|
كلمة الرئيس في الاحتفال بـ14 اكتوبر شهد الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليوم ومعه عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية الاحتفال الكبير الذي أقيم بقاعة فلسطين بمدينة عدن احتفاء بالعيد الرابع والأربعين لانطلاق ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة وذلك في إطار احتفالات شعبنا اليمني بأعياد الثورة اليمنية الخالدة (26 سبتمبر و14 أكتوبر و30 نوفمبر) . وحضر الاحتفال الدكتور علي محمد مجور رئيس الوزراء وعبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى وسالم صالح محمد وعبدالقادر باجمال مستشارا رئيس الجمهورية وعدد من الأخوة الوزراء وأعضاء مجلسي النواب والشورى وأصحاب الفضيلة العلماء ومناضلو الثورة اليمنية (26 سبتمبر و14اكتوبر) وأبناء الشهداء وقيادات الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني وممثلوا وسائل الإعلام المحلية ومراسلو وسائل الإعلام العربية والدولية والمشائخ والشخصايات الإجتماعية والفعاليات السياسية والثقافية والاجتماعية من مختلف انحاء الوطن . وقد القى فخامة رئيس الجمهورية كلمة في الاحتفال, عبر في مستهلها عن أحر التهاني لجماهير شعبنا اليمني بالعيد الرابع والأربعين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة . وقال :" الحضور جميعا عيد مبارك وكل عام وأنتم بخير, نحتفل اليوم في العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن بمناسبة عزيزة على قلوبنا جميعا في إطار احتفالات شعبنا بأعياد الثورة اليمنية المباركة, وبالتزامن مع ابتهاجنا بعيد الفطر المبارك". وأضاف :" تهانينا لكل أبناء الوطن بهذه المناسبة الوطنية العظيمة, العيد الرابع والأربعين لثورة الـ 14 من أكتوبر التي تفجرت من جبال ردفان الشماء لمقارعة وطرد المستعمر من أرض الوطن الطاهرة، لتتوج في الثلاثين من نوفمبر برحيله من عدن الباسلة و من كل أرجاء الوطن". وتابع قائلا :" الخلود للشهداء الأوفياء وتحية لمناضلي الثورة اليمنية الأشاوس ومنهم مناضلي ثورة الـ 14 من أكتوبر الذين كان لهم شرف مقارعة المستعمر, والعديد منهم حاضرون معنا اليوم في هذا الاحتفال ويمثلون رموزاً وطنية كبيرة وهامات وطنية شامخة". وأستطرد قائلا :" لاشك إن هناك خصوصيات لثورتي 26سبتمبرو14 أكتوبر وأن هناك رموزاً لثورة سبتمبر ورموز لثورة أكتوبر على الرغم من أنها ثورة واحدة ضد الإمامة والاستعمار". وقال:" عدن هذه العاصمة الاقتصادية والتجارية البطلة, كانت العمق الاستراتيجي للحركة الوطنية وانطلق منها العديد من الثوار والمناضلين لتفجير ثورة الـ 26 من سبتمبر الخالدة وكذلك كانت صنعاء وتعز وقعطبة والبيضاء عمقا استراتيجيا لثورة 14 أكتوبر، الأمر الذي جسد واحدية الثورة اليمنية ويؤكد أن ثورتي 26سبتمبر و14 أكتوبر كانتا ثورة واحدة عظيمة ومتلازمة ولا يستطيع أي شخص ان يفرق بينهما". وأردف قائلا :" الثورة اليمنية العظيمة (26 سبتمبر و14 أكتوبر) ثورة كل الشعب, ثورة كل الأحرار, ثورة كل الوطنيين, ثورة كل الشهداء, وتوج هذا العمل النضالي الكبير بيوم الثاني والعشرين من مايو 1990م عندما أرتفع علم الجمهورية اليمنية خفاقا في قصر 22 مايو بالتواهي في عدن, لتنتهي بذلك حقبتان من التشطير, ويتم إنزال علم ما كان يسمى بالجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية ويرتفع علم الجمهورية اليمنية". ومضى قائلا :" نحن أوفينا بالتزاماتنا الوطنية وبنضال شعبنا وأهداف ثورته المباركة وشهدائها الأبرار, عندما ارتفع هذا العلم خفاقا وانتهى النظامان الشطريان, وذابا في كيان واحد تم تعميده من قبل الشعب من خلال الاستفتاء عليه من قبل كل أبناء الوطن, حيث تم الاستفتاء على الجمهورية اليمنية وعلى وثيقة وطنية مرجعية لكل اليمنيين ألا وهي دستور الجمهورية اليمنية .. معتبرا الاستفتاء على دستور الجمهورية اليمنية بالحقبة الأولى التي أجمع فيها الشعب على خيار الوحدة ما جسد الإرادة الوطنية الوحدة باعتبار أن الوحدة اليمنية كانت عبر مراحل النضال الوطني مطلباً شعبياً وجماهيرياً وجاء تحقيقها تجسيدا لتلك الإرادة دون إجبار أو إكراه" . وتابع قائلا:" المحطة الثانية كانت عندما أجرينا انتخابات تشريعية نيابية في عام 1993م وتعد بمثابة محطة أخرى للاستفتاء, و خلالها أنتخب الشعب ممثليه في السلطة التشريعية, أما المحطة الثالثة فهي انتخابات 1997م والتي كانت انتخابات حرة ديمقراطية وانتخب الشعب فيها سلطة تشريعية ". وأضاف :" إذاً لا مجال ولا مكان لمن يشكك اليوم في وحدتنا اليمنية إلا إذا كان مريضاً أو معتوهاً؛ فالوحدة أجمع عليها الشعب اليمني بأكمله من خلال ما أظهره الاستفتاء, ومشاركته الفاعلة في الاستحقاقات الديمقراطية والتي كان آخرها الانتخابات المحلية والرئاسية التي جرت في العام الماضي, والتي تمثل في مجملها محطات أخرى للاستفتاء على دولة الوحدة". وتساءل قائلا :" تم الاستفتاء وتمت الانتخابات, إذاً من يمثل شعبنا الآن ؟ .. السلطة التشريعية المنتخبة في انتخابات حرة ونزيهة أم جهات أخرى .. بغض النظر عن أي حزب سياسي فالتعددية الحزبية والسياسية كفلها الدستور وكفلها القانون, نرحب بها ولكن الذي يمثل هذه الأمة في شمال الوطن وجنوبه هو مجلس النواب السلطة التشريعية وكذلك من يمثل اليمن هي السلطة المحلية المنتخبة بحرية, فهؤلاء يمثلون الأمة وكذلك رئيس الدولة الذي انتخب من قبل الشعب مباشرة قبل عام في 20 سبتمبر من قبل كل اليمنيين". وقال :" هذه شرعية الجمهورية اليمنية.. إذاً أي شرعية أخرى يبحثون عنها ؟؟ هل من شرعية أخرى؟ .. بالتأكيد..لا.. وإنما هناك من يلعب بالنار , فهذه شرعية موثقة دوليا وسياسيا واجتماعيا". وأضاف :" ندرك أن هناك متضررون واحد كان في السلطة أو في وحدة إدارية معينة أو في سفارة أو في وزارة وقضت المصلحة العامة إننا نغيره ونبدله, وقد يكون فاسد وقد يكون من الذين يسطون على الأرض وقد يكون من المتورطين في عدة قضايا أو محطات تلاعب, واقتضت الأمور أن يغير,وإذا به يدعي اليوم انه مناضل وكبير ويريد أن يحدد مصير الجنوب". وتساءل قائلا :" من فوضك للمزايدة باسم أبناء شعبنا اليمني في الجنوب؟ .. الجنوب جزء من الوطن الكبير من اليمن, نحن وطن واحد شمالا وجنوبا غربا وشرقا, أمة واحدة. وقال :" لاشك هناك منغصات, هناك مشاكل, هناك مطالب والشعب اليمني بأكمله لديه مطالب,من صعدة إلى المهرة, جميعنا لدينا مطالب, إذاً هل ستلبى تلك المطالب بالاعتصامات؟ هل بالفوضى؟ هل بالمسيرات ؟هل بسفك دماء الأبرياء ؟ . وأعرب فخامة رئيس الجمهورية عن الأسف لما حدث من إرهاب في الضالع وإزهاق لأرواح في الحبيلين وعدن . وقال " نحن نأسف لهذه الحوادث ، ولكن من يتحمل مسئوليتها, بالتأكيد هم اولئك المحرضون، فدستور الجمهورية اليمنية كفل لكل مواطن الحق في التعبير عن رأيه بشتى الوسائل السلمية وليس بالقوة". وأضاف: " لكن كل من يريد القيام بمسيرة عليه أن يطلب ترخيصا وفقا للقانون, وأن يحدد الشعارات المعبرة عن مطالبة بحيث لا تتنافى مع الوحدة الوطنية، ونحن على استعداد للاستماع إليه، وبدون أن يلجأ إلى العنف والشغب والقوة ويذهب إلى اعتصامات او مسيرات دون وجه حق ودون أن يلتزم بالوثيقة الوطنية - الدستور- ". وأردف قائلا :" لا يزعجنا على الإطلاق أن يطلب أي كان ترخيصا، ويعبر عن وجهة نظره، سواءً كانت تعبر عن قرية أو محافظة أو منظمة مجتمع مدني أو حزب سياسي، وإنما يجب عليه تجنب الدعوة للفوضى والسطو على ممتلكات المواطنين فهذا ـمر مرفوض ، فنحن ما نزال نعالج جروح التأميمات والتصفيات الجسيمة التي حدثت بعد ثورة 14 أكتوبر ومخلفات ما حدث في حرب صيف 1994م". وقال " لا أحد ينكر أن هناك مشاكل حصلت بعد فتنة صيف 1994م ، وقد أكدنا أننا نعمل على معالجتها وإزالة آثارها ، ولسنا مصرين على بقاء مخلفات حرب 1994م ، بل نحن على استعداد لمعالجتها كدولة وكأمة" . وأضاف " علينا أن نقول الحمدلله والشكرلله على أن حرب صيف 94م انتهت دون أن تكون هناك ملاحقات أو تصفيات بالبطاقة". وقال " لقد كنت في غرفة العمليات أدير العمليات في حرب صيف 94م ، ودخلت قوات الشرعية الدستورية إلى عدن وحضرموت ، وتحدثت مع نائب رئيس الجمهورية، الذي كان وزيرا للدفاع حينئذ عبدربه منصور هادي ، وقلت له افتح أبواب عدن لكل الأخوة الذين كانوا في الصف الآخر سوء المتورطين أو المغرر بهم ، وبعضهم كانوا مناضلين وثوار ولكن ظروف التعبئة والتأمر الخارجي لعب دورا، وطلبت منه فتح الأبواب على مصراعيها ، وترك المقاتلين يخرجون بأثاثهم وبسياراتهم وبممتلكاتهم وبكل ما لديهم ،( وهذا ما حدث بالفعل )." وتابع فخامته قائلا : " كثير من الزملاء والإخوة العسكريين والمدنيين كانوا في غاية الراحة ومرتاحين لأنهم كانوا يتوقعون مصير مجهول, كما تعودنا في الماضي ، ولكن هذه المرة لم تحدث تصفيات بحسب البطاقات,وإنما مواجهات رجال مع رجال وانتهت الحرب وانتهت معها هذه المحطة، وقلنا نحن شعب واحد و ما جرى كان نتيجة مؤامرة ، مشيرا إلى انه كان هناك ما يسمى بتجار الحروب أخذوا فلوس مقابل المضي في تلك المحطة. وأضاف " الآن نحن أمام محطة جديدة وقد تضمن برنامجي الانتخابي جملة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وبدأنا تنفيذها شيئا فشيئا ابتداءً أولاً باستقلالية السلطة القضائية وثانياً إنشاء الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد وكذلك إنشاء اللجنة العليا للمناقصات والمزايدات والتي هي محط لغط لدى كل الناس حول المزايدات, حيث كان جزء من الفساد يأتي من هذا الباب،لأن المناقصات كانت تتم بالتكليف من قبل الحكومة أو الوزير أو المحافظ ، والكل يكلف من يقوم بالتنفيذ، ولكننا قلنا (لا ) لايوجد شيء اسمه تكليف للمقاول وإنما يتم إنزال المناقصة والإعلان عنها، وتشكل لجان فنية تبحث هذا الأمر و لجنة عليا للتأكد من صوابية إجراءاتها، بحيث نحارب الفساد". وقال فخامة الرئيس" إن محاربة الفساد في اليمن البلد الديمقراطي،ربما اخذ ضجيجا إعلامياً أكثر مما ينبغي, لأن الصحافة تكتب والبرلمان يتحدث ومنظمات المجتمع المدني تتحدث حول الفساد وأكيد البعض احترموا أنفسهم ومسؤولياتهم وتجنبوا السطو على المال العام واعتقد ان الفساد في بلد ديمقراطي يكون أقل من أي بلد آخر غير ديمقراطي, لان عيون الناس تراقب كل شيء . وأشار فخامة الرئيس إلى ان هناك من استغل قضية المتقاعدين وقال"ارتفعت أصوات الكثير من الزملاء المتقاعدين, وهناك من استغل الأمر وردد معلومات مغلوطة في هذا الشأن . وقال :" أنا حصلت على إحصائية من وزارة الدفاع عن المتقاعدين تدحض ما يورده بعض الكتاب من معلومات مغلوطة للأسف ويزايدون بأن هناك استهداف للتقاعد لمحافظات بعينها، ولذلك طلبنا إحصائية من وزارة الدفاع وهي موجودة لدي وسيتم نشرها عبر صحيفة الأيام، وسيجد الجميع ان المتقاعدين من 22 محافظة وليس هناك استهداف لمحافظة بعينها كما يروج البعض " . وأضاف " عندما التقيت بالقيادات العسكرية وجهت بإعادة المتقاعدين والمنقطعين وحل مشكلاتهم واعتماد سنوات انقطاعهم في الخدمة من 94 إلى 2007م كونهم أبناؤنا وزملائنا ". وفيما يتعلق بمسألة الأراضي قال فخامة الرئيس " إذا ما كان هناك أخطاء حصلت بمسألة الأراضي ،فقد وجهنا بإحالة الملفات إلى الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد والرقابة والمحاسبة،ونيابة الأموال العامة لمحاسبة من يسطوا على الأرض بحق أو بغير حق، فمن لديه وثائق شرعية جاء بها إلى القضاء ومن اغتصب أرضا على الدولة أو المواطنين يجب أن يحاسب عليها". وتابع قائلا" حتى الأراضي أخذت ضجة معظمها هراء في هراء والمظلومة هي الدولة، كون الأراضي أراضي الدولة ,و الإخوة الذين تضرروا من حرب صيف 94 م قلنا لهم لا ضرر ولا ضرار والقضاء والشرع يأخذ مجراه في ذلك, والأراضي التي أخذوها منهم لمن وقف في صف الشرعية الدستورية, يتم تمليكهم ولزملائهم ويعيدوا لهم عقود التمليك السابقة وما يحكم به الشرع، والمهم ما في حد يكون غير مستفيد لازم الكل يكون مستفيد، مشيراً إلى أن أراضي الملاك المصادرة والمؤممة خلال السبعينات تم معالجتها من خلال تشكيل لجان من أبناء عدن للبت فيها ، وتم توجيه محافظ المحافظة بحل مشاكل الأرض سواء للمالك أو المسكن وفقا لقاعدة لا ضرر ولا ضرار ،و بحيث لا يتم إخراج أسرة إلى الشارع ولا يمكن أن نقول للملاك ليس لكم حق فالدستور كفل الملكية الخاصة ويتم التعويض بالأرض و بالمال . وقال :" معظم المساكن التي يحكون عنها سواء كانت تابعة لصغير أو لكبير ولكن يقول لك أنا أنجبت أبني وأنجبت أبنتي وعشت فيها, هذا الزمن رغم أن ذلك الشخص, أصبح اليوم في خير من الله ولديه بيوت وعمارة في مكان آخر لكن مازال في رأسه التمسك بالبيت الذي في المعلا أو في التواهي أو المنصورة, ويقول البيت تاريخي , رغم أن البعض لديه 20 فلة في صنعاء وعدن وجدة والشارقة وغيرها, ومع هذا قلنا تعالج هذه القضايا أولا بأول". وأختتم الرئيس كلمته بالقول :" نحن على استعداد للنظر في إي قضايا وأية مطالب مقبولة والحوار سيظل مفتوح مع القوى السياسية إزاء مختلف القضايا الوطنية, لكننا في نفس الوقت لن نقبل ونرفض أية أعمال أو محاولات تستهدف الوحدة الوطنية وزعزعة الأمن والاستقرار في الوطن تحت أي مسمى كان . وكان الاحتفال الذي أفتتح بالسلام الجمهوري قد بدأ بآي من الذكر الحكيم ، ثم ألقى أمين عام المجلس المحلي بعدن عبدالكريم شائف كلمة المجالس المحلية عبر فيها عن الاعتزاز باختيار مدينة عدن للاحتفال والالتقاء بالمناضلين والشخصيات الوطنية ، والذي يعد بمثابة تكريم للأبطال المخلصين الذين قدموا التضحيات في أحلك الظروف ومعمعات النضال وأصعب المواقف .. وحيا الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء لكي ينعم الوطن بالاستقرار ويزدهر بالتنمية. وقال " إن مدينة عدن وهي تحتضن هذا الحفل المهيب بالعيد الرابع والأربعين لثورة 14 أكتوبر إنما تجسد عظمة المناسبة ، كما تجسد قيمة اختيار القيادة السياسية لهذا المكان وهذا الحضور للمشاركين من معظم محافظات الجمهورية .. وأضاف " فمدينة عدن هي حاضرة اليمن وارتفع منها علم الوحدة وهي الحريصة دوما على جمع الشمل واحتضان الفعاليات المختلفة وهي الحضن الدافئ لكل اليمنيين " .. مشيراً إلى أن الانجازات التي تحققت في عهد الثورة كبيرة وعظيمة .. وكانت الوحدة أهم ثمار الثورة اليمنية /سبتمبر وأكتوبر/ ولهذا شكلت الأساس التي قامت عليه مداميك الدولة اليمنية الحديثة وشكلت وعاءا كبيرا توحدت بداخله إمكانيات الوطن وأنجز عدد كبير من المشاريع التي وصلت إلى كل محافظة وكل منطقة في يمننا الحبيب. وقال أمين عام المجلس المحلي بمحافظة عدن " إن الانتصارات تحققت تحت قيادة فخامة الرئيس ودعم كل المخلصين وهي من نتائج الثورة ومن قيمة التوحد والوحدة؛ إضافة إلى الإرادة القوية التي جسدها فخامته في قيادة الوطن والسير به إلى الأمام رغم شحة الإمكانيات وقلة الموارد وبرغم المؤامرات أحياناً ، وهذا ما يتطلب منا جميعاً أن نقف في هذه المناسبة وقفة تأمل وتقييم بعيدا عن الجحود والنكران ونسأل أنفسنا .. كيف استطاع الشعب اليمني في حقبة معينة من تاريخه وفي ظل الالتفاف حول قيادته تحقيق أشياء مهمة ومشرفة هي محل تقدير الشعوب العربية والعالم؟ .. كيف نستطيع أن نسير معا نحو أهداف وطموحات أخرى ونتخلص من الشوائب التي رافقت مرحلة ما بعد الثورة وألحقت الضرر بالتنمية التطور والاستثمار حينها بسبب العقليات والثقافات في تلك الظروف والمراحل ؟." وأشار إلى أن مما يؤسف له انه في الوقت الذي تسير الحكومة بالإصلاحات وترجمة البرامج الانتخابية إلى واقع ملموس يحاول البعض إعادة تلك الأساليب القديمة في وقتنا الحاضر بهدف إلحاق الضرر بالتنمية والاستثمار والسكينة من خلال استغلال الحريات العامة وحريات الصحافة عبثا وتوظيفها سلبا لتحقيق مكاسب صغيرة على حساب تطلعات وطموحات الملايين من شعبنا اليمني من أجل حياة حرة وكريمة متطورة. وقال شائف " إننا ندعو في هذه المناسبة العزيزة علينا جميعا إلى احترام تضحيات الشهداء وكفاح الشعب اليمني الأبي وكل الخيرين ، والكف عن خلق المشاكل ، وان ينطلقوا ببرامجهم من خلال العملية السياسية الديمقراطية والحضارية وليس من خلال إثارة الناس واستغلال ظروفهم. كما ألقى علي احمد السلامي كلمة مناضلي الثورة قال فيها " نحتفل اليوم بالعيد الرابع والأربعين لثورة 14 أكتوبر المجيدة كما احتفلنا بالأمس بالعيد الخامس والأربعين لثورة الـ 26 من سبتمبر الخالدة ، وفي الحقيقة فان ثورتي سبتمبر وأكتوبر تشكلان ثورة عملاقة واحدة متلاحمة قامت لتوجد في جنوب الجزيرة العربية كيانا وطنيا واحدا يحمل معاني وقيم العدل والمساواة والحب وحرية الإنسان وكرامته " وأضاف " على هذه القاعدة وعلى هذه المفاهيم وضع مناضلو 14 أكتوبر استراتيجيهم النضالية التي رأت أن النضال ضد الإمامة في الشمال يبدأ أولاً، ليكون لثورة 14 أكتوبر درعها الواقي وسندها الحصين ضد الاستعمار البريطاني . وتابع السلامي " ان النضال الوطني والحركة الوطنية في الجنوب سابقا كانت تعمل على قاعدة الوحدة اليمنية وكانت حركة القوميين العرب توعي وتثقف أعضاءها ومناصريها في كل الجنوب على ضرورة قيام الوحدة اليمنية وبناء دولة اليمن الجديد. وقال " إن الوحدة اليمنية نعمة من نعم الله على هذا الشعب اليمني العظيم وارتباط هذه الوحدة بالديمقراطية أغناها وأثراها وحسنها لان الديمقراطية تحمل قيم إنسانية رفيعة تجسد قيم العدل والمساواة والحب والحرية والكرامة .. وعندما تتحصن هذه الوحدة بهذه القيم الإنسانية الرفيعة فإنما تتحصن ضد كل شوائب الحياة وضد كل المخاطر التي قد تتعرض لها.. مشيرا إلى أهمية معالجة القضايا بحلول جذرية وأنه يجب ان نرفع شعار " وحدة اليمن فوق كل المصالح الذاتية والعشائرية والقبلية والحزبية" .. مؤكدا أن مبادرة فخامة الرئيس حول إصلاح النظام السياسي خطوة لتعزيز وتقوية هذا الكيان الشامل لأنه سيحد كثيرا من الفساد المالي والإداري .. مشيرا إلى أن النظام الرئاسي يعرفه كل السياسيين في العالم .. فهو نظام يستند على نظام الغرفتين البرلمانيتين اللتين لهما صلاحيات واسعة في حكم البلاد .. كما ألقى محمود العبد كلمة الأحزاب والتنظيمات السياسية عبر فيها عن تهانيه لفخامة رئيس الجمهورية وأبناء الشعب اليمني في كل إرجاء الوطن بالعيد الرابع والأربعين لثورة الـ 14 من أكتوبر المجيدة التي انطلقت من جبال ردفان الأبي ضد الاحتلال البريطاني لجنوب الوطن محققة بإرادة الله سبحانه وتعالى وإرادة وصمود كل المناضلين من أبناء الشعب رجالاً وتساءاً الاستقلال الوطني في الثلاثين من نوفمبر 1967م . وقال " مثلما شارك اليمانيون شمالا وجنوبا في الدفاع عن ثورة الـ 26 من سبتمبر وحماية النظام الجمهوري ، فقد شارك كل أبناء اليمن جنوبا وشمالا في ثورة الـ 14 من أكتوبر وقد جسد ذلك واحديه الثورة اليمنية ووحدة شعبنا اليمني الأبي الذي كان على الدوام تواقاً إلى استعادة وحدة الوطن .. وأضاف " وكم كانت الفرحة عظيمة عندما تحققت الوحدة اليمنية ورفعت عاليا راية الجمهورية اليمنية في ذلك اليوم الأغر الثاني والعشرين من مايو 1990م في سماء عدن الباسلة التي ستبقى والى الأبد فخورة كل الفخر بتلك المناسبة الغالية وذلك العيد المجيد وستبقى عدن وكل أهلها الطيبين واقفين باعتزاز وصلابة ضد كل من حاولوا أو يحاولون اليوم تشويه الوحدة أو الإساءة إليها تحت أية ذريعة كانت فالوحدة أسمى واكبر من التحريضات المشبوهة". كما ألقت مريم الشدادي كلمة المرأة اليمنية عبرت فيها عن أسمى التحايا والتهاني بمناسبة العيد الرابع والأربعين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة التي غيرت مجرى التاريخ المعاصر في وطننا نحو أفق المستقبل والتي هزت كيان المستعمر وقاومت الاستبداد وانتصرت للحرية. وأشارت الى ما لعبته المرأة من دور بارز في هذه الثورة ونصرتها حيث سجلت نضالات مشهودة في الكفاح المسلح وساهمت بفعالية إلى جانب أخيها الرجل والمتمثلة في دورها العسكري والسياسي في دعم الثوار وتوزيع المنشورات وتعبئة الجماهير . وأضافت الشدادي : لقد خرجت المرأة في عدن وفي بقية المناطق حاملة السلاح ثائرة لم تترك الرجل لوحده بل كانت الأم التي تحرص على توجيه ابنها نحو النصر والزوجة المساندة لزوجها والأخت المرافقة لأخيها في ميادين القتال والعمل . وقالت "إن احتفالنا بعيد ثورة الرابع عشر من أكتوبر اليوم يكتسب أهمية بالغة فهو يأتي في ظل تحولات جوهرية يشهدها المجتمع للارتقاء نحو الأفضل لتعزيز تلاحمه والوقوف في وجه التحديات التي تعترض مسيرة الثورة والتنمية . وأكدت ان المرأة ستظل مناضلة ومكافحة إلى جانب أخيها الرجل في كل المعارك وعلى جميع الصعد سياسيا وعسكريا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا ومحافظة على كل المكاسب التي حققها شعبنا الأبي خلال مسيرة نضاله وفي ظل راية الثورة والوحدة. وقالت : إن مبادرة الرئيس لإصلاح النظام السياسي وهي تأتي من أعلى سلطة تستحق المناقشة الجادة والمسئولة لإنضاجها وإخراجها إلى حيز الواقع ، وان تستثمر لما من شأنه تحقيق المصلحة العليا للوطن. سبأ |