سيدي الرئيس.. مع التحية! سيدي الأخ المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية - حفظكم الله-.. تعلمون بحكم خبرتكم الطويلة ومهاراتكم المعهودة وتاريخكم الوطني الحافل بسبر كل التحديات التي واجهت الوطن.. إن الأمن والاستقرار هو المدماك القوي والصلب الذي يستحيل على اليمنيين في ظل افتقاده السير باتجاه مستقبل أفضل، وتعلمون سيدي الرئيس إنه لا معنى لأي إصلاحات سياسية أو خيارات عدة تهدف إلى تجنيب اليمن أرضاً وشعباً مزالق الوقوع في أتون الصراع والتطاحن والإرهاب والتطرف دون الأمن الذي من خلاله يحققون أحلامهم.. وتعلمون سيدي الرئيس أن المشاركة الشعبية الواسعة والعارمة التي منحتكم الثقة في الـ21 فبراير الماضي كان الأمن المحرك الأول والأخير لها حيث اختارتكم الشعب رئيساً وقائداً وحادياً له لتحققوا له الأمن والاستقرار الذي من خلاله ينطلق باتجاه مستقبل أفضل رحاباته الواسعة.. وتعلمون سيدي الرئيس إن الأمن وبهذه الأهمية البالغة التي يمثلها كان هو الأول والأخير الذي دفع بالمجتمع الدولي وبكل قواه الفاعلة إلى مساعدة شعبنا من أجل إخراجه من أزمته الراهنة من خلال تحقيق الانتقال السلمي والسلس للسلطة وفي ظل أجواءً ديمقراطية حقيقية.. سيدي الرئيس.. إذا كان المجتمع الدولي ومن خلال قواه الحية والفاعلة قد استشعر مبكراً مسؤولياته تجاه الشعب اليمني وإزاء مصالحه الإستراتيجية خطورة الأوضاع التي يعيشها اليمن وفظاعة ما يتركه الإرهاب من تداعيات وتأثيرات خطيرة على الشعب اليمني وعلى كافة أصدقائه قد وحد خطاه وقرر في خطوةٍ تعد نادرة في العلاقات الدولية وبكل تناقضاتها أن يتعاون بصدق وقوة مع الشعب اليمني من أجل تمكينه من تجاوز أزمته بكل تعقيداتها وأن يحققوا إلى جانب الشعب اليمني وقواه الخيرة خطوات مهمة على صعيد تحقيق الانتقال السلمي والسلس للسلطة وفي إطار مضامين وأهداف ومنطلقات المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة فإنه اليوم- أي هذا العالم- الحي الحريص على مصالح الشعب اليمني ومصالحه يشاطر أبناء اليمن سخطه الكبير وقلقه الفظيع إزاء الحالة الأمنية المتردية التي تعيشها اليمن بعد خوضها لأعظم صور التلاحم والمشاركة الشعبية الديمقراطية الواسعة التي قلّ أن نجد لها نظيراً في العالم الثالث والتي عبرت عنها الأحداث الأخيرة المهولة التي تحاول القاعدة وبكل إمكاناتها وقدرتها إثبات وجودها على سطح الحياة اليمنية من خلال عمليات إرهابية فظيعه تنذر بمستقبل أسود ليس لليمن فحسب بل المنطقة والعالم. كما أن هذا العالم المحب للشعب اليمني والمتعاطف مع قضيته العادلة في الديمقراطية والتنمية وترسيخ وحدته الوطنية يشعر أيضاً بالحزن والأسى لفظاعة ما ترتكبه القاعدة من عمليات عنف يذهب ضحيتها العشرات من أبناء اليمن مدنيين وعسكريين وينظر أيضاً بدرجة عالية من الحزن والأسى لحالة التراشق الإعلامي والسياسي بين القوى اليمنية إزاء قضية القاعدة كما إنه ومن خلال مساهماته الفاعلة الهادفة إلى إخراج اليمن من أتون الأزمة يرفض اليوم في صورة قاطعة عملية المزايدة السياسية والإعلامية التي تقع بها العديد من القوى السياسية في تعاملها مع الإرهاب وما يحدثه من تداعيات خطيرة ومن كيل الاتهامات الباطلة بين أطراف العملية السياسية باعتبار ذلك يمثل أرضية قوية وصلبة للقاعدة حتى تواصل استنزافها لمقدرات الشعب اليمني. سيدي الرئيس.. إن واقعاً من المزايدة والمناكفات السياسية إزاء موضوع القاعدة يمثل هو الأخر أكبر وأعظم تحدياً لكم فشعبنا الذي منحكم ثقته الغالية في أعظم صور المشاركة الشعبية الواسعة في تاريخ اليمن المعاصر ينتظر منكم وبشغف كبير اتخاذكم لقرارات تاريخية حاسمة تضع حداً لكل هذه الممارسات وتنتصر بصورة عظيمة لآمال وتطلعات شعبكم التي عبر عنها في الـ21 من فبراير الماضي. سيدي الرئيس... إن القوى الحية في المجتمع الدولي والتي رعت التحول السياسي والديمقراطي السلس للسلطة في اليمن لن تتوقف جهودها في سبيل تحقيق أمال الشعب اليمني وحتى تمكنه من الخروج من أثار الإرهاب والتطرف والغلو وحتى تتمكن الدولة اليمنية في عهدكم من فرض هيبتها على كل الأطراف على حد سواء وبالصورة التي تجعل من قضية مكافحة الإرهاب هي القضية الأولى والأخيرة التي لا ينبغي التهاون أو المزايدة أو المناكفة السياسية حولها مهما كانت المبررات والمسوغات التي يحاول البعض تمريرها وتسويقها لتحقيق أهداف وأجندة حزبية ضيقة. سيدي الرئيس.. إن هذا التحدي الأكبر الذي تواجهونه في بداية حكمكم لليمن الجديد الديمقراطي الموحد الذي انطلقت رايته الخفاقة في 22 من مايو 90م من شأنه أن يقضي على كل أمال وتطلعات الشعب المنشودة وتجعل اليمنيين اليوم أكثر من أي وقت مضى ينتظروا بشغف كبير قراراتكم وتوجيهاتكم الحكيمة الصارمة بالصورة التي تعمل على وضع حدٍ لكل هذه التقولات والشطحات التي تمس بالأمن القومي اليمني على المستويين الأني والمستقبلي وأن تقطف الجماهير ثمار ثقتها بكم، وإن غداً لناظره قريب، وهو غد حتماً سيكون فيه المناضل الجسور الحادي للمسيرة اليمنية عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية أعظم الأثر في رسم ملامح اليمن وتوجهاته المستقبلية الحافلة بالانجاز التنموي والديمقراطي. وفقكم الله إلى ما فيه خير وعزة أمتكم في أصعب مراحل تاريخها المعاصر. |