الإيثار وحب الغير صفة متوارثة عن الأم قال علماء في جامعة ألينوي الاميركية، انهم وظفوا اسلوبا مبتكرا للتعرف على الأسس التي تحدد سلوك الإيثار لدى الانواع الحية، وحبها للغير، واضافوا انهم درسوا الجينات ودورها في تحديد هذا السلوك لدى نوع من الدبابير التي لم تكن جيناتها مدروسة بما فيه الكفاية، وهي من فصيلة «بوليستيس ميتريكاس» Polistes metricus. ويتخلى عمال الدبابير، مثلهم مثل عمال النحل المنتجين للعسل، عن وظائف التناسل لديهم مقابل العناية الكاملة بيرقات اخوانهم. وهذه العادة تتحدى كل القوانين الموضوعة حول تطور الانواع الحية على الارض التي تقول بضرورة تناسل كل نوع حي حفاظا على بقائه، الا ان هذا السلوك يزدهر في المجتمعات الحيوانية الاجتماعية التي يضحي فيها العمال بوظائفهم التناسلية لمصلحة المجموع. واستنادا الى ملاحظات علمية سابقة حول تشابه سلوك الأمهات مع سلوك عمال الدبابير، حاول العلماء لأول مرة استكشاف العلاقة الجينية التي تربط بين السلوكين. وقالت أيمي توث التي اشرفت على الدراسة ان الاسلوب الجديد اتاح دراسة عدد من الجينات ودورها في المخ، بدلا من دراسة مجموع الجينات الخاصة بهذه الفصيلة من الحشرات. واكتشف الباحثون ان الجينات التي تحدد هذا النوع من السلوك، والتي تعبر عن نفسها بدور واضح في المخ، هي نفسها الجينات لدى العمال، وكذلك لدى الامهات اللواتي ينشئن لوحدهن في العادة مستعمرات من الدبابير ثم يتفرغن لواجبات الامومة. وما ان تربي الأم الجيل الاول من العمال حتى تتفرغ لمهامها كملكة للتناسل، وهنا يتبدل دور الجين الخاص بسلوكها، ويظهر هذا جليا في المخ. وقالت توث ان الدراسة توصلت الى ان «سلوك الدبابير كان شبيها بالسلوك الذي قامت به احدى امهاتهن البعيدات». *«الشرق الأوسط» |