السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:03 م - آخر تحديث: 01:43 م (43: 10) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المستقبل للوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
البروفسور وهيب عبدالرحيم باهديله في رحاب العُلماء الخالدين
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
14 أكتوبر.. الثورة التي صنعت المستحيل
قاسم‮ محمد ‬لبوزة‮*
زخم الثورة وحاجته لسلوكٍ ثوري
إياد فاضل*
خواطر في ذكرى تأسيس الموتمر الشعبي العام
د. أبو بكر عبدالله القربي
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ليبارك الله المؤتمر
راسل القرشي
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
رؤية وطنية تلبّي احتياجات الشعب
أحلام البريهي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
دين
المؤتمر نت -
الشيخ ناصر بن سليمان العمر -
القرآن الكريم بين ضبط السلوك والتلاوة
إنّ الأمة تمر بمرحلة من أعصب مراحلها، كيد من أعدائها، وتكالب عليها، وجهل من أبنائها، وتفريط في أسباب مجدها وعزها، والذي يعجب له أن هناك شبه إجماع على أسباب هذا الواقع المرير، وكيفية الخروج منه، فكثير من المسلمين إذ سئل عن سبب واقع الأمة المرير أجاب قائلاً: ذلك لبعدنا عن كتاب ربنا، وإذا سئل فما هو الحل، وكيف نغير هذا الواقع إلى ما نرجوه لأمتنا من الريادة والمجد أجاب قائلاً: يكون ذلك بالرجوع إلى كتاب ربنا، فإذا الداء معروف والدواء معروف فأين تكمن المشكلة؟


المشكلة تكمن في أنا أخذنا قارورة الدواء وصرنا نقرأ فيها، ونتأمل الإرشادات المصاحبة لها، ونستمع إلى الطبيب وهو يحدثنا عن كم مرة يستعمل هذا الدواء في اليوم، وكيف يكون ذلك الاستعمال، ثم اكتفينا بذلك ولم نستعمله، فهل بهذا يستفاد من الدواء، وهل بذا يكون الداء سبباً في الشفاء، إننا جميعاً نؤمن أن القرآن هو الدواء، ولكن اكتفينا بقراءته عن العمل به، فالقرآن جاء ليضبط السلوك ويقوم المنهج، جاء ليصحح تصرفاتنا ويصحح عقائدنا ومعتقداتنا، فأخذنا ألواحه وعكفنا عليها قارئين وتالين دون أن نصحح به معتقدنا أو نقوم به سلوكنا.


إن هذا الداء هو الذي أهلك من كان قبلنا، قال الله تعالى: "مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" (الجمعة:5)، قال ابن عباس: "فجعل الله مثل الذي يقرأ الكتاب ولا يتبع ما فيه كمثل الحمار يحمل كتاب الله الثقيل لا يدري ما فيه"(1)، وقال الله تعالى: "وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ" (البقرة:78)، قال القرطبي في تفسير كلمة أماني التي وردت في هذه الآية: "والأماني جمع أمنية وهي التلاوة"(2) فلقد كان حظ كثير من أهل الكتاب مما أنزل الله عليهم تلاوته فقط، وقد مدح الله منهم فريقاً كانوا يتلونه حق تلاوته، أي يعملون بمقتضى ما يقرءون، قال عمر بن الخطاب في معنى هذه الآية: "يعملون بمحكمه ويؤمنون بمتشابهه ويكلون ما أشكل عليهم إلى عالمه"(3).


إن أمر تلاوة القرآن من الأمور المهمة والعظيمة التي يثاب العبد عليها، وليس المقصد أن تقلل الأمة من قراءة القرآن أو تهجر تلاوته، وإنما المقصد أن تتجاوز مرحلة التلاوة وضبطها إلى مرحلة التطبيق والعمل، فإننا نجد النبي صلى الله عليه وسلم قد خفف في أمر ضبط التلاوة فقال: "مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة، ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران"(4)، وبالمقابل فقد جاءت الأدلة متنوعة في الأمر باتباع القرآن والعمل به في الكتاب والسنة، وذم من ترك العمل به ولو قرأه فقد صح عند الشيخين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للذي قال له : "يا محمد! اعدل فإنك لم تعدل" فقال صلى الله علهي وسلم: "ويحك! فمن يعدل إذا لم أعدل؟!" ثم قال:

"إنه يخرج من ضئضئ هذا قوم يتلون كتاب الله رطباً لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية -وأظنه قال- لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود".

وفي صحيح مسلم من حديث جابر في الحج قوله عليه الصلاة والسلام: "وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به : كتاب الله".

إنَّ معاناة الأمة ليس بسبب نقص التالين للقرآن، وإنما بسبب نقص العاملين بالقرآن مع التأكيد على أهمية التلاوة وفضلها، ولن تقوم للأمة قائمة ما لم تتجنب داء الأمم من قبلها ممن جعلوا التلاوة فقط هي الغاية، والله المستعان. وكالات








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "دين"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024