الجمعة, 27-ديسمبر-2024 الساعة: 02:08 ص - آخر تحديث: 01:57 ص (57: 10) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
مبادرة “منتجي وطني” والدور الاعلامي المنشود
شوقي شاهر
في ذكرى الاستقلال
إياد فاضل*
نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
أحلام البريهي*
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي
ذكرى الاستقلال.. وكسر معادلات الطغيان
قاسم‮ محمد ‬لبوزة‮*
الذكرى السنوية للاستقلال الوطني من الاحتلال البريطاني البغيض
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ليبارك الله المؤتمر
راسل القرشي
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
إستطلاعات وتقارير
المؤتمر نت - ايران تستخدم عصابة الحوثي لزعزعة استقرار اليمن والسعودية

المؤتمرنت -تقرير -
دعم تمرد الحوثي ...إيران واستهداف أمن اليمن والسعودية
لم تكن عملية المغامرة الطائشة –حسب وصف المراقبين –والتي قامت بها عناصر الإرهاب والتمرد والتخريب الحوثية عبر عمليات التسلل إلى الأراضي السعودية ومحاولة فتح جبهة قتال مع الجيش السعودي سوى تأكيد جديد على ارتباط هذه العصابة بقوى خارجية وتنفيذها لأجندات تلك القوى وتحديداً إيران .

ويؤكد المراقبون أن تلك المحاولة التي أقدمت عليها عصابة الحوثي تعود لسببين رئيسيين الأول هو حالة الانهيار التي وصلت إليها عناصر الإرهاب الحوثية نتيجة الضربات القوية والموجعة التي تلقتها من قبل الجيش اليمني واشتداد الحصار المفروض عليها .
ويتمثل السبب الثاني في محاولة تلك العصابة جر السعودية إلى ساحة المعركة وأقلمة الصراع بهدف إيجاد غطاء لوساطة إقليمية تحفظ لها ماء الوجه وتساعدها على الاحتفاظ بما تبقى لها من عناصر بعد أن شعرت باقتراب نهاية فتنة التمرد التي أشعلتها في صعدة .

وبعد اقل من أسبوع على عملية تسلل عناصر الإرهاب الحوثية الى الأراضي السعودية وبدء المواجهة بينها وبين الجيش السعودي بدأت مظاهر مشهد محاولة أقلمة الصراع تبرز بوضوح عبر محاولة التدخل الإيراني غير المسبوق في الأحداث والتي أفصحت عنها تصريحات وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي يوم أمس الثلاثاء .

ويؤكد المحللون أن تصريحات وزير الخارجية الإيراني جاءت لتثبت الدعم الإيراني لعصابة الحوثي وهو دعم متعدد في صوره وأشكاله من جهة ،ومن جهة أخرى قدمت دليلاً على تورط إيران المباشر في الوقوف وراء إقدام عصابة الحوثي على التسلل إلى السعودية ومحاولة إضفاء طابع إقليمي على الحرب التي يشنها الجيش اليمني على عصابة التمرد في صعدة .

إيران ..دعم متعدد الأوجه لعصابة الحوثي

وجهت اليمن اتهامات إلى إيران بالتورط في دعم عصابة الحوثي الإرهابية منذ اندلاع شرارة فتنة التمرد في صعدة على يد الصريع حسين الحوثي العام 2004م ،إلا أن تلك الاتهامات ظلت توجه نحو المرجعيات والحوزات الدينية في إيران .

وباستثناء استدعاء اليمن لسفيرها بطهران في مايو من العام 2007م احتجاجاً على الدعم الإيراني لعصابة الحوثي ظلت اليمن حريصة على علاقاتها الدبلوماسية مع إيران رغم ظهور الكثير من الدلائل على دعم الأخيرة لعصابة الحوثي .

ومنذ بدء العمليات العسكرية الحالية ضد عصابة الإرهاب الحوثية في أغسطس الماضي بدأت تتكشف الكثير من الحقائق والدلائل على حقيقة التورط والدعم الإيراني لعصابة الحوثي المادي والمعنوي والسياسي .

وكشفت حقائق ووثائق ومعلومات وتحقيقات ميدانية تلقي هذه عصابة الإرهاب الحوثية لدعم إيراني متعدد الأشكال والأوجه .

دعم إعلامي للتمرد

فعلى المستوى الإعلامي أظهرت وسائل الإعلام الإيرانية دعماً غير محدود وغير مسبوق في دعم عصابة التمرد الحوثية عبر تبنيها لوجهة نظر عصابة التمرد ونشرها ،حيث تولت قناة العالم الإيرانية-التي أوقف بثها عبر عرب سات ونايل سات مؤخراً –بالإضافة إلى إذاعة طهران وقناة الكوثر تسويق أكاذيب عصابة الإرهاب والتخريب الحوثية وتبني خطابها الإعلامي والتستر على جرائم عناصر الإرهاب ضد الأبرياء من أبناء صعده وغيرها من المناطق التي اكتوت بنار أفعالهم الإجرامية.

واعتبر السياسيون اليمنيون تبني الإعلام الإيراني لخطاب عصابة التمرد الحوثية والترويج لأكاذيبهم إحدى مظاهر دعم طهران ووقوفها خلف عصابة التمرد وهو ما عبر عنه الدكتور عبدالكريم الارياني المستشار السياسي لرئيس الجمهورية في إحدى لقاءاته الصحفية حين وصف قناة العالم بأنها قناة "حوثية بامتياز".

وكان وزير الإعلام حسن اللوزي قال أواخر أكتوبر الماضي انه تم تسليم السلطات في إيران وثائق تثبت التورط الإيراني مستشهداً بالدور الذي تمارسه وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية سواء التي لها صلة بالحكومة أو التي تقاد من قبل مرجعيات دينية في دعم المتمردين وتسويق خطابهم .

الدعم المادي

وعلى صعيد أخر تكررت اتهامات اليمن بوجود دعم مادي لعصابة الإرهاب الحوثية من قبل المرجعيات الدينية الإيرانية ،وهو ما أكده الرئيس علي عبد الله صالح في أخر حديث تلفزيوني له مع قناة (MBC) من ان المتمردين الحوثيين يتلقون تمويلا من ‘’مرجعيات وهو ما كشفته الوثائق التي حصلنا عليها ومن خلال الخلايا التي هي الآن أمام المحاكم.

التأكيد الرئاسي الأخير كان سبقه إفصاح رئاسي سابق وتحديداً في سبتمبر المنصرم حين قال في لقاء بثته قناة الجزيرة إن الأجهزة الأمنية ضبطت خليتين يمنيتين أعترف أعضاؤهما بتسلم مبالغ مالية من جهات معينة في إيران وتصل مبالغها إلى100 ألف دولار وهم الآن أمام المحاكم وقد صدرت أحكاما قضائية على عدد منهم".

الدكتورابوبكرالقربي وزيرالخارجية أثار قضية الدعم الإيراني والإقليمي للمتمردين أكثر من مرة ،مشيراً إلى وجود دعم خارجي للحوثيين سواء من قبل الحوزات والمرجعيات الدينية في إيران أو من خلال جهات شيعية في أوروبا وبعض دول الخليج.

وأكد وزير الخارجية انه لا يكفي أن تتحدث إيران عن حرصها على وحدة اليمن وأمنه بل عليها أن تمنع هذا الدعم وان تتخذ إجراءات ضد تلك الجهات.

ولم يكتف الدكتور القربي بمطالبة إيران بمنع الدعم للحوثيين بل قال إن اليمن يحقق حالياً في الدعم الإيراني،مؤكداً أن الحكومة ستقدم إلى الرأي العام نتائج التحقيقات حول هذا الموضوع ،مشيراً في الوقت ذاته إلى أن اليمن يحتفظ بكل الخيارات مفتوحة.

تجنيد وتدريب وتسليح

ويرى مراقبون أن إحدى ابرز ما كشفته الحرب السادسة أو بالأصح العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش اليمني ضد عصابة الإرهاب والتمرد الحوثية حاليا يتمثل في امتداد الدعم الإيراني للمتمردين الحوثيين ليشمل عمليات تجنيد وتدريب وتسليح .

وفي هذا السياق كشف نائب رئيس تحرير صحيفة (الأهرام) المصرية - الباحث المتخصص في الشؤون اليمنية الدكتور حسن أبوطالب, عن قيام الملحق الثقافي في السفارة الإيرانية بالقاهرة, بدور مشبوه في تجنيد بعض الطلاب اليمنيين الدارسين في مصر، من خلال تنظيمه زيارات لبعضهم إلى إيران لفترات زمنية تصل لأكثر من أسبوعين.

وبرغم محاولة إيران نفي تورطها في دعم عصابة التمرد إلا أن حقائق كثيرة تدحض الادعاءات الإيرانية حيث كشف القائد الميداني السابق لعناصر التخريب الحوثية بمنطقة بني معاذ مديرية سحار محافظة صعدة الشيخ عبدالله المحدون- الذي سلم نفسه للدولة عقب الجولة الخامسة من الحرب في صعدة- تلقيهم تدريباً دقيقاً جداً على استخدام الأسلحة في مراكز عديدة مخفية لم تكن ظاهرة للعيان في مران وضحيان، وسحار وحتى في مدينة صعدة، وأن أسماء المدربين غير معروفة حيث يتم مناداتهم بالكنية، مشيراً إلى أن بعضهم تلقوا تدريبات على أيدي خبراء أجانب.

وقال :( من الحرب الثالثة التي اندلعت مع نهاية عام 2005م واستمرت إلى شهر فبراير 2006م، بدأت تصلنا صواريخ كقطع وبدأنا في تصنيعها، أو بالأصح في تجميعها وتركيبها، وبدأنا في تصنيع الألغام).

وتحدث القيادي الميداني لعناصر التمرد سابقاً عن خبراء أجانب إيرانيين ولبنانيين وصوماليين كانوا يشاركون معهم في أعمال التخريب،وقال:(الخبراء والمدربون خارجيون وبالنسبة للمحليين هم ممن درسوا وتدربوا في إيران أو في جنوب لبنان،ويعتمدون على "دسكات" وبرامج).

الرئيس علي عبدالله صالح أشار إلى هذا الجانب في أخر لقاء تلفزيوني له حين أوضح أن قتال المتمردين الحوثيين يكشف أن تدريبهم ليس تدريباً عادياً وإنما تدريب على طريقة ما يقوم به حزب الله في جنوب لبنان.

وأضاف الرئيس :هناك بعض المعلومات لا ندري ما مدى صحتها في الميدان وكما نشرت بعض الصحف الأمريكية عن وجود بعض المدربين من جنوب لبنان في صعده وربما قتلوا هذا ما نشرته بعض الصحف الأمريكية.

وفي السياق ذاته كشف البرلماني عن صعدة فايز العوجري عن إشكال متعددة من الدعم الذي يتلقاه المتمردون الحوثييون من إيران عن طريق أشخاص لديهم تجارة وأموال وعلاقات بزعيم التمرد يتمثل بسلع متنوعة باسمهم يقومون بتحويل ثمنها للحوثي في صعدة .

وبدأت أولى دلائل الدعم بالسلاح الذي قدمته إيران لعصابة الإرهاب الحوثية حين اعترف عدد من المتمردين الحوثيين الخاضعين للمحاكمة أمام القضاء باستخدام الأسلحة الإيرانية في مواجهة الدولة ،ومع بداية الحرب الحالية عثرت قوات الجيش والأمن على 6 مخازن للسلاح تابعة لعناصر التخريب والتمرد التابعة للحوثي في منطقة حرف سفيان ومحافظة صعدة تشمل أسلحة رشاشة خفيفة وقذائف وصواريخ قصيرة المدى بعضها إيرانية الصنع.

وجاء ضبط سفينة إيرانية محملة بالأسلحة قبالة سواحل ميدي بمحافظة حجة في الـ26 من أكتوبر الماضي ليقدم دليلاً جديداً على الدعم التسليحي الإيراني لعصابة التمرد الحوثية.

وكشفت التحقيقات مع طاقم السفينة الإيرانية- ماهان (1)- الخمسة أن حمولة الباخرة تبلغ ألف طن وتوجد بها سبع غرف فوق.. ومن ضمن الأشياء التي تم الحصول عليها في السفينة خارطة بحرية لليمن..

التحقيقات كشفت أنضاً أن أفراد الطاقم الإيرانيين تخلصوا من شرائح هواتفهم المحمولة عبر رميها في البحر، وعبثوا بأجهزة السفينة الملاحية والكمبيوترات الخاصة بها بحيث لا يعرف خط سيرها والمحطات التي مرت بها أو توقفت فيها.

وفي سياق ذي صلة اتهم احد قادة المعارضة الاريترية الأحد إيران باستخدام بلاده قاعدة لنقل السلاح إلى المتمردين الحوثيين في اليمن.

وقال بشير عشق المسئول في التحالف الديمقراطي الاريتري لوكالة فرانس برس إن المتمردين الحوثيين ‘’يتلقون أسلحتهم من إيران عبر اريتريا.

وأضاف إن الأسلحة تصل إلى مدن ساحلية في اريتريا، ولا سيما مدينة عصب، ومن ثم يأتي المتمردون الحوثيون وينقلون هذه الأسلحة ليلا إلى اليمن.

وفيما نفى مصدر مسئول بوزارة الخارجية اليمنية ما تناولته بعض وسائل الإعلام والفضائيات العربية من أنباء تزعم أن الوزارة استدعت السفير الاريتري بصنعاء لمناقشة معلومات تفيد عن تورط بلاده في دعم عناصر التخريب والإرهاب بصعدة،أوضح المصدر أن لقاء وكيل وزارة الخارجية للشؤون العربية والأفريقية والأسيوية علي محمد العياشي يوم الاثنين مع سفير دولة اريتريا بصنعاء موسى ياسين شيخ كان لقاء اعتيادي وكرس لبحث علاقات التعاون الثنائي بين البلدين.

غطاء سياسي للتمرد وتدخل في شؤون اليمن

وامتد الدعم الإيراني لعصابة التمرد إلى جانب أخر يتعلق بمحاولة توفير غطاء سياسي لما تقوم به هذه العصابة الإرهابية حيث تكررت تصريحات المسئولين الإيرانيين وعلى رأسهم وزير الخارجية الايرانية منوشهر متكي المعبرة عن قلق طهران إزاء أوضاع من أسماهم بـ"الشيعة" في اليمن ،وصولاً إلى محاولة عرض وساطة إيرانية للحوار بين الحكومة اليمنية وعصابة التمرد الحوثية.

ومع مضي الجيش اليمني في توجيه ضرباته لعناصر التمرد وتشديده الحصار على أخر معاقلهم حاولت طهران تدارك الوضع عبر سعيها للقيام بما يبدو انه أشبه بوساطة كان يفترض أن تعرض خلال زيارة متكي إلى صنعاء الشهر الماضي وهي الزيارة التي أعلن عن إرجائها اسبوعاً بسبب انشغال الرئيس علي عبدالله صالح قبيل أن ينتهي الحديث عنها تماماً .

ورأى مراقبون أن مرور الموعد الذي كان مقرراً للزيارة اظهر فيما يبدو رفضاً من صنعاء لأية وساطات داخلية أو خارجية للحوار مع عصابة الارهاب الحوثية وهو ما اتضح في إصرار القيادة السياسية اليمنية على الحسم العسكري الذي تكرر في تصريحات الرئيس صالح وأخرها تصريحاته يوم السبت السابع من نوفمبر الجاري حين قال :( لا مصالحة ولا مداهنة ولا وقف للحرب إلا بعد نهاية هذه الشرذمة الباغية والمتمردة والخائنة العميلة في محافظة صعده).

واعتبر المراقبون أن فشل هذه الزيارة حدا بإيران إلى تغيير تكتيكها عبر الإيعاز إلى عصابة الحوثي للقيام بفتح جبهة جديدة للقتال ولكن هذه المرة مع السعودية عبر محاولة التسلل إلى أراضي المملكة وتنفيذ اعتداءات على جيشها الأمر الذي سيؤدي إلى أقلمة الصراع وبالتالي السماح لإيران بالتدخل عبر منفذ الأقلمة لتحقيق ما عجزت عنه عبر الوساطة التي أغلقت صنعاء الباب بوجهها من خلال فشل زيارة متكي التي كانت مقررة نهاية أكتوبر المنصرم .

ويدلل المراقبون على ذلك بما حملته مضامين تصريحات وزير خارجية طهران منوشهر متكي الذي لم يكتف بتأكيد سعي بلاده للتوسط بين الحكومة وعصابة التمرد " ونحن أعلنا استعدادنا التدخل والذهاب الى اليمن أو أن نستضيف المسؤولين اليمنيين "،بل ذهب إلى التدخل في شؤون اليمن عبر دعوتها كدولة إلى ما سماه "ترميم" علاقاتها مع الشيعة في اليمن.

ولم يقف تعالي متكي عند ذلك بل أوغل في التدخل في شؤون اليمن عبر محاولته تشخيص الأزمات والتحديات التي تواجه اليمن .

ويرى المحللون ان الدعم الشامل واللامحدود الذي تقدمه إيران لعصابة التمرد والإرهاب الحوثية يأتي ضمن مخطط إيراني يستهدف امن السعودية ومنطقة الخليج عبر استخدام عصابة الحوثي كأداة لتنفيذ مخططات وأجندات إيرانية وهو ما أكده إقدام عصابة التمرد على التسلل إلى الأراضي السعودية وشن عمليات قتالية ضد الجيش السعودي.

إيران من دعم التمرد في اليمن إلى استهداف السعودية

ويأتي دفع إيران لعصابة الحوثي لاستهداف المملكة العربية السعودية بصورة مباشرة في سياق الأهداف والمطامع التي تسعى إيران إلى تحقيقها في المنطقة .

واعتبر مراقبون تحذير متكي دولَ المنطقة مما اسماه التدخل في الشؤون الداخلية لليمن رسالة واضحة يقصد بها المملكة العربية السعودية خصوصاً وان هذه التصريحات تأتي متزامنة مع قيام الجيش السعودي بعمليات قتالية ضد عناصر عصابة الإرهاب الحوثية في المناطق السعودية التي تسللت إليها تلك العناصر .

ويؤكد المحللون سعي إيران لزعزعة امن واستقرار السعودية بل والمنطقة برمتها من خلال ربط مغامرة التسلل الحوثية إلى الأراضي السعودية والخلافات السياسية التي نشبت بين الأخيرة وإيران حول موضوع الحج .

وكانت السعودية حذرت من "استغلال الحج لأغراض سياسية"، وذلك بعد تصريحات لكل من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، والمرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي انتقدا فيها معاملة السعودية للشيعة في الأماكن المقدسة، وطالبوا بإعطاء الحرية لحجاج بلادهم في ممارسة شعائرهم بحرية وخاصة "البراءة من المشركين" التي سنها المرشد السابق روح الله الخميني للشيعة.

ولوح الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بما وصفه بـ"قرارات مناسبة" ستتخذها بلاده إذا لم يتلق مواطنوها معاملة مناسبة خلال أدائهم مناسك الحج في السعودية.

وفي أعقاب ذلك و حذر وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود بأن السعودية مستعدة للتعامل مع اندلاع أي اضطراب طائفي خلال موسم الحج.

كما حذر مجموعة من العلماء من تسييس الحج وتهيئته لخدمة أغراض سياسية، أو تحقيق مآرب لا علاقة لها بمقاصد الحج الشرعية التي فرضها الله سبحانه وتعالى.

وقال المستشار القضائي الشيخ "عبد المحسن العبيكان" في تصريحات سابقة: إن "الحج من أعظم شعائر الدين، واتخاذ هذه الفريضة لإثارة الفتن الطائفية، أو حمل شعارات سياسية، يخرج هذه الشعيرة عن مقاصدها التي هي من أجلها فرضت".

وبين أنه "يجب أن يتأدب الحجاج بآداب الحج؛ فالحج عبادة محضة، ولا يمكن أن يعتبر مناسبة سياسية أبدا، أو أن يستغل لإثارة الفتن، أو لتصفية حسابات طائفية أو عرقية".

وقبيل كل موسم حج يسود الشارع السعودي حالة ترقب وحذر؛ تحسبا لأي محاولات لخلق اضطراب طائفي من قبل الحجاج الإيرانيين؛ الأمر الذي أدى إلى مطالبة بعض المشاركين بالمنتديات عام 2006 بمنع الإيرانيين من الحج، وخاصة بعد تصريح للرئيس الإيراني أحمدي نجاد دعا خلاله الحجاج لإحياء مراسم (البراءة من المشركين) بشكل "أكثر روعة".

وتعيد التصريحات المتبادلة للأذهان اشتباكات حدثت قبل 22 عاما بين الحجاج الإيرانيين ورجال الأمن السعوديين، وراح ضحيتها أكثر من 400 قتيل، على خلفية قيام الإيرانيين بمظاهر "البراءة من المشركين" والتي تتضمن تظاهرات وهتافات تندد بأمريكا وإسرائيل.

ويأتي دعم إيران لعصابة الإرهاب والتمرد الحوثية ضمن مخطط فارسي لا يستهدف زعزعة امن اليمن والسعودية فحسب بل زعزعة استقرار المنطقة وهو المشروع التوسعي الفارسي الذي جاء تنفيذا لتوصيات المؤتمر التأسيسي لشيعة العالم فى مدينة قم الإيرانية، والذي أوصى بضرورة تعميم التجربة الشيعية التي قال إنها كانت ناجحة فى العراق إلى باقي الدول العربية والإسلامية الأخرى منها "السعودية" و"الأردن" و"اليمن" و"مصر" و"الكويت" و"البحرين"، وذلك من خلال بناء قوات عسكرية غير نظامية لكافة الأحزاب والمنظمات الشيعية بالعالم عن طريق إدخال مجموعة من الأفراد داخل المؤسسات الحساسة العسكرية والأجهزة الأمنية ودعمها ماليا عن طريق تخصيص ميزانية خاصة بها.








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "إستطلاعات وتقارير"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024