السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:30 م - آخر تحديث: 02:25 م (25: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المستقبل للوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
البروفسور وهيب عبدالرحيم باهديله في رحاب العُلماء الخالدين
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
14 أكتوبر.. الثورة التي صنعت المستحيل
قاسم‮ محمد ‬لبوزة‮*
زخم الثورة وحاجته لسلوكٍ ثوري
إياد فاضل*
خواطر في ذكرى تأسيس الموتمر الشعبي العام
د. أبو بكر عبدالله القربي
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ليبارك الله المؤتمر
راسل القرشي
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
رؤية وطنية تلبّي احتياجات الشعب
أحلام البريهي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
دين
إسماعيل فراج** -
موقف علماء بالسعودية من الروافض
في تقرير أعدته "العربية.نت" حول مصطلح "الروافض" الذي يغلب على الجدل الدائر حاليا فيما يختص بالموقف من حزب الله، تحدث ثلاثة علماء شريعة سعوديون بارزون هم د.عوض القرني ود.علي بادحدح ود.محمد موسى الشريف.

د.عوض القرني أستاذ الفقه المقارن بجامعة الملك خالد سابقا، أحد الموقعين على البيان الذي صدر من عدد من علماء السنة تأييدا للمقاومة في لبنان ووقعه حوالي 170 عالما من السعودية والعالم الإسلامي، أجاب عن سؤال وجهته له عن أسباب التوسع الجاري حاليا في تداول هذا المصطلح وإطلاقه على حزب الله، ومطالبة البعض من خلال ذلك بعدم الدعوة له في الصلاة أو مناصرته.

الدلالة التاريخية

قال القرني: إن الدلالات التاريخية ما زالت موجودة كما هي عندما قيلت، ويذكر تاريخيا أن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب لما ثار على هشام بن عبد الملك، وكان معه بعض أصحابه سألوه: ماذا تقول في أبي بكر وعمر فقال: هما إماما صدق ووفاء وعدل، فرفضوه، فقال: أرفضتموني.. أنتم الروافض. طبعا هذا الذي يذكر تاريخيا، ومن ثم أطلق عليهم هذا اللفظ، لكني أقول إن الأمة يجب أن تسعى إلى ما يوحدها، لا إلى ما يفرقها وأن تسعى إلى ما ينهي الخلافات والاختلافات ويلم الشعث وبالذات في أوقات المحن والتحديات التي تواجه الجميع ولا تفرق بين أحد وأحد.

صحيح أننا في حاجة لأن نعالج أخطاءنا التاريخية، لكننا نعالجها بالوسائل المشروعة والحوار العلمي الهادئ المعتمد على الكتاب والسنة، وعلى أن يكون لنا من الأدب ما نقدس به مقدساتنا التي تكونت عبر تاريخنا، وكذلك قضايا الأمة الكبرى، نرفعها عن المزايدات الطائفية أو السياسية أو المذهبية.

ومضى قائلا: المسلم أمر عموما بحسن القول، فنحن في حاجة إلى أن نقول من ألفاظنا وأقوالنا وخطابنا ما نستجلب به القلوب ونستل به سخائمها وندفع به غائلة الخلاف. أنا أقول إن لفظ "الروافض" أطلق تاريخيا على من ينالون من الصحابة، وبلا شك أن النيل من الصحابة كبيرة من الكبائر ومعصية من المعاصي، وبالذات الأئمة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين، وهم من أجمعت الأمة على فضلهم وخيرهم وسابقتهم، النيل منهم لا شك أنه معصية وإثم وذنب، وتكذيب لما في شأنهم في القرآن الكريم ولما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في نصوص متواترة عن فضلهم وخيرهم وعدلهم، لكن ليس الحل أن نتنابز بالألقاب وأن نسبّ وننال بعضنا بعضا، بل نسعى لحل مشاكلنا بهدوء وأدب واحترام. أرى أن المصلحة للعدو والذي يريد استئصال الأمة والقضاء على مصالحها، تتحقق من خلال إثارة نعرة الخلافات الطائفية أو المذهبية أو السياسية أو القومية، فلا يجب أن نمكنهم من هذا، حتى لو كان الاختلاف ضرورة وأصلا من لوازم البشر في الحياة، وقد أخبر بذلك القرآن الكريم.. أقول حتى لو كان الخلاف ضرورة، فالعقلاء يرجئونه عندما يشكل خطرا عليهم.

لا يجوز تكفير طائفة بمجملها

وعن الفتوى التي نسبت إلى الشيخ عبد الله بن جبرين وأشعلت الجدل بشأن مشروعية تأييد حزب الله، ثم تبين أنها قديمة لا تنطبق على الأحداث الحالية حسب توضيح الشيخ بن



الدكتور عوض القرني:
جبرين نفسه، قال د. عوض القرني: التكفير حكم شرعي، ولا يجوز أن يطلق القول فيه على عواهنه، ولا يجوز تكفير طائفة بمجملها، ولا يجوز تكفير أحد بعينه إلا إذا كان قد قامت عليه الحجة.

وشرح ذلك بقوله: التكفير يفرق فيه بين الحكم والفتوى، فالفتوى ممكن أن يقال فيها من فعل كذا أو من قال كذا، فهو كافر.. هذه فتوى، وطبعا هناك مكفرات بلا شك، أما الحكم فهو أن تحكم على فلان أو على بني فلان بأنهم كفار، هذا حكم شرعي قضائي، يعني يتم بواسطة القضاء، ويجب أن يتثبت بوسائل الإثبات الشرعية من وقوع المكفر، فإذا تثبت من ذلك وأقيمت الحجة وأصر عليه الإنسان، يحكم عليه القضاء، وبالتالي فليس من السهولة أن يطلق التكفير، والشيخ عبد الله بن جبرين عالم من العلماء الفضلاء الأخيار، وبالتالي فأنا أعتقد أنه أعقل من أن يطلق الحكم بالجملة على الناس دون تثبت، وبالذات أنه ليس في مقام الحكم، فهو ليس بقاض، بل مفت وفي مقام الفتوى.

لا يوجد عالم سعودي كفر الشيعة بالجملة

واستطرد: قد يقع خطأ من أحد علماء السعودية لأنهم بشر، لكن من المشهود به أن علماء السعودية من أكثر علماء الأمة رسوخًا في فقه الكتاب والسنة، وإن كان بعضهم ينقصه العلم بالواقع وبمجريات الواقع، لكن لا يوجد أحد بعينه كفّر الشيعة بالجملة، فينسب لبعض الشيعة أنهم يقولون إن القرآن محرف، وينسب لبعضهم القول إن جبريل خان الرسالة والأمانة. هنا سيقول العلماء إذا سئلوا عن ذلك: من قال هذا فهو كافر، لكن أن يثبت أن فلانا هو القائل لهذا القول فهذا أمر آخر يرجع للقضاء، والذي أعلمه أنا من خلال كتب الشيعة، من باب العلم، أن منهم من يقول هذا في كتبه وقد يكون تابعا له، ومنهم من يرده ويرفضه ويعتبره ذنبا، بل بعض علماء الشيعة يكفّر من قال إن القرآن محرف.

تأثير خلفيات ما يجري في العراق

وحول إطلاق البعض لفظ الروافض على حزب الله، واختيار هذا التوقيت بالذات للتوسع في هذا اللفظ أجاب الشيخ د.عوض القرني: النيل الطائفي وما يقع من الشيعة على السنة في العراق له دور كبير في وقوع هذا الأمر. الخطأ من غلاة الطرفين من هنا وهناك، فمدن في أهل السنة هدمت على رؤوسهم في العراق، وللأسف أصبح كثير من الشيعة ولا أقول كلهم في هذا البلد، عونا للأمريكيين على أهل السنة في هدم مدنهم على رؤوسهم، فبعض ما يحصل حاليا ردود فعل على ذلك، وبعض الناس عندهم غلو فيطرقون مثل هذه القضايا.

وأنا شخصيا لا أرى أن مصلحة الأمة في ذلك لا من قريب أو بعيد، فنحن قد نختلف مع حزب الله أو مع غيره، ولكن خلافنا معه لا يسوغ لنا ألا نقف معه في دفاعه عن الأمة ودفع الظلم والعدوان عن الشعب اللبناني كله وليس عن الحزب فقط، ولو كان الظلم والعدوان الذي يقع على الشعب اللبناني يقع على هندوسي أو بوذي لوجب علينا أن ندفعه عنهم ولا نرضاه. هذا هو الحكم الشرعي، ولا يعني وقوفنا مع الحزب دفاعا عنه وعن الشعب اللبناني ودفع العدوان الصهيوني عن الأمة كلها، إننا سنوافق الشيعة في كل ما قالوه، وإن الخلافات بيننا وبينهم انتهت، لكن هناك أولويات.

المخاوف من تمدد الهلال الشيعي

وعن التخوف من أن تقود هذه المرحلة التي دخل فيها حزب الله في حربه مع إسرائيل إلى امتداد الهلال الشيعي من العراق إلى الدول المجاورة وفرض سيطرته عليها، قال د.عوض القرني: هذا الاحتمال وارد، لكن الشيء القائم الآن أنه لو افترضنا أن هذا الاحتمال وارد وصحيح، هنا يكون أمامنا إما الهلال الشيعي وإما الطوفان الأمريكي الصهيوني. فأيهما أشد بلاء وأيهما أقل خطرا. أظن أن العقلاء سيجمعون يقينا على الشيعة فهم من داخل الأمة، نعم هم مختلفون مع السنة طوال التاريخ، لكن رغم ذلك ما استطاعت إحدى الطائفتين أن تستأصل الأخرى، أما الطوفان الأمريكي الصهيوني فلن يبقي أحدا.

وحول القول بوجود أجندة إيرانية وراء حزب الله، أجاب: إيران كدولة لن تدعم حزب الله بالتدريب والتسليح والدعم المالي بالملايين بغير غرض. أمر طبيعي أن يكون هذا، وأن يكون له أثر وثمرة بالنسبة لإيران، لكن هذه ليست المشكلة، وإنما أين الدول السنية وماذا فعلت، ماذا فعلنا نحن كسنيين لحماس، لقد ساهمت هذه الدول في فرض الحصار الذي طلبته إسرائيل عليها.

إذن أولئك يعملون ونحن لا نعمل.. اللوم ليس على من يعمل لمبدئه وقناعته، ويرى أن هذا هو الإسلام الصحيح حتى لو اختلفنا معه، اللوم على من يعاضد المشروع الصهيوني الأمريكي للقضاء على القوى المجاهدة المقاومة في الأمة.

وفي تعليقه على رؤية البعض بأن ما قام به حزب الله في عملية الأسرى التي أشعلت الحرب، تعارض المصلحة الشرعية للأمة، قال د. عوض القرني: هذه قضايا اجتهادية ونحن ما علمنا أن هناك نظاما عربيا على الإطلاق يسأل هيئة كبار العلماء ويستفتيهم فتاوى شرعية قبل اتخاذ القرارات السياسية المصيرية، هم يستفتون مع الأسف البيت الأبيض أكثر ما يستفتون هيئات العلماء في بلدانهم.

هذا الاحتمال وارد أن الحزب ما رأى هذه (المصلحة)، لكن الذين يزايدون عليه في هذه القضايا، هل رأوا تلك الأمور والتزموا بها.. هل للمرجعيات العلمية أي دور في قراراتهم السياسية؟.. ما أظن هذا.

فرق شيعية كثيرة قريبة من السنة

ومن جانبه يقول د.علي بادحدح أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الملك عبد العزيز بالسعودية: إن جهد وعمل العالم لا يقاس بموقف واحد ولا بفتوى واحدة مهما اختلفنا معه فيها، لا بد أن نعي هذا لأن الذي يتناوله البعض الآن فيه نوع من السطحية والسذاجة والاندفاع العاطفي غير الواعي وغير المؤسس.

ليس هناك صواب في قضايا الإطلاق، ليس لعلماء السعودية موقف واحد مشترك، وهذا الموقف عند من يطلقه على علماء السعودية يأخذ صفة العموم والشمول، سواء لقضية الشيعة أو لقضية حزب الله، وهذه أيضا إطلاقات خاطئة، فالناس لهم مواقف بينها تفاوت. وهذه المواقف لها ضوابط، بمعنى أن يذكروا كلاما له ضابط للمفتي أو صاحب الرأي بأنه يؤيد كذا ويتحفظ على كذا، فنجد أن النقل يعمم تعميمات في غير موضعها.

وأضاف: الشيعة ليسوا كفرة يصدق في عقائدهم أنها كفرية، بل منهم فرق قريبة إلى أهل السنة كثيرا كالزيدية وهم أقل فرق الشيعة مباينة ومخالفة للسنة وأهلها، ومنهم من بلغ مبالغ كبيرة فألَّهوا عليا، وبعض الفرق وهي قليلة تدعي أن ثمة قرآنا نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم، غير القرآن الذي بين أيدينا. وهو أمر كالتصوف الذي يبدأ من الذكر والاجتماع عليه وينتهي إلى صورة من الحلول والاتحاد، فلا يقال عن اسم واحد حكم واحد مع التفاوت في صوره دون الرجوع إلى كل صورة بحالها وعينها، بل أحيانا عند الحكم على فرد لا بد من ذكر معتقده بذاته، ولا يأتي هذا الحكم إلا من أهل العلم والتخصص، ولا بد أن يكون هناك داعٍ لهذا الحكم ووجود شروط وانتفاء موانع.

واستطرد د. بادحدح: الذي نراه الآن أبعد ما يكون عن مثل هذا كله، فمن السنة من عنده تشيع حتى أن بعض العلماء يقولون "تشيع أهل السنة".. مثلا هناك قول عن أهل الكوفة كأبي سفيان الثوري وغيره أنهم يقدمون عليا على عثمان رضي الله عنهما في ترتيب الصحابة، فهذا قول ليس فيه شيء، وإن كان يسمى تشيعا باعتباره كأنه مشايعة لعلي، هذا إطلاق لغوي.

لكن الذي يقول بعقائد كفرية تناقض صريح القرآن كسبّ الصحابة المعروفين بأعيانهم، فهذا فيه مناقضة أو تكذيب لصريح القرآن. يصدق حينئذ على هذا المعتقد أو على هذه القضية أن معتنقها ومعتقدها يكفر بهذا الاعتقاد.

وقال بادحدح: ثمة أمور لا بد أن نعرفها وأن نقدرها قدرها، أولها القضايا العقدية.. فإذا وجد انحراف عقدي، فالعالم وغير العالم ممن يعلم ذلك لا يمكن أن يغض الطرف ولا يمكن أن يعتبره قضية هامشية ولا يمكن أن نجعل موقفا من المواقف الاجتماعية السياسية أو مواقف المجاملات يطغى على أهمية ذلك، أتكلم عن مبدأ ولا يعني ذلك أن هذا المبدأ "يجبُّ" أو ينسخ غيره.

وثانيا أن لدينا مسيرة تاريخية نحن أهل السنة نعرفها، ونعرف حوادثها فيها كثير من الجوانب السلبية التي تظهر جمهور الشيعة خاصة في أوقات القوة وفي أوقات وجود العدو الخارجي، في موقف ليس إيجابيا ولا محمودًا.

الأمر الثالث: لا ننسى الواقع اليوم عندما بدأت دولة الشيعة تقوى في إيران، لا ننسى أنها أساءت إلى السنة وإلى الإسلام والمسلمين في جوانب معينة مثل ما أثاروه في مكة المكرمة في غير عام في الحج وسببوا كثيرا من المشكلات ومثل ما أثاروه لدى بعض أقليات الشيعة في البلاد المختلفة وأثروا فيها ونزعوا النسيج الوطني الذي كان متماسكا في بعض البلاد والدول الخليجية وجعلوا ولاء يصنع للطائفة يطغى على لحمة المواطنة وتماسك المجتمعات في تلك الدول، ولا ننسى أخيرا الصراعات الدامية والأرواح التي أزهقت والتهجير وكثير من الظواهر التي طفت على السطح في العراق.

مع هذا كله قديما وحديثا واعتقادا وتاريخا، لا يمكن أن ننظر إلى المواقف بسهولة ونقول "خلاص" نحن الآن في مواجهة، ونغض الطرف. لا أقول إن هناك حربا ولا نؤسس لشقاق، لكن أقول لا ينبغي التهوين من هذه الأمور، فإذا لم نعرف الأمور على حقيقتها لا نستطيع أن نغيرها التغيير الإيجابي.

رغم هذا كله أشرت في أحد الحوارات القريبة معي، إلى أنه على أقل تقدير ينبغي أن يسعى العلماء والعقلاء من الطرفين ألا يكون احتراب وقتل وعداء مباشر بينهما، أقل درجة الآن في هذه الظروف لو كان هناك صدق وإخلاص ووعي وإدراك، أقل الدرجات ألا نصوب سهام بعضنا إلى بعض. ما وراء ذلك أعتقد أن التجارب الميدانية في البلاد كانت تدل على أن هناك قدرا مقبولا من التعايش بين الطائفتين في المجتمعات التي تضم شيعة كأقلية وتضم سنة.

وقال: نلاحظ أن السنة في إيران مضيق عليهم كثيرا ولا يجدون فسحة، كما قد يقول الشيعة أيضا عن أوضاعهم في بلاد أخرى كالسعودية وغيرها، مع أن الفارق كبير، ففي السعودية لهم مساجدهم وأوضاعهم الخاصة، لكن أن تفرض الأقلية أن يكون النظام العام والمناهج العامة تسير وفق مرادهم أو تغير ما هو للأغلبية لكي تتم مراعاتهم مراعاة متجاوزة للحدود التي تتعلق بمتطلبات ذلك سواء كانت متطلبات دينية أو اجتماعية أو سياسية، فهذا غير مقبول.

عدم التصلب والوقوف عند التاريخ

وأكد بادحدح رؤيته بالقول: ننظر للأمر على هذا النحو.. قضية مهمة، وفيها أسباب كثيرة تاريخية وعقدية، ولكننا اليوم أيضا في ظروف تمر بها الأمة الإسلامية تقتضي عدم التصلب وعدم الوقوف عند التاريخ، بل حتى عند موقع واحد في العراق أو غيره. ربما نحاول أن نغير ونضغط ونخفف، ولكن نتجاوز كما قلت إلى أن نصل إلى عدم الاحتراب وعدم التضاد وعدم تدمير قدرات الأمة في مصالح ذاتية، بعضها سياسي وليس عقديا، إيران فيها اتجاه عقدي لكن قطعا هي تريد أن يكون لها دور في المنطقة على حساب العرب، كأن تكون قوة نووية ثالثة بعد الهند وباكستان، وهناك حسابات أخرى غير الحسابات الدينية البحتة.

وعن الروافض قال الدكتور بادحدح: إنهم من يرفضون مكانة الصحابة وبالذات خلافة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم. هذا باختصار، ويرفضون الإقرار بمرتبة الصحابة وما يلزمها من المحبة وما يلزمها من التأثير والاعتراف بالفضل، فضلا عن صحة الولاية التي عقدت للخلفاء الراشدين.

ويضيف: أنا أرى وقلت هذا في بيان أصدرته، أن حزب الله شيعي المذهب له علاقاته بإيران وارتباطاته بسوريا ولذلك أثره الواضح في توجهاته، لكن ليس هذا هو المقياس الوحيد الذي نقيس به موقفنا منه في هذه الظروف وهذه المواجهة بالذات. كل من ينكي بالعدو الصهيوني فنحن معه حتى لو كان غير مسلم، لكن في هذه الحدود، لا يعني بأي حال أن نؤيد عقائد الشيعة التي يعتنقها حزب الله، ولا يعني أن نؤيد خريطته السياسية ومصالحه ومطامحه في المنطقة، هذا أمر آخر.

أنا أتحدث عن نقطة محددة وأرى أنه لم يكن مناسبا أن تثار كل القضايا ضد الحزب سواء من خلال عقيدته أو مطامحه بالصورة التي كأنما أضعفت أو فرقت وحدة الكلمة في مواجهة إسرائيل. وللأسف هذه الوحدة ليست عقدية بل سياسية، الآن سياسيون من دول كثيرة يعتبرون أن حزب الله أخطأ وأنه يجر المنطقة إلى إيران وأنهم ضده ليس عقديا ولكن سياسيا.

هل يدعو أئمة السنة لحزب الله؟

ويؤكد د. محمد موسى شريف الأستاذ بجامعة الملك عبد العزيز بجدة أنه لا يوجد عالم سعودي أو سلفي واحد قال بتكفير جميع الشيعة. وقال: لا نكفر الشيعة بإطلاق ولا الروافض أيضا يتم تكفيرهم بإطلاق.

ويوضح أن "الروافض هم الإمامية الاثنا عشرية، وهي تنطبق على إيران وعلى حزب الله. لا نكفر بإطلاق، ولكن نقول هناك مقولات كفرية من يقول بها يكفر، أما تكفيرهم بإطلاق فمعاذ الله ونحن لا نفعل هذا".

وقال: أنا إمام مسجد وأدعو للمجاهدين في لبنان وفي فلسطين في كل صلاة جهرية، ففي صلاة المغرب مثلا أدعو لهم بالتوفيق، وأن ينصرهم الله على أعدائهم. لا نملك في هذا الظرف الحرج إلا أن نقول هذا، ويبقى أن بيننا وبين حزب الله خلافا عقديا واضحا، ولكن يجب أن ننسق وإياهم في مواجهة هؤلاء اليهود، وهذا لا بد منه. ففي هذه الساعة والنقطة بالذات يجب أن ننسق معهم وأن نساعدهم وأن ندعو لهم ضد اليهود، ومن يستطيع دعمهم ماديا وتسليحيا في مواجهتهم ضد اليهود فجزاه الله خيرا.

إسلام اون لاين









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "دين"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024