سيندمُ الأقزام الذين يرفعون الشعارات المناطقية والانفصالية والأعلام الشطرية ويسعون من خلال أعمال التخريب والتقطع في الطرقات والاعتداء على المواطنين والأنشطة الهدامة، إلى ركوب الموجة إما رغبة في الظهور في الفضائيات ووسائل الإعلام وكسب الشهرة أو لمجرد ادعاء البطولة الزائفة أو سعياً للحصول على بعض الأموال المدنسة من بعض الجهات الحاقدة على اليمن أو بهدف ممارسة الابتزاز لتحقيق منفعة أو مصلحة ذاتية أنانية، ليسوا سوى نفر من المرتزقة الأقزام الذين لا يحلو لهم العيش إلاّ في المستنقعات الآسنة التي تتغذى من مجرى الابتزاز والخيانة والعمالة والارتزاق، إذ أن هؤلاء الأقزام منحطون في تفكيرهم وثقافتهم وسلوكهم، وقد حافظوا على صفاتهم الدنيئة في كل المراحل، فهم أقزام في السابق وفي اللاحق، ويصعب عليهم أن يكبروا بكبر هذا الوطن ووحدته العظيمة وأن يرتفعوا إلى مستوى التحول الكبير الذي شهدته اليمن في الثاني والعشرين من مايو العام 1990م. وسيبقى هؤلاء الأقزام صغاراً في تصرفاتهم وصغاراً في أفعالهم وصغاراً في أخلاقياتهم وصغاراً في مسلكيتهم وصغاراً في حياتهم حتى مماتهم، فمن يسعى إلى استبدال هويته ويتخلى عن وطنيته وينسلخ عن عقيدته وثوابت مجتمعه ويستبدل الحق بالباطل ويعمل على زرع الفتن والشقاق ويحرض على قتل النفس البريئة لا يمكن أن يكون عاقلاً أو يحمل ذرة من عقل أو مسلماً أو على ملة الإسلام أو لديه أي وازع من ضمير أو يحمل أي معنى قيمي أو إنساني. ومثل هؤلاء الأقزام الذين لا هم لهم سوى إشباع نزواتهم وأطماعهم وشهواتهم وملذاتهم، كيف لهم أن يرتقوا بأنفسهم العليلة إلى جلال ومهابة الوحدة التي بها أصبح اليمن رقماً صعباً ومؤثراً في المعادلة الإقليمية والدولية؟!!. بل وكيف لمثل هذا الصنف من الأقزام الغارقين في الأوحال والرذائل والأخطاء والخطايا أن يستوعبوا معنى انتمائهم لوطن وصفه رسول البشرية محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام بوطن الإيمان والحكمة، وأهله بالأرق قلوباً وألين أفئدة، ويذكرهم التاريخ بأنهم من أسسوا أرقى الحضارات الإنسانية على الإطلاق التي اهتدت بها البشرية؟!!. ولأن مثل هؤلاء الصغار هم من يجمعون في دواخلهم كل صفات السوء فليس مستغرباً أن يجاهروا بعدائهم للوحدة وأن يتنصلوا من هويتهم ويتجردوا من وطنيتهم، وأن ينساقوا وراء مشاريعهم الصغيرة من خلال ترديد الشعارات المناطقية والانفصالية ورفع الأعلام الشطرية وزرع الفتن ونشر ثقافة البغضاء والكراهية، ظناً أنهم بتلك الأفعال المجرّمة قانونياً ودستورياً ودينياً سينالون من الوحدة الوطنية وقدسيتها، وأنهم بأعمال التخريب التي يستأجرون لتنفيذها بعض الهمج والبلاطجة المرتزقة الذين لديهم الاستعداد لإحراق مدن بأكملها مقابل الحصول على حفنة من المال الحرام!! سيصلون إلى مراميهم البائسة. ويخطئ هؤلاء الأقزام الذين لا قضية لهم إذا ما اعتقدوا أنهم بما يفعلونه سيتمكنون من إعادة تمزيق اليمن أو يدفعون الأوضاع فيه إلى حالة من الفوضى والانفلات، إذ أن الأيادي المرتعشة لا تقوى على المساس بالأهداف العظيمة، وسيندم هؤلاء الأقزام كما قال فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح مثلما ندم الذين ناصبوا الثورة اليمنية العداء وحاربوها وحاولوا إجهاضها، وسيندم هؤلاء الأقزام مرة ثانية كما حاقت بهم الندامة في صيف العام 1994م حين سقطت رهاناتهم تحت أقدام أبناء الشعب اليمني الذين هبوا جمعيهم للدفاع عن وحدتهم والانتصار لها وإفشال محاولة الردة والانفصال. وإذا ما فهم هؤلاء صبر الدولة وحكمتها بأنه ضعف فهم واهمون، وسيعلمون أن ذلك الصبر وتلك الحكمة ليس ضعفاً وإنما شجاعة وحرصاً على ترك الأبواب مفتوحة أمامهم للأوبة والتوبة والإقلاع عن الغي والتوقف عن التمادي في الإثم، والعودة إلى جادة الحق والصواب.. وما داموا لا يعقلون ولا يستحون أو يخجلون ولا إحساس لديهم أو ضمير يردعهم، فإنهم بذلك قد وضعوا أنفسهم في مواجهة الشعب اليمني بأكمله، والنظام والقانون كفيل بردعهم وزجرهم ووضع حد لعبثهم وإساءاتهم وتطاولاتهم، ولن يُترك هؤلاء الأقزام المرتزقة والعملاء يقلقون أمننا واستقرارنا ويشوهون قيمنا ويستبيحون ثوابتنا ويلحقون الضرر بالوطن ويعيقون مسيرة بنائه وتطوره، فالقانون سيطال كل عابث ومخرب وخائن وعميل. ونحن جميعاً مسئولون عن التصدي لهؤلاء المخربين القتلة الذين يدمرون الحياة ويتآمرون على الوطن وصاروا لا يترددون في نهب متجر أو منزل أو ملكية خاصة أو عامة، أو في انتهاك عرض أو قتل نفس حرمها الله!.. وحان الوقت لردع هؤلاء العدوانيين سلوكاً وفكراً ونزوعاً ومساراً لكي يأمن الوطن شرورهم ويكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه التطاول على الوطن وثوابته أو زعزعة أمنه واستقراره.. "وآخر العلاج الكي". كلمة الثورة |