خلجات حزبية من تقوى الدائرة السياسية - فتاوى حزبية: كتبت صحيفة أحد أحزاب المعارضة بأن جمعيتها الخيرية "الميمونة" وزّعت مواداً غذائية لأكثر من مليون ونصف مواطن يمني.. إلاّ أن هذه المواد –كما يبدو للعيان- لم تشمل ذوي البشرة السوداء، وكانت مخصصة للبيض فقط. فالغالبية العظمى من المتسولين هم من تلك الشريحة لكن قوائم المليون والنصف الذين فازت الجمعية "الميمونة" بثواب صيامهم لم تشملهم. حاولنا معرفة السبب لكن لم يكن عند أي ممن سألناهم علم بصدور فتوى جديدة تحرِّم الصدقات على ذوي البشرة السوداء. إلا أن هناك من أخبرنا بأن هناك فتوى حزبية تؤكد أن أكثر أفراد هذه الشريحة لا يكترثون باقتناء البطاقة الانتخابية. في إحدى مديريات محافظة الضالع رفض ممثل أحد أحزاب المعارضة حضور أمسية رمضانية مكرسة لمنع إطلاق النار في الأعياد بدعوى أن إطلاق الرصاص سُنَّة مؤكدة وينبغي على الجميع تعليم أبنائه الرماية حتى وإن ذهب ضحيتها أبرياء.. ويعتقد البعض أنها فتوى معاصرة من أجل عمل سياسي (نظيف) وإسلام (حقيقي) قائم على قوله تعالى: (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها). - صدقات السر: جمعية (الحزب) الخيرية عندها تقليد سنوي في بعض المناطق هو أن تقوم بعد صلاة العيد بتوزيع أكياس صغيرة تحتوي على (3 حبات مليم، واحد أبو عودي، حبة شوكولاته ليندا، مع ورقة على طول الكيس تحمل اسم الجمعية وشعار الحزب)، وستقوم عشرات كاميرات الفيديو بتصوير الأطفال وهم يتناولون الأكياس من ممثل الجمعية، حيث أن هذه الأفلام سيتفرجها القاصي والداني ، وستذهب نسخ منها إلى بعض الدول الإسلامية استدراراً لعطف وصدقات أهل الخير على الشعب اليمني الذي يحيا بفضل صدقات جمعية (الحزب) الخيرية.. ويجدر بالذكر أن ليس من حق أي طفل إعادة كيسه إذا وجد نقصاً في الحسبة ولكنه سيكون مأثوماً إذا نقصت عليه الورقة التي بداخل الكيس دون أن يخبر إدارة الجمعية. صديق حاول إغرائي بدفع الزكاة والفطرة لجمعية (الحزب) الخيرية بإبداء استعداده لأن يُريني قوائم بأسماء الأسر التي سيتم توزيع كسوة العيد على أفرادها، وتوثيقاً لمصداقية كلامه عرض علي أن أرافقهم ليلة العيد إلى البيوت التي سيوزعون عليها كسوة العيد.. لكن آخر منشق عن الحزب حديثاً أخبرني بأن الجمعية المذكورة تعاقدت مع معمل خياطة لتجهيز 3000 قطعة ملابس بسعر (750) ريال للواحدة (كونه من الحزب أيضاً) لكن السعر الذي كتبته الجمعية في كشوفات التوزيع كان (1800) للقطعة الواحدة .. لم أستغرب هذا لكن الذي أدهشني كيف يتسنى للمرء الخروج للناس وقد علم كل جيرانه الميسورين والأغراب أن كل من هب ودب علم بأن ثوب زوجته أو بناته من صدقات جمعية (الحزب ) الخيرية- هذا إذا لم يرون ذلك بأفلام الفيديو.. فيا لهول أن تصبح صدقات الإسلام دعاية حزبية، يُطالب المرء بردها إلى صناديق الاقتراع، وإلا فإن (العيد عيد العافية). - لو فيه شمس… من كثر ما سمعنا من هتافات المتخندقين بمحاريب الدين تخيّلنا أننا لن نجد في رمضان متسعا لحضور الكثير من أنشطتهم التي توقعناها، لكننا تفاجأنا إذ لم نجد أحداً منهم في الوسط الشعبي، ثم تأكدنا أن الأخوة بالله آثروا التعفف والاعتكاف في مقراتهم الحزبية لينهمكوا بتقسيم خلاياهم التنظيمية إلى فصائل تتولى مهمة التحريض على عصيان دفع الزكاة لأجهزة الدولة، وكذلك في الطواف على الأبواب لجمع الفطرة.. فياترى في أي المواسم سيطلق هؤلاء مواهبهم الدينية، وأنشطتهم الإيمانية إن لم يكن في رمضان..! لكن صدق أجدادنا إذ قالوا في المأثور الشعبي : "لوْ فيه شَمْس كانت مِنْ أمس". |