العسل اليمني شهرة وتنوع يحظى العسل اليمني بشهرة واسعة في الداخل والخارج ويعده الكثيرون دواء ومقويا ومنشطا حيويا ومغذيا مما جعل سوقه يتوسع يوما بعد يوم. وقد تزايد الاستثمار في قطاع تربية النحل وإنتاج العسل في العشر السنوات الأخيرة في اليمن بعد تزايد الوعي بأهميته العلاجية والاستشفائية وتأثيراته الفعالة على تحفيز الطاقة الحيوية للرجال. في إحدى المحلات الشهيرة ببيع وإنتاج العسل يوضح علي البعيثي الذي كان يقف خلف مصطبة ضخمة من الزجاج وضع عليها أنواعا مختلفة من العسل حيث يقول إن كل نوع من هذه الأنواع له خصائص ومنافع مختلفة. فعسل السدر وهو أجود أنواع العسل له مميزات عديدة أهمها تأثيره على البدن فهو يحرك طاقة البدن عند الإنسان ومنها الطاقة الجنسية ولهذا يعده الكثيرون منشطا ويفضله الناس نظراً لخلوه من الآثار الجانبية التي تسببها العقاقير الكيميائية، ولهذا يطلق عليه البعض فياجرا اليمن. ويوضح البعيثي فائدة نوع اخر من العسل يطلق عليه »عسل السلام« وهو ميال للحمرة خفيف الكثافة يأتي من جبال محافظة المحويت المشهورة بتنوع غطائها النباتي. ومن فوائده أنه قليل السكر وهو مفيد لمرضى السكري الذين يستعملونه بكثرة كبديل لتحلية الكثير من الأغذية دون أن يكون له أي تأثيرات على ارتفاع السكر في الدم ولذا فهو الغذاء المفضل والمأمون لمرضى السكر . عسل السمر »الطلح«، وهي أشجار شوكية تنتشر بكثافة عالية في كل أنحاء اليمن كحضرموت وبعض المناطق الجبلية في محافظة آب وذمار وصنعاء وتعز، وحول هذا النوع يقول البعيثي إنه معروف بفوائده الكثيرة لمرضى الكبد والمصابين بتقرحات في المعدة أو الإثنى عشر وفي علاج فقر الدم وأمراض البرد . ويرجع تنوع العسل اليمني وتعدد ألوانه إلى التنوع المناخي من منطقة إلى أخرى وإلى تنوع الغطاء النباتي للبلاد من مكان إلى أخر ويقول العطار علي محسن الظاهري:اليمن مشهورة باختلاف مناخها وتنوع أشجارها وهناك أنواع كثيرة بعضها مشهور وأنواع ليست مشهورة كعسل السدر والسمر والضباء والسلام رغم أنها أكثر جودة وأكثر فاعلية من غيرها وذلك لندرتها ومحدودية إنتاجها. ومنها عسل »الصال« المعروف بشجر الأثل وهو معروف بطعمه اللاذع الذي يترك حرقة في الحلق تدوم بعد تعاطيه لساعات طوال، وهذا النوع من واقع التجربة من أحسن الأنواع العلاجية فهو يعالج الوهن والضعف الجنسي. والعطارون عادة ما يصفونه لضعيفي البدن والمصابين بالعنة وله نتائج مرضية خاصة إذا تناوله المريض على مدار شهرين متتالين بكميات خفيفة صباحا ومساء. عبدالله عبدالجبار أحد باعة العسل سألناه عن الأسباب الرئيسية التي تدفع زبائنه لشراء العسل يقول من خلال ممارستي لهذا العمل طيلة خمس عشرة سنة استطيع القول ان الأسباب الرئيسة للإقبال على العسل هي أسباب مرضية ثم تليها الأسباب الجنسية فالأسباب الغذائية، فالذين يقبلون على استهلاك العسل هم بدرجة رئيسية من المرضى الذين يستطببون بالعسل كمرضى الجهاز الهضمي والمصابين بحروق، فقرالدم والتهاب العيون، قرحة المعدة، السكري، مرضى القلب. وغالبا ما يأتي هؤلاء بناء على نصائح أطبائهم لهم بالتداوي بالعسل بتصريحهم قبل شراء الكمية المرادة بأنهم يبحثون عن النوع المنشط للفتور والضعف االحيوي الذي يعانون منه ومثل هؤلاء عادة ما يعودون لشراء كميات أخرى مؤكدين أنهم قد عرفوا تحسنا ملحوظا في علاج الضعف. عدد طوائف النحل المنتشرة في اليمن حتى نهاية العام 2005 المليون خلية تنتج حوالي 1750 طنا سنويا يصدر منها حوالي 480 طنا تحقق عائدا ماديا وصل عام 2004 إلى 13 مليون دولار وهذا العائد مرشح للارتفاع من سنة إلى أخرى. وتعد الصفات الدوائية التي اشتهر بها العسل اليمني السبب الرئيس وراء ارتفاع ثمنه مقارنة بغيره طبقا لما سجلته منظمة الزراعة العربية قبل خمس سنوات استنادا إلى مؤشرات منظمة »الفاو«أن متوسط سعر كيلو جرام العسل الطبيعي عالميا يقدر 10.3 دولارات في حين أن متوسط سعر كيلو العسل اليمني وخاصة السدر يصل إلى 68.39 دولارا للكيلو جرام الواحد.بل إن بعض الأنواع النادرة منه كالجبلي السوقطري يصل سعر الكيلو الواحد إلى 150 دولارا. (البيان الإماراتية) |