الحج عرفة اليوم التاسع من ذي الحجة لعام 1424هـ يقف في عرفات الله اكثر من مليون حاج جاءوا الى هذا المكان من أنحاء العالم وكان الحجاج قد تدافقوا امس الجمعة على منى وارتفعت اصواتهم بالتلبية لبيك اللهم لبيك .. لبيك لاشريك لك لبيك .. ان الحمد والنعمة لك والملك .. كلمات إيمانية لاتزال تردد على السنة الحجاج منذ أكثر من 14 قرنا وقبل غروب شمس هذا اليوم المبارك يفيضون من عرفات الى البيت ورمي الجمرات وأداء طواف الافاضة وهناك يحلقون رؤوسهم ويذكرون الله عز وجل في أيام معدودات ومن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن أتقى .. وأنا في الرحاب الطاهرة أنقل لكم عبر هذه السطور المشاعر المقدسة ورحلة الحجيج في مرحلتها الأولى من التصعيد بمكة المكرمة الى منى حيث تميزت باليسر والسهولة رغم الكثافة الكبيرة في أعداد السيارات والمشاة وذلك بفضل الله تعالى الذي سهل لهم هذه الرحلة المباركة متجهين الى الله قلبا وقالبا تلهج السنة الجميع على اختلاف لغاتهم بتلبية نداء الحق الخالق جل جلاله وبذكره تعالى استجابة لأمره (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى ضامر يأتين من كل فج عمق ) وفي أيام التشريق يتقرب حجاج بيت الله الى ربهم بالضحايا والهدايا والفدايا ومختلف أنواع التبرعات وأطيب الصدقات واذا أفاضوا مناسكهم ورجعوا الى مكة لطواف الافاضة والسعي بين الصفا والمروة فإنهم يذكرون الله كذكرهم للآباء والامهات والبنين والبنات ( ولكل جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الانعام فالهكم إله واحد فله اسلموا وبشر المخبتين» فهنيئا للحجاج هذه الفريضة هنيئا لهم وهم يرفعون أصواتهم بالتهليل والتكبير والتلبية .. هنيئا لهم وقد لبسوا البياض مابين ضيق وفضفاض وتركوا الاعراض وأقبلوا على عبادة الله في المشاعر المقدسة ومن قائل يقول : ياليتني كنت معكم فأفوز فوزا عظيما .. هنيئا لهم وقد أجتمعوا على أرض عرفات سواسية لا فرق بين غني وفقير ولا رئيس ومرؤوس ولا قوي وضعيف وكأنهم في هذه الحالة واقفون يوم المحشر في عرصات القيامة هنيئا لهم هذه الفريضة ( وحجاً مبروراً وسعياً مشكوراً) .. العيد عيد العافيه..؟ <،، هناك مثل شعبي لايزال يردد على ألسنة العامة (العيد عيد العافية) أو الذي ما معه عيد يقول (العيد عيد العافية) والعيد في نظر الانسان المسلم الحقيقي ليس لمن لبس الجديد أو تلذذ بالطعام والشراب ولكنه لمن عرف حق الله على نفسه وأهله وجيرانه واخوانه من المسلمين.. فإذا حل بالمسلمين هذا اليوم المبارك أي يوم العيد فقد حثهم الاسلام ان يتقوا الله فيه فقد أباح لهم التمتع بالطيبات من الطعام والشراب ويسعون فيه على أنفسهم وأهليهم وجيرانهم وأقاربهم وعلى الأطفال الصغار وان يعتبروا أضاحيهم مطاياهم الى الله العلي العظيم.. وان يتصافح المسلمون ويتعانقوا ويتزاوروا ويتبادلوا طيب الكلام وإفشاء السلام الى غير ذلك من الأعمال الصالحة التي يجب على المسلم ان يقوم بها أيام العيد.. وفي اليمن يفضل الناس مغادرة المدن الكبيرة كصنعاء وتعز والحديدة وعدن وغيرها والذهاب الى الأرياف لقضاء اجازة العيد ويعود السبب في ذلك الى عدة عوامل أهمها الالتقاء بالأهل والأصدقاء والتمتع بأجواء الريف والعادات والتقاليد التي لاتزال القرى اليمنية تحتفظ بها وايضاً الهروب من ضوضاء المدن وخاصة مدينة صنعاء التي أفسدت المدنية المزيفة نقاءها وجمالها وهواءها النقي فالناس يهربون أيام الاجازات من العاصمة ليقضوها في مناطق أخرى تتوافر فيها بعض الوسائل المريحة.. التي لا تتوفر داخل المدن الكبيرة كما ان للريف أيام الأعياد نكهة خاصة حيث يعيش الانسان مع الطبيعة بكل جمالها ونقاوتها.. نقلا عن الثورة |