلطة، ومعارضة، ومنظمات مجتمع مدني، ومستقلين- من أجل ترسيخ هذه التجربة وتنميتها.

وحقيقة.. أنا لا أتفق مع المبالغين في وصف الأوضاع السياسية والاقتصادية بالوردية، شديدة الكمال. ومن جهة أخرى اختلف مع المبالغين في الآخر في وصف الواقع اليمني بأنه سوداوي ونفق مظلم.. نحو الهاوية.. إلى آخره من سخط غير معقول.

إن الديمقراطية تحتاج إلى مزيد من العمل والجهد، وليس الكلمات الرنانة أو المحبطة سواء من مديح أو نقد.

حين نحلل الأفق بالعقل لا بالحقد.. وبالاتزان لا بالتطرف، نجد أننا في مرحلة لها مشاكلها الخاصة – كأي بلد آخر يمر بمرحلة جديدة، وله مشاكله المرحلية، بعضها عالمية، وبعضها متصل بالعالم النامي الذي تقع فيه، وبعضها خاص بالبلد نفسه.

لقد تحدث الكاتب المصري الراحل احمد بهاء الدين في إحدى مقالاته الرائعة عن مدرسة السخط، موضحاً: (أن كل شعب، وكل جيل لا بد له أن يسخط على شيء ما في حياته حتى يكون لديه حافز لتطوير حياته والتقدم إلى الأمام، ولكن حين ينقلب الأمر إلى السخط الأسود على كل شيء في ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا فهنا يجب أن نقف أمام هذه الظاهرة المرضية وقفة جادة، ونحاول فهمها).

لقد طرح الكاتب وصفاً دقيقاً وتسمية في مكانها لهؤلاء – الساخطين- الذين لا يتعاطون الواقع ومتطلباته إلا بمزيد من السخط والحقد.

إن من يقرأ لبعض الكتاب المتشائمين، أو يستمع لبعض المعارضين يظن أن اليمن أسوأ مكان في العالم، وهي الوحيدة التي تعاني من الفساد، والجهل، وضعف التنمية الاقتصادية والسياسية، متناسين المنطق المعقول والمقبول الذي يقول أن اليمن بلد نامي فقير يعاني من فساد اقتصادي ومالي – تعمل الدولة بجانب المجتمع على محاربته برغم ضعف الوسيلة.. إلا أن تحقيق التقدم في ذلك ليس مستحيلاً إذا عمل الجميع بمصداقية أكبر نحو تأثير أوسع.

إن أي تقدم له ثمن.. وكل تطور يطرح مشاكل جديدة، لكن بالمقابل يحتاج إلى حلول جديدة من الدولة والمجتمع.

من الصعب أن نقارن أنفسنا وأوضاعنا مع أوروبا أو الولايات المتحدة، الذين عبروا مراحلاً كثيرة، ومعاناة صعبة حتى وصلوا إلى ما هم عليه.. ولا ننسى أننا بلد نامي فقير احتُلَّ واستُعبد في الشمال ، واستُعمر في الجنوب لقرون، ويمر بمرحلة مخاض صعب نحو الديمقراطية التي تحتاج وبشدة إلى تلاحم الجميع - من معارضة بناءه، ومجتمع مدني ناشط ، تشابك أيديها جميعاً لتحقيق تنمية شاملة يلمسها كل مواطن في كل قرية ومدينة من أرضنا اليمنية الطيبة بعيداً عن مدارس السخط، والحقد الأعمى..

نعترف جميعاً بالأخطاء ولكن من الأفضل إيجاد الحلول الملائمة وليس عرض الأخطاء أو العمل على الإكثار منها.. وبعيداً عن تصفية الحسابات وزرع الضغائن.. فلا نريد لشبابنا أن يسقط في هاوية اليأس والإحباط الذي بدوره يؤدي إلى عواقب وخيمة ومعروفة لا تتفق مع المصالح الوطنية، ويضر بسمعة المجتمع اليمني المسالم ... إنها فقط دعوة بسيطة نحو مستقبل أفضل لنا وللأجيال المقبلة !
* * * * *

* جمال العواضي - رئيس المركز الوطني لحقوق الإنسان وتنمية الديمقراطية، والأمين العام لمنتدى جسور الثقافات.










أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024