لم يعد «عقاباً جماعياً».. فمــاذا يا وفــاق؟ قبل تشكيل حكومة الوفاق الوطني كان المعارضون بمختلف انتماءاتهم ومواقع عملهم مجمعين على الكذبة الكيدية الكبيرة وهي أن قطع إمدادات النفط والغاز والكهرباء عمل مدبر يقوم به ما سموه «بقايا النظام» الذي لا هدف له في اليمن سوى فرض «عقاب جماعي على الشعب» وكان هذا الموقف الأحمق مصدر دعم للمخربين والارهابيين الذين كانوا ولايزالون يضربون شبكة الكهرباء ويتقطعون للناقلات ويفجرون أنابيب النفط هنا وهناك، ومنذ يونيو الماضي ضُربت محطة إنتاج الطاقة وشبكة مارب - صنعاء أكثر من أربعين مرة وفُجرت أنابيب النفط أكثر من عشرين مرة وفي اليومين الاخيرين أضيفت ثلاثة تفجيرات. الآن وبعد أن صارت المعارضة على رأس الحكومة لم يتغير شيء سوى الاعتراف بالحقيقة وهي أن ضرب قطاعي الكهرباء والنفط ليس من قبيل العقاب الجماعي ولا علاقة للنظام بذلك وصارت التهمة توجه للفاعلين الحقيقيين، وهؤلاء لم تقم حكومة الوفاق الوطني بما يجب تجاههم، بل تشكو منهم كما يشكو المواطن العادي. وفي أحسن الاحوال ها هما وزير الكهرباء والنفط يعترفان بأن الحكومة تسعى للتفاوض من خلال وسطاء مع القبائل التي تفجر أنابيب النفط وتضرب شبكة الكهرباء.. ومن العيب أن تتفاوض حكومة مع مخربين لأن ذلك مضر بهيبة الحكومة وهيبة الدولة، كما أن هذا الاسلوب لم يكن مجدياً في يوم من الايام، لأن من تفاوضه اليوم وتستجيب لضغوطه يكرر السلوك غداً، فضلاً عن أن هذا الاسلوب يكثر أعداد المخربين لأنه يشجع آخرين للجوء الى نفس الطريقة. لقد بشرنا وزير الكهرباء أن دول الجوار أبدت استعدادها لمساعدة اليمن في مجال الطاقة الكهربائية، وهذا جيد، لكن ما جدوى ذلك إذا كان المخربون واقفين بالمرصاد؟ إن هذه القضايا تحتاج الى حزم.. وقد استغربت حكماً قضائياً صدر أمس له صلة بالموضوع.. فأحدهم قطع وضرب شبكة الكهرباء مارب - صنعاء في منطقة نهم وسلب كابلات خطوط الضغط العالي، فأصدرت محكمة الاموال العامة الحكم التالي بحق المتهم بعد ثبوت التهمة: تحكم المحكمة بإعادة الكمية الكبيرة من كابلات الضغط العالي لمؤسسة الكهرباء ويحبس المتهم مدة ستة أشهر تحسب من تاريخ القبض عليه.. مخرب يقطع شبكة مارب - صنعاء ويسلب «الوايرات والاسلاك» ويتسبب في ظلمة المدن وخراب ماحق للمستهلكين .. ثم بعد ذلك كله يعاقب بالحبس ستة أشهر.. ما هذا؟ كأنه سرق دجاجة فحسب!! |