|
السعيد تحتفي بتريم عاصمة للثقافة الإسلامية احتفاء بإعلان تريم عاصمة الثقافة الإسلامية لهذا العام نظمت مؤسسة السعيد للعلوم الثقافة بتعز اليوم فعالية احتفائية بذلك عبر محاضرة شارك فيها الكاتبة بشرى المقطري وفيصل سعيد فارع مدير عام المؤسسة . وأشارت بشرى في محاضرتها على إطلالة على الجانب العلمي لمدينة تريم والمناطق الحضارية فيها واستعرضت التسميات الخاصة بالمدينة ونسبها وكيف تأثرت بالموروثات الإسلامية وكيف أنها أصبحت منار إشعاع في القرن الخامس الهجري. وقالت بان المدينة شهدت تحولات جذرية خلال العصور الإسلامية ومن أهم العوامل التي ركزت على الدين المهاجر احمد بن عيسى ونسبه إلى الحسين بن علي 318هـ والذي قدم إلى تريم وعمل على نشر التصوف ومبدءا الوسطية ونبذ الغلو والتطرف فأصبح السادة العلويين والمنتسبين ليهم لهم حضور متميز في الجانب الثقافي والاقتصادي. وأضافت بأنه لابد من الإشارة إلى الدور الذي لعبه العلويين في جعل تريم سببا في نشر الإسلام في أصقاع حضرموت وإفريقيا وش وشرق أسيا فكانوا أهل حضارة وعلم الأمر الذي جعل تريم رائدة في الحركة الثقافية وأصبحت ملاذا للباحثين عن العلم والثقافة. مستعرضة في سياق محاضرتها تطور مدينة تريم وابرز علمائها وكيف أنها أصبحت منار علم وإشعاع ديني وكذلك الأربطة والجمعيات والكتاتيب والمساجد التي اشتهرت بها تريم. أما فيصل سعيد فارع فقد أشار بان محاضرته عبارة عن رحلة استهلالية لتخوم تريم ، وتساءل لماذا هي مدينة ؟ وقال بان اليمن أخرجت ثقافة استلهموها من داخلهم وتداخلت فيها جوانب أخرى من مناطق مختلفة وفقا للأدوات والحاجات، فاليمنيين ادمجوا ما يتناسب معهم كحاجة جوهرية في الملف الثقافي اليمني. وقال تريم تتوافر فيها شروط المدينة تاريخيا والحقيقة الوحيدة حول مفهوم المدينة هو الاختلاف الدائر حوله( الموقع - محكمة خاصة - الترابط - حكومة ذاتية أو مستقلة عن طريق الانتخاب ) . وقال هذه الشروط لأي مدينة توافرت في موضع تاريخي اسمه تريم والتي أصبحت مدينة تأتت فيها عوامل حضارية وثقافية في تلكم الفترة الموغلة بالقدم. فكان لتريم حضورها الإنساني البهي في الفترات التاريخية من خلال موقعها مكان عبور لقوافل البخور ، مشيرا إلى أن تريم بنت العديد من المساجد أبرزها المسجد الجامع والذي تلتف حوله المساجد الأخرى ومن ابرز معالمها منارة المحضار المصنوعة من الطين والتي هي بحاجة إلى ترميم . فكان أبناء تريم يقدمون الإسلام وملاذ للدارسين والباحثين ووضع أبناءها تاريخ جديد من الدعاة ولكنه انحسر، بعد ذلك واليمنيون هم صانعي تاريخ سنغافورة الحديث وكان لهم حضور تاريخي دعوي فيها ، والمتحف الكبير لهذه الجزيرة يحوي الكثير من المآثر التاريخية لليمنيين. وعرج فيصل سعيد فارع في محاضرته إلى الحضور القوي لتريم حضرموت حد التعبير الأبرز والمتمثل باللغة والتعبير الثقافي في إعادة صياغة اللغة الجاوية والشبيه باللغة العربية إلى حد كبير من خلال استعارتها لحروفها وعملت على إدخال تعديلات لا أصول لها في العربية وأدخلت مفردات جديدة تنسجم مع الصوت وحضور عميق في الجذور. وقال بان تريم ليست مجرد مدينة تنم اختيارها بل لها جذور وحضور إنساني إسلامي على وجه الخصوص وكانت تصدر فيها ثلاث صحف هي حضرموت والنهضة والإخاء وكلها صحف أسبوعية. مشيرا إلى أن تريم بحلاجة إلى تعدي الاحتفائية بها إلى إيجاد نهضة حقيقية من خلال المعارف والفنون وأوجه النشاط الإنساني وان تصبح هذه المدينة بمثابة ورشة عمل متواصلة فهي بلد القصور والجوامع وفيها مكتبة الاحقاف التي تحتاج إلى فهرسة وان تنزل إلى الانترنت وتعريف العالم بالعقل اليمني الذي يجب أن نباهي به وان تكون عواصم ثقافية . |