الإصلاح واستثمار الصورة السوداء هناك مشكلة فكرية لدى الإصلاح ألقت بظلالها على أدائه في المعارضة. فالإصلاحيون لا يستطيعون رؤية شيء جميل، أيا كان حجم ارتفاعه واتساعه لكنهم ينظرون بإمعان شديد إلى الهنات لينقلوها بعد ذلك في حالة من التجسيم والتهويل. ففي عددها الأخير نشرت الصحوة استطلاعاً مفبركاً كتب داخل الغرف المغلقة والمظلمة، بحيث ظهرت السوداوية في تلك المادة مهداة إلى القراء في يوم عيدهم. ولا شك أن الجميع يعرف أن هناك ارتفاعاً في الأسعار، وهذه الضائقة أثرت بلا شك على معظم الناس، غير أنه في هذه الحالات فإن دور وسائل الإعلام والتنوير العمل على إشاعة السعادة في النفوس ويحفز على تجاوز المحنة؛شأن كل الصحافة الشريفة والوطنية في ربوع الأرض. ولكن بدلاً عن تقديم مادة محترمة، اندفعت الصحوة لإحباط الناس ومدهم بجسور من اليأس والحزن وهزأت أيما هزء من وضعهم وظرفهم المعيشي وفي هذا الصعيد اليائس جاء عنوان الصحوة:" العيد فرحة منطفئة في الريف والمدينة". لكن اليقين الذي لا يسوده لغو أن مخرجة بكل هذا اليأس مكانها خارج التاريخ والحياة حيث لا أمل تجمل بها النفوس. إن تجمع الإصلاح وهو يمارس الترويج الإعلامي لأوضاع الفقراء فإنه يهدف بذلك إلى إنجاح حملة تسول باسمهم طال أمدها، فهو أكثر المستفيدين من زيادة مساحة بقعة الفقر ، وتحويلها رافداً مالياً إلى خزينته الحزبية واستثماراته التجارية. هناك في المسجد وفي الشارع وفي القرية وفي الدول المجاورة تتحرك قيادات الإصلاح وفقهاؤه لتنفيذ حملة تسول باسم كسوة اليتيم وأضحية العيد، إفطار الصائم وهلم جرا، فيما صاحب تلك الحملة عرض مذل لكرامة المواطن عبر أشرطة الفيديو والصورة الفوتوغرافية والمنشورات. إن إدمان تهويل الصورة المعيشية تفسر بجلاء الثراء الفاحش الذي وصل إليه هذا الحزب. |