(آن آوان الحسم) من المؤلم ما يجري في صعدة ... والأكثر إيلاماً قتل الأبرياء .. والأشد ألماً الدعوة – وبكل وقاحة- دعوة خمسة وعشرون مليوناً يمانياً ويمانية أحراراً أباة للعبودية إما سلماً وطواعية أو بقوة السلاح القادم من دولة الفرس .. ألمُ أن نجد من يدعو للحوار في ظل تمرد وعصيان ودعوة لإقامة دولة شوفينية عنصرية عرقية سلالية مذهبية متعالية دون وجه حق ... ألمُ أن نجد تقدميون وقوميون كانوا صنّاع للثورة والجمهورية ، واليوم يساندون بالصمت أو بالكلمة أو بالدعم المعنوي دعاة الملكية والمذهبية والسلالية وتصنيف الناس وفق الإنتماء العرقي أو المذهبي أو الطائفي ... مؤلم أن نجد الحزب الذي يدّعي أنه تيار إسلامي إصلاحي ساكت عن الحق .. رغم إن من دينينا ومن المعلوم من الدين بالضرورة أن الساكت عن الحق شيطان أخرس جارح للذات والوعي والروح والنفس والأخلاق والضمير والمبادئ السكوت عن متمردين يدعون إلى عودة عجلة التاريخ إلى عصر السادة والعبيد ... يدعوننا بكل صفاقة أن نقبل المذلة والمهانة والعبودية والتخلف ... وللأسف الشديد لم نسمع المثقفين والمتعلمين وأصحاب الشهادات العليا ، والأكاديميين يقولون كلمة حق ... رغم أنهم – لو عاشوا في ظل حكم هذه الجماعة لكانوا إما رعاة أغنام في قراهم أو عسكر حفاة ... أو باحثون عن لقمة عيش وليسوا من أصحاب الياقات الملونة ... إيها المثقفون المتعلمون إنتباه ... إستيقظوا وإلا فاستعدوا لتقبيل الأقدام والأيادي ... أيها الباحثون عن الحرية إنتبهوا ... يا ايها الباحثون عن الشرف والإباء والسؤدد والمجد انتبهوا أيها الأحرار الثوار النشامى ... المسلمون العروبيون الوحدويون اليمانيون النبلاء الثقاة .. الزهّاد .. العباد .. إنتبهوا إن الفرس يريدون إمبراطورية جديدة ، ولكنها الآن تحت دثار ديني مذهبي .. عبدة النار والأوثان وتقديس الأشخاص يريدون لنا أن نعود إلى عصر الذل والمهانة ،، ذلك العصر الذي كان اليماني لا يحلم بأكثر من قطعة خبز أو وجبة عصيد أو الديك الحابل والدجاجة الحابلة أحلام الجياع الحفاة العراة .... أو الم يكن لسان الحال . يا ليت صنعاء عصيد والبحر زوم وقاع جهران ملوجة واحدة أين الأحرار وتلاميذ عبدالناصر وعبدالفتاح إسماعيل وحسن البناء وسيد قطب ؟؟!!. أين أولي النهى والفكر والعقل والضمير والأخلاق؟ أين أبناء وأحفاد النشامى الذين فكّوا حصار صنعاء وصمدوا ظامئين جائعين حفاة عراة تحت وفوق وبجانب أزيز الرصاص وأنين المدافع وألم الخوف ... ولكنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه . نحن لا نريد إلا الحرية والتقدم والسلام والأمان لبلادنا ... ولكن هؤلاء المتمردون ماذا يريدون ؟ لم نعلم / صراحة ماذا يريدون !!! ولكن نعلم أنهم يريدون أن يكونوا السادة وهم عشرات وكل الشعب اليماني يصبح عبيداً مهما علت المراتب والمكانات ... ومهما كان المستوى العلمي والمعرفي والمهني والمهاري . وأخيراً فإني أقول لأخواننا المتمردين أتقوا الله فينا وفيكم ... أتقوا الله في اليوم والغد لتكن المحبة بيننا ... والوئام ... الوحدة ... الشرف... الكرامة ... السلام ... المستقبل الجميل والمشرق ...والعدل والعدالة والمساواة والمستقبل بيننا خاتمة : قال تعالى [ إن أكرمكم عند الله أتقاكم ] صدق الله العظيم . |