استراتيجية وطنية لمواجهة "الإيدز" في اليمن أعتبر محمد شاهر وكيل وزارة الإعلام اهتمام وسائل الإعلام اليمنية بمسألة التوعية السكانية بأنه جهد استثماري للمستقبل يخدم التنمية الشاملة في البلاد. وقال شاهر في الندوة التي أقيمت اليوم بالمركز الإعلامي بصنعاء لإعلان تقرير حالة سكان العام 2003م: نظراً لما تشهده اليمن من تنامٍ سكاني كبير يحتم علينا رفع معدل التوعية بأضرار هذا النمو المتسارع في مختلف وسائلنا الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة وتكثيف الجهود في هذا الجانب وتوعية الناس بتأثير الزيادة على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. من جهتها استعرضت "بتينا ماس" ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان تقرير حالة سكان العالم 2003 الذي يبين أن إجمالي سكان العالم تقل أعمارهم من 25 سنة و20% منهم مراهقين أعمارهم (10-19) سنة يعيش 87 من هؤلاء في البلدان النامية وتشير الإحصائيات إلى أن عدد المراهقين والمراهقات في اليمن بلغ 6 مليون. وحذر التقرير من انتشار العنف الجنسي والاتجار بالمرأة والذي أصبح شائعاً عند الفتيات والمراهقات في العالم حيث يشكل هذا الانتهاك سبباً في إلحاق الضرر بصحتهن الإنجابية والجنسية. على سياق أخر نبه الدكتور محمد تقي مدير برنامج الوقاية من الإيدز إلى أن هناك أسباب عديدة لانتشار الإيدز في اليمن منها الجهل بهذا المرض وكثرة المغتربين في الخارج بالإضافة إلى حركة التنقلات الداخلية من الريف إلى المدن، وتواجد 120 ألف لاجئ من الأفارقة في اليمن. وقال تقي : إن حالات الإيدز في اليمن بلغت طبق آخر دراسة أجريت (95) حالة عام 2003م كانت عام 2002 (1132) حالة وأن هذه الأرقام تخفي ورائها حالات عديدة تهدد بكارثة في أوساط الشباب والفتيات الآتي يضطرهن الفقر إلى ممارسة هذا السلوك وعدم الانتباه لمخاطرهذا المرض.. مشيراً إلى أن منظمة الصحة العالمية رصدت عام 95م مائة حالة وراء كل حالة ظاهرة مائة حالة بينما في عام 2000م رصدت عشر حالات وراء كل حالة ظاهرة للإصابة بالإيدز في اليمن. واعتبر مدير برنامج الوقاية من الإيدز في وزارة الصحة أن هناك دراسة أجريت في عدد من المحافظات للبحث عن الحالات المصابة بالإيدز ومن خلال الدراسة تبين أن الاتصال الجنسي هو الوسيلة الغالبة على إصابتهم بالإيدز وبنسبة 90% كما أن الدم الملوث في بنوك الدم في المستشفيات إحدى طرق الانتقال لهذا المرض وذلك لعدم خضوعها للفحص الطبي بالإضافة إلى تلوث بعض الأدوات الطبية في بعض المستشفيات العاملة والتي يتوافد إليها المرضى بكثرة. ودعا الدكتور أحمد الحملي خبير الإعلام السكاني وسائل الإعلام اليمنية الرسمية والحزبية والأهلية إلى مساعدة برامج التوعية التي ستنفذها الحكومة للوقاية من مرض الإيدز. وقال "إن هناك استراتيجية وطنية تم إعدادها لمواجهة هذا المرض. مشيراً إلى أن هناك مخاطر تترتب على هذا المرض حيث يجهله الكثير ويشكل مصيدة يقع فيها الشباب المتهور والفتيات المنحرفات، وعرضه لإصابة الكثير كون طرق الانتقال عديدة ومغرية؛ مشدداً على ضرورة التوعية لتصل إلى الريف الذي يشكل 75% من السكان في اليمن. ونوه الدكتور أحمد محمد الحداد رئيس قسم طب المجتمع جامعة صنعاء إلى أن طرق الوقاية من الإيدز تتمثل في التمسك بالقيم الدينية وتزويج الشباب داعياً على ضرورة التسجيل الإلزامي لمرض الإيدز في اليمن لوضعهم تحت الرقابة الطبية وتوفير مراكز علاجية للمصابين بهذا المرض ووضعهم تحت الرقابة والمتابعة ليسهل رصد الحالات وإخضاعها للعلاج. |