|
أبناء شبوة( ما في أزين من الوحدة .. ولا رعى الله ذولاك الأيام السوداء) قبل سبعة عشر عاماً من اليوم كانت الوحدة حُلماً يراود كل يمني في الداخل والخارج، وظل هذا الحلم يداعب الوجدان المغرورق بالأمل إلى أن ولد فجر الثاني والعشرين من مايو 1990 زغردت الأفواه الريانة بالسعادة، وتعانقت القلوب الملتاعة التي مزقها التشطير . ومنذ ذلك اليوم المشهود بدأت اليمن السعيدة تخطو خطواتها نحو التقدم وسمت النهضة العملاقة في شتى المجالات. وهنا في محافظة شبوة - التي كانت إبان العهد الشمولي تعيش في ظلام دامس بددته الوحدة المباركة وكبرت الفرحة بتعدد المنجزات.. * سالم صالح علي لزنم – من منطقة خورة- قال: الوحدة اليمنية منجزٌ عظيم انتظرناه بفارغ الصبر، وإني لأتذكر ذلك اليوم الذي تعانقنا فيه مع إخواننا في الشمال؛ حيث تقافزت دموع الفرح، ومازلت أتذوق طعم ذلك اليوم في كل لحظة من حياتي. وإذا سلطنا الضوء على التعليم، فلم يكن في ذلك الوقت سوى مدرسة واحدة للبنين والبنات، وتضم مديرية عتق كلها، لكن الآن هناك أكثر من عشر مدارس للبنين، وخمس مدارس للبنات.. • صالح عوض علي - الذي طغت عليه ملامح الشيخوخة- يعبر عن هذه المناسبة بلهجته البدوية: (الوحدة يا ولدي زينة، ولا في أزين منها، ونحن نوجه الشكر للرئيس علي عبدالله صالح، ونقول له الله يحفظك لأنك حققت لنا كل شيء، ويكفينا الحرية والانتخابات، ذي نعبر من خلالها عن آرائنا).. وأضاف ( لا رعى الله ذولاك الأيام السوداء اللي أحرقتنا بنارها.. كانت أيام لا أمان ، ولا رحمة، ولا تآخي، وكل واحد نفسي - لا يهمه أخوه ولا ابنه ولا عمه، ولا خاله، وكانت المصالح الشخصية تغلب على المصالح العامة، إلى درجة أن أحدنا لم يكن يصدق أنه سيعيش إلى الغد، ولولا الوحدة المباركة لهلكنا.. ثم اختتم حديثه بالقول: الله يحفظ شعبنا ورئيسنا، ويهلك كل من يحاول أن يؤثر أو يزعزع أمن اليمن واستقراره.. أثناء تجوالي في مدينة عتق، وبالتحديد في سوقها لفت انتباهي مجموعة من الرجال يتضاحكون في "حيور"، فانضمت إلى حلقتهم، فسألت أحدهم وهو علي أحمد الجنيدي - من مديرية نصاب عن شعوره بعيد الوحدة المباركة- فأجابني مندفعاً بلا تروًّ: (يكفينا من الوحدة أننا صرنا نجتمع بأصدقائنا متى ما نشاء، وأينما نريد، ولا تستغرب من قولي هذا، إذْ أنه إبان العهد الشمولي، لم نكن نستطيع أن نجتمع لحظة واحدة، وكان الإنسان بمجرد أن يُشك فيه ينتهي من الوجود، ولا يبقى له أثر).. وأضاف مستطرداً: (عندما جاءت الوحدة شعرتٌ كأني ولدت من جديد، وشعرت أن كل الأشياء حولي تعيش في نفس شعوري.. كل هذا بفضل الوحدة المباركة. * كلما مررت بمجلس أو مدينة أو قرية بدوية وذكرت كلمة الوحدة أرى الأسارير تتفتح كالأزهار والأفواه تتناثر أحرفها الذهبية بسجية وجزالة، وفي إحدى الخيام التي مررت بها والريح يداعب الرمال المشتعل استضافني بضعة بدو رحل، وسار حديثنا عن الوحدة كماءٍ سلسبيل ، إلى درجة أن قام أحدهم ونفخ نايه، وحوله أفواه تردد كلمات شعرية تمجد الوحدة اليمنية، ورغم أني لم أفهم الكلمات إلا أن معانيها أزهرت لها نفسي.. |