المرحوم عامر رجل زمانه في حفظ القرآن لم يكن احد يعلم ان الطفل الذي فقد حاسة النظر في الشهر السادس بعد ولادته سيصبح احد أعلام القراءات القرآنية المميزة على مستوى العالم الاسلامي . الشيخ المرحوم محمد حسين عامر الظاهري الذي ولد في منطقة السواد بمديرية الحداء محافظة ذمار عام 1938 م، أدخله والده برفقه أخيه الأكبر أحمد ( وكان اعمى ايضا ) الى صنعاء لدراسة القرآن الكريم وهو لايتجاوز التاسعة من عمره وبعد عام وأربعة أشهر حفظ المصحف كاملا . ويعد الشيخ عامر من أبرز المؤسسين لجمعية المنشدين اليمنيين وعرف منشدا دينيا في الاذاعة والتلفزيون بتقديمه التواشيح الدينية , ورحل الشيخ الجليل الى ربه جل وعلا في الـ 15 من رمضان عام 1419هـ إثر مرض بلهارسيا الكبد الذي ظل يعاني منه حتى وفاته مخلفا إرثا وأثرا مميزا في الدين والثقافة سيظل ينهل منه حفظة القرآن الكريم الى ان يشاء الله . وفي الذكرى التاسعة لرحيله يقول الشيخ يحيى أحمد الحليلي وهو أحد طلابه الذين درسوا على يديه ( إن رحيل الشيخ محمد حسين عامر خسارة كبرى على اليمن وعلى الدول العربية والإسلامية ) .. مشيرا الى انه كان رجل من الحفاظ الكبار ومن مشائخ الدين في القراءآت السبع . ويضيف الحليلي (الشيخ عامر حفظ القرآن كاملا وأجاد تجويده وترتيله رغم اصابته بالعمى في وقت مبكر، لان العمى ليس عمى العينين ولكن العمى عمى القلب قال تعالى ( فإنها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور). وأشار الحليلي الى أن الشيخ عامر كان مثالا يحتذى به في كل أعماله الدينية وكون اعظم ما خلده كتاب الله سبحانه وتعالى فهو الرجل العظيم في خلقه وسلوك والذكي في ثقافته عندما كان ينشد ويسمعنا من أصواته الشجية فهو افضل منشد في اليمن . من جانبه يصف الوكيل المساعد لوزارة الاوقاف والارشاد صالح المسيبلي ان الشيخ محمد حسين عامر بالرجل العظيم، وأنه كان يتلي القرآن بالجامع الكبير ويعلم الشباب والناس القرآن وتلاوته وتجويده .. مشيرا الى ان الشيخ عامر رجل لن ينساه التاريخ ولن ينساه ابناء اليمن وما قدمه من اصوات ندية ومميزة في تلاوة القرآن . ويؤكد المسيبلي ان الشيخ عامر خلف رجال عظماء في تلاوة القرآن وتجويده وترتيله منهم الشيخ يحيى الحليلي اطال الله عمره وجعله ذخرا لليمن وللامة . يقول المسيبلي ( الشيخ محمد حسين عامر لن ننساه ولن ينساه اليمنيون ولن ينساه القراء والطلبة الذين دروسوا على يديه فهو لا شك ولا ريب، رحمه الله وادخله جنات تجري من تحتها الانهار، لانه كان يتلو القرآن اناء الليل واطراف النهار). سبأ |