الأربعاء, 13-نوفمبر-2024 الساعة: 01:22 ص - آخر تحديث: 12:06 ص (06: 09) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المستقبل للوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
حروف موجوعة في رحيل الإعلامي الجميل حسن عبدالوارث
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
14 أكتوبر.. الثورة التي صنعت المستحيل
قاسم‮ محمد ‬لبوزة‮*
زخم الثورة وحاجته لسلوكٍ ثوري
إياد فاضل*
خواطر في ذكرى تأسيس الموتمر الشعبي العام
د. أبو بكر عبدالله القربي
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ليبارك الله المؤتمر
راسل القرشي
الجديد في ذكرى التأسيس الـ"42"
شوقي شاهر
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
رؤية وطنية تلبّي احتياجات الشعب
أحلام البريهي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
إستطلاعات وتقارير
المؤتمر نت -

حسن المصطفى -
رغم الوجع (الحمرا) فاتنة
شارع الحمرا، المكان الأكثر شهرة وجاذبية في بيروت، التاريخ العتيق، والناس المتوزعة هنا وهناك، حيث تشعر أنك في قلب لبنان. المحلات، المقاهي، الشُرف التي تطلب من الأعالي، والزهور التي تزدان بها شبابيك المنازل العتيقة. العلب الليلة المتناثرة، وأيام الستين والسبعين، ومثقفون يتجادلون وأفكار يجاهر بها معتنقوها، وسياح غادروا على أمل معانقتها قريبا. تتذكر خالد الهبر وهو يغني "خذني معك وديني ع شارع الحمرا، خذني معك تحلى لي بالحمرا السكرة. اشرب كاس المحبة، شي قهوة ع الرصيف..". تغني معه وقلبك في نشوته يطوف بين "الزواريب" يبحث عن ذكرياته المتناثرة، عن أيام خلت كنت فيها مأنوسا بالمكان الأثير.

عدوان إسرائيل على لبنان، والتدمير المستمر للإنسان والحجر، لم يسلب كل ذلك الحمرا فتنتها وأنوثتها. لم تزل مشرقة، بضة، متمسكة بالحياة والضجيج الصباحي، وإن استبدلت بعض عاداتها، وأصبحت تغفو مبكرا، خوفا من زوار الليل.
في بدايات الحرب، وتحديدا بعد أن قُصفت منارة بيروت، انكفأ الناس عن النزول لشارع الحمرا، وتراجعت حيويته بضعة أيام، عدا عن سكانه الأصليين وبضع مهاجرين أتوا من قرى الجنوب وضاحية بيروت الجنوبية. إلا أن هذا الانكفاء ما لبث إلا وزال، وعاد الناس لسابق عهدهم. صحيح أنك لن تجد سياحا أجانب، ولن يصطدم بصرك بالسحنة الخليجية السمراء، ولن تتطاير أمامك العباءات السوداء بالقرب من مكتبة "أنطوان" ومطعم "بربر"، إلا أنك ستشاهد سياحا من نوع آخر توزعوا بين صحافيين أجانب أتوا لتغطية الحدث، أو مهجرين ونازحين جنوبيين هربوا بحثا عن مأوى، واتخذوا من فنادق المنطقة سكنا مؤقتا لهم، أو متطوعين من مؤسسات المجتمع المدني ينشطون في مساعدة النازحين، وتوفير العلاج والغذاء الضروري لمن لا يملكه منهم.
زحمة السير، و"عجقة" السيارات، الطوابير الممتدة، أبواق السيارات، السرفيسات، وشتائم "شوفير" التاكسي الصباحية، كلها لم تزل هناك ولم يتغير مشهدها اليومي.


الأرصفة لم تغادرها الأقدام، والناس تراها تذهب وتجيء منذ الصباح الباكر. إرادة الحياة، والعيش بشكل طبيعي، لم يشأ لها اللبنانيون أن تذهب. هم متمسكون بها رغم قناعتهم بأن إسرائيل تريد سلبها منهم.
بعض المحلات التجارية آثرت أن تغلق أبوابها لاعتمادها المباشر على السياح الأجانب وميسوري الحال من اللبنانيين، فيما غالبية الأماكن فضلت أن تفتح أبوابها، في إيحاء منها أنها لا تزال تتنفس ولم تمت.

وأنت هنا، لا تشعر بأن حربا شرسة تدور في الجنوب، وأن قنابل قاتلة تمطر سماء البقاع وبعلبك. أصوات متقطعة لقذائف تطلقها البوارج الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية، تسمعها بين حين وآخر، وأن ترتشف فنجان قهوتك، إلا أن اعتيادك عليها، وثقتك المفرطة في أنك لست هدفها، تجعلك مطمئنا، ولا تدير بالا لها.
المحلات التجارية تفتح أبوابها بشكل متفاوت. البعض يفضل أن يذهب باكرا لمنزله، فيغلق عند الثانية ظهرا، وآخرون عند الرابعة أو السادسة، والأقل عند الثامنة، والقليل القليل من مطاعم وبقالات وحانات تظل مستيقظة حتى ساعة متأخرة من الليل.

تلك هي الحمرا، رئة بيروت التي منها تتنفس، وفاتنتها المزدانة صبرا وإصرارا على البقاء، لم ولن يغادرها محبوها، لأنه، وببساطة شديدة، لا قدرة للعاشق على فراق معشوقته.

إيلاف








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "إستطلاعات وتقارير"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024