الثلاثاء, 03-ديسمبر-2024 الساعة: 10:28 م - آخر تحديث: 10:24 م (24: 07) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
في ذكرى الاستقلال
إياد فاضل*
نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
أحلام البريهي*
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي
ذكرى الاستقلال.. وكسر معادلات الطغيان
قاسم‮ محمد ‬لبوزة‮*
الذكرى السنوية للاستقلال الوطني من الاحتلال البريطاني البغيض
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ليبارك الله المؤتمر
راسل القرشي
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
قضايا وآراء
المؤتمر نت -
أمة العليم السوسوة* -
بلداننا العربية والأهداف الإنمائية للألفية: في منتصف الطريق
أبرم قادة الدول في قمة الألفية عام 2000 عهداً طموحا وحرجاً في آن. لقد ذهبوا إلى ما هو أبعد من مجرد إعلان مبهم حول الحاجة الماسة لمحاربة الفقر إذ قاموا بالتوقيع على مجموعة التزامات، يمكن قياسها، تهدف فعلياً لتحسين الحياة المعيشية للناس حول العالم في فترة زمنية محددة.

وأضحت هذه العهود تعرف بالأهداف الإنمائية للألفية، التي لم تكن مجرد تعهدات من قبل المجتمع الدولي ولكن خارطة طريق تضع أهدافاً محددة في مجالات مكافحة الفقر والجوع وتحسين الأوضاع الصحية والتعليم والبيئة وقضايا مساواة المرأة بالرجل.

وبعد مضي ثماني سنوات وفي الخامس والعشرين من شهر سبتمبر/أيلول 2008، يجتمع قادة العالم مرة ثانية للنظر فيما تحقق وما لم يتحقق من الأهداف الإنمائية للألفية وما يمكن للعالم عمله لتحقيقها بحلول عام 2015. إن الوصول لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية ممكن، ولكنه يتطلب عملاُ مركزاً وخلاقاً وحاسماً من المجتمع الدولي. وهذا بالتحديد ما سيطلبه الأمين العام، بان كي مون، من قادة الدول في الاجتماع الدولي رفيع المستوى، لمشاركتهم في خططهم المحددة والخطوات التالية التي يجب اتخاذها لتنفيذ تلك التعهدات.

إنها لحظة حرجة، حيث أن الاقتصاد العالمي المتباطئ وارتفاع أسعار الغذاء والوقود والتغير المناخي كلها تهدد ما تحقق من تقدم لمسناه فعلاً. وهنالك دول تجتاز عقبات كانت تبدو مستحيلة التخطي، والنتائج تشير لإنجازات مبكرة في هذا الصدد. والأهم أن أناساً حقيقيين يتم انتشالهم من الفقر ويعيشون حياة أكثر صحة.

إن منطقة جبل الحص في شمال شرقي سوريا، حيث يعيش 58 بالمائة من الفقراء، تقف على الخط الأمامي لجهود تقليل الفقر. فتناقص معدلات هطول الأمطار كان يعني حصولاً متقطعاً على المياه وفترات جفاف متكررة. وقد جرَّت هذه خراباً على 157 قرية و 250,000 من السكان الذين يعتمدون كلياً على الزراعة وتربية الماشية في معيشتهم. وهذه حالة من بين عشرات الحالات في بلداننا العربية والتي يعاني بعضها أكثر.

لقد أنشأ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي اليوم ، مع شركائه، 32 من المكاتب للتمويل صغير الحجم هنالك تعرف بصناديق تنمية القرى وتهدف لتقديم القروض صغيرة الحجم. قامت مكاتب التمويل خلال السنوات الثماني الماضية بتوزيع 12,000 قرضاً بمبلغ مقداره 2 مليون دولار كان نصيب النساء منها 43 بالمائة. أدى هذا إلى إيجاد أكثر من ألف فرصة عمل وتحسين في دخل المستفيدين بلغ في المتوسط 20 بالمائة، حيث شارك المستفيدون على نحو كامل في إدارة الصناديق، كما شاركت النساء في جميع مراحل عملية صنع القرار. ولمحاربة مستويات الأمية العالية، أنشأت رياض الأطفال التي تقوم بالتدريس فيها نساء من ذات المحليات بعد أن تم تدريبهن.

هذه الطريقة المتكاملة أدت، بكل ما تعنيه الكلمة، إلى تغيير وجه الحياة لذلك المجتمع. فالنساء أصبحن أكثر مشاركة في اتخاذ القرارات اليومية التي تؤثر على حياتهن وحياة أسرهن. كما ارتفع متوسط الدخل الذي أصبح يوزع بصورة أكثر إنصافاً، وبدأ جني الفائدة من مراكز صحية جديدة علاوة على حلقات محو الأمية والتعليم.



وفي السودان، حيث تشير الإحصاءات أن 80 بالمائة من السكان معرضون للإصابة بالملاريا، تم ضمان مبلغ 33 مليون دولار من الصندوق الدولي لمحاربة الأيدز والسل الرئوي والملاريا، لاستهداف 11 من الولايات الشمالية وتوفير الرعاية المجانية من خلال المستشفيات والناموسيات المعالَجَة، إضافة لمشاريع الري والمبيدات الحشرية، مما أدى إلي خفض ملحوظ في معدلات الإصابة بلغ 30 بالمائة مع معدل وفيات أقل، جراء المرض، بلغ 52 بالمائة.

وتشير أحدث الإحصاءات الديموغرافية والمسوح الصحية في مصر إلى ارتفاع معدل ختان الإناث. إلا أنه ومنذ بدء البرنامج الوطني لمكافحة ختان الإناث في 120 قرية مع حملة على المستوى الاجتماعي لرفع الوعي وتدريب مناصرين من القرى للمناداة ضده، انخفض هذا المعدل بشكل ملحوظ. كما استهدفت جهود الأعلام والمجموعات العاملة في مجالي القانون والصحة من أجل إجازة قانون يُجَرِّمُ هذا الفعل، وتعبئة خط المواجهة لدعم الحملة.

يمكننا الآن ملاحظة انخفاض حدوث ختان الإناث بين الفتيات في عمر 11-12 عاماً (51 بالمائة)، وفي عمر 13-14 عاماً (69 بالمائة)، وبين أولئك البالغة أعمارهن 15-17 عاماً انخفض المعدل إلى 77 بالمائة. وفي شهر يونيو من هذا العام أُجيز قانون جديد يُجرِّم ختان الإناث وكانت تلك حلقة أساسية تصل بين أعمال المناصرة في الميدان والآليات الوطنية والقانونية والتنفيذية.

وفي البحرين، اتُخِذت خطوات مهمة إلى الأمام لضمان حصول النساء على المساواة في التعليم. في واقع الأمر، إجمالاً فإن عدد النساء في المدارس في البحرين يفوق عدد الرجال، وفي عام 2005 كان هنالك 1.6 مليون أنثى أكثر من الذكور في الجامعات. كذلك حققت الكويت تقدماً كبيراً جداً فيما يتعلق بالمساواة في التعليم، وإن كانت بعض التحديات لا تزال ماثلة في إزالة الحواجز التقليدية أمام مشاركة المرأة السياسية. وفي شهر مايو/ أيار من عام 2005 وافق مجلس الأمة على إجازة تعديل تاريخي لقانون الانتخابات يسمح للنساء بالتصويت والترشيح.

إن لدى بلداننا العربية الكثير الذي تحتفي به كما إن عليها الكثير الذي يجب أن تعمله. وفي ظل الضغوط الاقتصادية العالمية المتزايدة التي من شأنها أن تُبطئ هذا التقدم، فإنه الآن، أكثر من أي وقت مضى، يجب أن يُحوَّل الحوار العالمي إلى أثمن عُملة عالمية – ألا وهي الفِعْل.

إن الأهداف الإنمائية للألفية يمكن تحقيقها بإيمان وعمل قادة الدول الذين سيجتمعون في نيويورك في نهاية هذا الشهر عبر التزاماتهم واتخاذهم خطوات سريعة لتحسين أوضاع شعوبهم. وهم ليسوا وحدهم في لحظة التحول العالمية هذه حيث يتابعهم العالم ومعهم المئات من رؤساء مؤسسات القطاع الخاص ومحبي عمل البر وقادة منظمات المجتمع المدني انضموا إليهم في توجههم الإنساني النبيل.

وإن علينا كمواطنين: مسئولية تتمثل في مطالبة حكوماتنا بأن تفي بالعهود التي قطعتها على نفسها وتزيد من جهودها خلال السبع سنوات القادمة لنضع حداً للفقر ولمشاكل الصحة والتعليم وتوزيع الموارد ولضمان الأمن الغذائي – ليس في بلداننا العربية فحسب بل في العالم بأكمله.


* تشغل السيدة أمة العليم السوسوة منصب الأمين العام الساعد للأمم المتحدة والمدير المساعد ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024