أوروبا تدعو لإغلاق غوانتانامو انتقد وزير الدفاع الأميركي بشدة دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لإغلاق معتقل قاعدة غوانتانامو في كوبا. وقال أمام مجلس لجنة العلاقات الخارجية في نيويورك إن كوفي أنان أخطأ في دعوته. وأشار دونالد رمسفيلد إلى أن أنان وواضعي تقرير أممي أدان الممارسات الأميركية بحق سجناء غوانتانامو، يسوقون انتقادات دون زيارة المعتقل أو الاطلاع على الأوضاع فيه. واعتبر الوزير الأميركي أنه من غير الواقعي إغلاق غوانتانامو والادعاء بعدم وجود مشكلة. وأضاف "لا ينبغي أن نغلق غوانتانامو، لدينا مئات الإرهابيين والأشخاص المؤذين, هناك أشخاص إذا أعيدوا إلى الميدان سيحاولون قتل أميركيين". وكان البيت الأبيض الذي يصف معتقلي غوانتانامو بأنهم "مقاتلون أعداء" سارع في رفض تقرير للأمم المتحدة طالب بإغلاق المعتقل الخميس الماضي. ووصفه بأنه "تكرار لمزاعم سابقة" مؤكدا أن المحتجزين يلقون معاملة إنسانية. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان إن التقرير يبدو وكأنه إعادة لمزاعم محامي بعض المحتجزين، "ونحن نعرف أن محتجزي القاعدة مدربون على محاولة ترويج مزاعم زائفة". وأشار إلى أن الدعوات المطالبة بإغلاق المعسكر لن تجد آذانا صاغية. وأضاف ماكليلان "هؤلاء الذين نتحدث عنهم إرهابيون خطرون، وأعتقد أننا تحدثنا بشأن هذه القضية من قبل ولم يتغير شيء في وجهة نظرنا". تأييد أوروبي ومقابل الرفض الأميركي، أعلن رئيس الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا رينيه فان دير ليندن اليوم دعمه الكامل لتقرير الأمم المتحدة. وانضم مجلس أوروبا في بيان صدر بستراسبورغ إلى موقف البرلمان الأوروبي الذي طلب بوقت سابق من واشنطن الإغلاق الفوري للقاعدة العسكرية، ومحاكمة المعتقلين فيها في أسرع وقت أو الإفراج عنهم. وقال البرلمان الأوروبي في قراره غير الملزم "يتعين أن يعامل أي سجين في ضوء القانون الإنساني الدولي ويحاكم دون تأخير محاكمة علنية عادلة أمام محكمة مختصة ومحايدة ومستقلة". وصدر القرار بموافقة 80 عضوا واعتراض عضو واحد وامتناع آخر عن التصويت. من جانبها اعتبرت الخارجية الإيطالية معسكر غوانتانامو "أمرا شاذا" في آليات مكافحة ما يسمى الإرهاب. وطالبت في بيان لها بإغلاقه بناء على طلب الأمم المتحدة. وقد رحبت منظمة العفو الدولية بتقرير الأمم المتحدة. ودعت في بيان لها إلى مواصلة الضغط على واشنطن، وتوجيه رسالة واضحة إليها مفادها أن الوقت حان لغلق معتقل غوانتانامو. وحذرت المنظمة المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان من "الاستخفاف الانتقائي للولايات المتحدة بالقانون الدولي" في إطار حربها على ما يسمى الإرهاب. تقرير الأمم المتحدة" أنان: لا يمكن أن نعتقل أشخاصا إلى الأبد ويجب أن توجه إليهم اتهامات كما يجب أن تتوفر لهم الإمكانية للدفاع عن أنفسهم وبالتالي محاكمتهم واتهامهم أو الإفراج عنهم" وكان الأمين العام للأمم المتحدة قال إن معسكر غوانتانامو الأميركي يجب أن يغلق "عاجلا أم آجلا" معربا عن أمله بأن تقوم الحكومة الأميركية بهذا الإجراء في أسرع وقت ممكن. جاء هذا التصريح بعد نشر تقرير أممي أمس انتقد بشدة تأخر واشنطن في التحرك لإنهاء معاناة الأسرى, ودعاها إلى "إغلاق معتقل غوانتانامو دون أي تأخير". وقال التقرير إن على الولايات المتحدة إما محاكمة معتقلي المعسكر على وجه السرعة بموجب المعاهدة الدولية لحقوق الإنسان أو الإفراج عنهم ورغم أن أنان قال إنه لا يتفق مع كل ما جاء بالتقرير, فقد شدد على أن "النقطة الرئيسة في الموضوع هي أنه لا يمكن أن نعتقل أشخاصا إلى الأبد ويجب أن توجه إليهم اتهامات، كما يجب أن تتوفر لهم الإمكانية للدفاع عن أنفسهم وبالتالي محاكمتهم واتهامهم أو الإفراج عنهم". وأعرب المحققون الخمسة الذين كتبوا التقرير عن قلقهم من محاولات الإدارة الأميركية إعادة تعريف طبيعة التعذيب للسماح باستخدام أساليب معينة باستجواب المحتجزين. ودعا التقرير الأممي إلى تقييم العنف المفرط المستخدم ببعض الحالات خلال نقل المحتجزين وإجبار المعتقلين المضربين عن الطعام بوقف إضرابهم بقوة تصل إلى حد التعذيب. وخلص التقرير المؤلف من 40 صفحة الذي أعده خبراء متخصصون عينتهم لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة, إلى أن الولايات المتحدة تنتهك مجموعة من حقوق الإنسان تشمل الاحتجاز التعسفي وحظر التعذيب والحق في الحصول على محاكمة عادلة |