|
شيوخ في مصر يطالبون الشباب بعدم الاستماع لفتاوى التنظيمات الارهابية طالب عدد من الشيوخ والخبراء في القاهرة الشباب المسلم بعدم الاستماع إلى الفتاوى التي تطلقها التنظيمات الإرهابية في المواسم الدينية كشهر رمضان وعيد الفطر وعيد الأضحى، والتي تدعو فيها الشباب إلى القيام بعمليات انتحارية في بلادهم "للحصول على ثواب مضاعف." وأكدوا في تصريحاتهم أن قتل المدنيين وضرب المصالح الوطنية وانتهاك حرمة دماء البشر حرام بإجماع العلماء، بل أن ذنب الذي يقترف مثل هذه الأعمال سيكون مضاعفا في المناسبات الدينية التي جعلها الله سببا للمودة والرحمة والهداية للمسلمين وليس لتقاتلهم. وكانت التنظيمات التابعة للقاعدة قد أصدرت خلال شهر رمضان، في أماكن مختلفة من المنطقة العربية، دعوات وفتاوى تحث على شن عمليات إرهابية ضد "الغرب وعملائه" خلال شهر رمضان، وتكثيفها خلال أيام العيد. ففي اليمن، كثف "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب" عملياته الإرهابية ضد الحكومة والجيش اليمني في جنوب اليمن مما أسفر عن مقتل عشرات الجنود اليمنيين وبعض المدنيين، حتى أن أعضاء التنظيم قاموا ببعض تلك العمليات ضد الجنود خلال وقت الإفطار. وسبق هذه العمليات في الأيام الأولى من شهر رمضان، بيان بثه التنظيم على شبكة الإنترنت يدعو فيه عناصره والشباب المسلم إلى استهداف الجنود اليمنيين والحكومة اليمنية حتى "يتوبوا إلى الله." وأضاف البيان أن "كل من يقف مع الحكومة اليمنية هو عدو للمسلمين." وتلى ذلك شريط بثه تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي في نهاية شهر أغسطس/آب الماضي، دعا فيه عناصره إلى تصعيد العمليات الإرهابية ضد "المصالح الفرنسية وحكومات المنطقة العربية المتعاونة مع الغرب" خلال شهر رمضان وعيد الفطر. وقال الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوى بمؤسسة الأزهر الشريف سابقا إنه على الشباب المسلم ألا يسلم نفسه وعقله لهذا النوع من الدعوات والفتاوى التي قد تقوده إلى طريق مظلم وليس إلى الجنة كما يدعي تنظيم القاعدة. وأضاف أن قتل المدنيين الأبرياء مسلمين أو غير مسلمين "محرم بإجماع العلماء والمشايخ لأنه ينتهك حرمة الدماء التي حرم الله استباحتها بصفة عامة والدم المسلم بصفة خاصة." ونصح قطب الشباب بأن يتوجهوا للقنوات الشرعية للحصول على الفتاوى في مثل هذه الأمور وأن يسألوا أهل الفقه في أحكام الجهاد. وتابع أن "سبل الجهاد كثيرة من ضمنها تغيير المنكر باللسان والقلب." أما الداعية الإسلامي خالد الجندي فأكد ان دماء المسلمين والمدنيين بشكل عام، حرام في كل وقت وكل مناسبة، بل إن ذنبها مضاعف لأن أثرها مضاعف على العباد. وأضاف أن هذا النوع من الفتاوى ليس له علاقة بالدين الإسلامي وليس له أسس شرعية. وذكر الجندي أن المشكلة الحقيقية تكمن في أن الشباب يستقون مثل هذه المعلومات والفتاوى عبر شبكة الإنترنت دون التأكد من صحتها عن طريق رجال الفقه والشريعة في الأزهر ودار الإفتاء. ونصح الشباب بالتركيز على العمل على "بناء أوطانهم وتغييرها بالعلم وليس بالعنف الذي سيكون سببا في قتل الشيوخ والأطفال والنساء الأبرياء الذين حرّم الدين الإسلامي قتلهم واستباحة دمائهم." أما منظّر الجماعة الإسلامية في مصر، الدكتور ناجح إبراهيم، فقال إن أي هجمات ضد المدنيين والتي يقتل فيها الأطفال والنساء والشيوخ والرهبان والفلاحين فيها مخالفة كبيرة لأحكام الشريعة التي منعت قتل هذه الفئات لأنها لا تشارك في القتال، سواء في رمضان أو عيد الفطر وأي وقت آخر من العام. وحول مدى تأثير مثل هذه الفتاوى على جذب المزيد من الشباب للانضمام إلى التنظيمات التابعة للقاعدة، قال الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، الدكتور عمار علي حسن، إن تأثير تنظيم القاعدة وخلاياها المختلفة على الإنترنت تراجع بشكل ملحوظ خلال الثلاثة أعوام الماضية. موقع الشرفة |