حوار من أجل البناء شهد الوطن اليمني وخلال الأيام القليلة الماضية فعاليات وأنشطة عديدة ومتواصلة تموج بالانجازات والأفراح والتفاعلات الوطنية المتصلة بتلك الاحتفالات البهيجة لأبناء شعبنا اليمني بالعيد الوطني ال19 لإعادة تحقيق الوحدة المباركة وقيام الجمهورية اليمنية والتي عمَّت مختلف أنحاء الوطن من أقصاه إلى أقصاه تعبيراً عن الابتهاج بهذه المناسبة الوطنية الغالية التي ارتبط بوجودها تحقيق تحولات عميقة وكبرى في وطن ال 22 من مايو 1990م وعلى مختلف الأصعدة السياسية والديمقراطية والتنموية والثقافية والاجتماعية وغيرها .. وإذا كانت بعض العناصر المأزومة والمنبوذة من (الخلايا الانفصالية النائمة) من بقايا تلك الفتنة التي أشعلتها في صيف عام 1994م أرادت أن تثير بعض الزوابع الإعلامية هنا أو هناك إلاَّ أنها باءت بالفشل الذريع في محاولتها البائسة وظلت مجرد فرقعات لا معنى لها في ظل إدراك شعبنا والعالم حقيقة تلك العناصر العميلة وأهدافها ومراميها وإنها مجرد أوراق محروقة مهترئة تعيش خارج الزمن وحقائق التاريخ والوجود الفعلي .. ولا تستحق أية التفاتة لما تقول أو تفعل!. إن احتفالات شعبنا بأعياد وحدته ظلت تقترن دوماً بعظمة هذا المنجز الوطني القومي الاستراتيجي الكبير في حياة الشعب اليمني وأمته لأنه ثمرة نضال وطني طويل وتضحيات غالية وجسيمة لكل أبناء اليمن وشهدائه الأبرار ونبراس أمل لكل الشرفاء من أبناء الأمة.. فالوحدة اليمنية هي الشمعة المضيئة التي أشرقت بنورها في ارض اليمن «مهد العروبة» قبل 19 عاماً وأمتد سناها إلى كافة ربوع الوطن العربي الكبير بما خلقته من أمل في نفوس الجماهير العربية المتعطشة دوماً للوحدة المنشودة التي لا أمل للأمة بدونها لتحقيق العزة والكرامة والوجود الفاعل والمستقبل الأفضل.. كما أن العالم بات على يقين بأن اليمن الموحد هو اليوم يمثل عنصراً مهماً من عناصر تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي نظراً لما يتمتع به اليمن من عمق حضاري وتاريخي وبشري وموقع جغرافي (جيوبلوتيك) فريد وهام وما ينهض به اليمن الموحد من دور مسؤول وسياسة عقلانية رشيدة في حل القضايا الشائكة مع الأشقاء والجيران بالحوار والتفاهم وفي خدمة السلم الدولي عبر الانخراط الإيجابي والمشاركة الفعالة في جهود مكافحة الإرهاب والقرصنة وإخماد بؤر التوتر في المنطقة وفي مقدمتها منطقة القرن الإفريقي .. ولهذا جاء التأييد القوي واللا محدود من دول العالم -أشقاء وأصدقاء- لليمن ووحدته وأمنه واستقراره انطلاقا من الإدراك لتلك الحقائق الراسخة التي تعطي لليمن الموحد ثقله ومكانته ودوره . ولقد أكدت القيادة السياسية في بلادنا حرصها دوماً على معالجة القضايا التي تهم الوطن والمواطنين عبر الحوار الوطني المسؤول والجاد بين مختلف الفعاليات السياسية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني حول كافة القضايا الوطنية ومهام المرحلة المقبلة تحت سقف المؤسسات الدستورية والالتزام بالثوابت الوطنية والدستور والعمل من أجل تحقيق الاصطفاف الوطني الواسع الذي في ظله يتحمل الجميع مسؤولياتهم الوطنية واستلهام أي رؤى صائبة وموضوعية تخدم مصلحة الوطن والحفاظ على منجزاته ومكاسبه وفي مقدمتها وحدته الوطنية والأمن والاستقرار ومجابهة التحديات وباعتبار أن الوطن ملك الجميع والحوار ظل هو ديدن ونهج فخامة الرئيس علي عبدالله صالح الذي لم يتخل عنه في أية لحظة وحتى في أكثر المنعطفات شدة وحسماً باعتباره الوسيلة الحضارية المثلى لمعالجة كافة القضايا ومنطلق البناء بعيداً عن اللجوء إلى العنف والقوة أو الخروج على قواعد النهج الديمقراطي التعددي الذي التزمت به بلادنا ومثل سمة ملازمة لنظامنا السياسي ولمنجز الوحدة العظيم. ويبقى التأكيد بأن الأصوات النشاز الناعقة بالخراب في الداخل او الخارج لا يمكنها أن تطمس الحقائق الساطعة أو أن تنال من مسيرة الوطن وانطلاقته الواثقة صوب تحقيق كافة الآمال والتطلعات الوطنية المنشودة. والوطن اليمني بخير وفي قمة ألقه وتوهجه وقوته مُحصن بوحدته الوطنية الراسخة ونهجه الديمقراطي التعددي ومؤسساته الدستورية وانجازاته ومكانته وبتلاحم أبنائه واصطفافهم في معركة البناء والتنمية والتقدم والازدهار، أما الواهمون فليس لهم سوى السراب والخيبة والفشل!. |