|
أبوراس :لا يوجد زعيم عربي تعامل مع خصومه بالتسامح والعفو مثل الرئيس صالح الشيخ صادق أمين أبوراس.. أحد الشخصيات الوطنية التي عاصرت الرئيس علي عبدالله صالح منذ توليه مقاليد الحكم في السابع عشر من يوليو 1978م.. رافقه في الكثير من المحطات المهمة حيث عمل في مناصب وزارية وإدارية عدة. أبوراس بهذا التلازم الرائع وعن قرب لمسيرة الرئيس علي عبداله صالح يستطيع أكثر من غيره الكشف عن جوانب مشرفة من مسيرة الرئيس. ابوراس تحدث عن كل ذلك في حوار نشرته صحيفة الميثاق ويعيد المؤتمرنت نشره تالياً: * في البداية ترحب صحيفة "الميثاق" بالاستاذ صادق أمين أبوراس الأمين العام المساعد في هذا اللقاء الذي يأتي تزامناً مع الذكرى الـ(30) لانتخاب الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية.. ما ذكرياتكم عن هذا اليوم.. وكيف كان وضع اليمن حينها؟ - أنا سعيد جداً أن أتحدث عبر صحيفة "الميثاق" التي تحمل اسماً عزيزاً جداً على قلوبنا جميعاً، فهي تحمل اسم "الميثاق" الوطني الذي سعى وناضل الرعيل الأول من المناضلين على إيجاده، وهو الذي وجد في زمن وفترة حكم الرئيس علي عبدالله صالح.. لقد عرفت الرئيس علي عبدالله صالح وهو قائد للواء تعز وقائد معسكر خالد بن الوليد في منطقة البرح على مفرق الحديدة المخا.. عرفته قائداً محنكاً ومحبوباً لكل من كان يعرفه أو كان تحت إمرته، كان أيامها نائب رئيس الأركان للشؤون العسكرية، الأخ عبدالعزيز البرطي، وكنت حينها مديراً لمكتبه.. وخلال هذه الفترة التي تعرفت فيها على الأخ الرئيس.. كانت اليمن أمام طريقين طريق السلامة والمحافظة على اليمن، والطريق الثاني هو طريق الندامة، لا سمح الله، فعند مقتل الرئيس أحمد حسين الغشمي، في ذلك اليوم حدثت هزة كبيرة لليمن، لولا أن إرادة الله هيأت شخصاً اختارته الأقدار أن يتولى زمام القيادة في تلك الفترة، رغم أن هذا المنصب لم يكن ليسعى إليه أى شخص، وكان هناك أشخاص أقدم من علي عبدالله صالح، مثل رئيس الأركان علي الشيبة.. وأيضاً عبدالعزيز البرطي نائب رئيس الأركان، لكن الأمور والأنظار توجهت نحو علي عبدالله صالح لما عُرف عنه من تاريخه السابق في القوات المسلحة، وغيرها من الجوانب الأخرى، فتولى الأخ علي عبدالله صالح زمام الأمور يومها بموافقة كل الموجودين من عسكريين ومدنيين.. بالإضافة إلى التأييد الشعبي الذي حظي به حينها.. وهنا اتجهنا إلى طريق السلامة.. واجه الأخ علي عبدالله صالح في بدايات حكمه الكثير من المشاكل منها الانقلاب الناصري، ثم أحداث المناطق الوسطى التي كانت مدعومة من المنظومة الاشتراكية، والتي شملت مناطق ذمار وعتمة ووصاب العالي ووصاب السافل، وبحنكته استطاع ان يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح.. الحوار الوطني وبعدها واصل الأخ علي عبدالله صالح جهوده في مختلف الاتجاهات، حتى جاءت فكرة إنشاء لجنة الحوار الوطني، والتي أعلنت بالفعل وكنتُ أحد أعضائها.. ثم استمرينا في مناقشة مشروع الميثاق الوطني خلال فترة طويلة حتى انتهينا منه، وأُقر المشروع مبدئياً، واتفقنا على أن يتم الاستفتاء عليه بحيث قُسّمت اليمن إلى مناطق لإجراء الاستفتاء.. كنتُ يومها مشرفاً على عدد من المناطق منها مغرب عنس ووصاب العالي والسافل وعتمة، وهي مناطق كانت مشتعلة بأعمال التخريب.. هذه المناطق وغيرها عانى أهلها كثيراً، لكن رغم ذلك فقد وصل الاستبيان إلى كل مناطق اليمن- تقريباً- فتم صياغة مشروع الميثاق الوطني وعرض على أول مؤتمر، للمؤتمر والذي تشكل من حوالي ألف شخص، سبعمائة منهم منتخبون وثلاثمائة معينون.. ذلك على المستوى التنظيمي.. تشكيل المحليات ثم عرفت الرئيس علي عبدالله صالح من خلال الهيئات التعاونية التي عملت فيها، حيث انتخبت رئيسا للمجلس المحلي في إحدى مديريات محافظة الجوف، ثم ترشحت في المؤتمر العام في الروضة، حيث فزت بعضوية الهيئة الإدارية وتوليت منصب رئيس لجنة التخطيط، وكانت تلك الفترة من أخصب فترات العمل التعاوني، لأنه كان هناك نوع من الحرمان من المشاريع العامة، حتى أنه في تلك المرحلة كان يسلم لهيئات التعاون حوالي (25٪) من الزكاة، فجاء الأخ علي عبدالله صالح فرفعها إلى (50٪)، كما يعود الفضل بعدالله للأخ علي عبدالله صالح في تزويد هيئات التعاون في مختلف مديريات الجمهورية بمختلف أنواع الدعم، وكانت بداية انطلاقه في مختلف مناطق الجمهورية، خاصة وان التوجه اقتضى إيجاد تنسيق بين الجهد الحكومي والشعبي، ومن هنا جاءت فكرة المجالس المحلية، فشكل الرئيس لجنة ضمت الكثير من المختصين وكنتُ من بينها، وتم عمل قانون المجالس المحلية، ونفذ هذا القانون، وكان لي الشرف ان أُنتخبت أميناً عاماً للمجالس المحلية، ثم عُينت وزيراً للدولة وأميناً عاماً للمجالس المحلية للتنسيق بين الدولة والمواطنين.. وحينها أصدر الأخ علي عبدالله صالح قراره القاضي أن تُرفع نسبة الزكاة المحلية إلى (75٪).. وإذا ما عدنا إلى الجانب التنظيمي، فقد تم في المؤتمر الأول للمؤتمر الشعبي العام إقرار الميثاق وانتخاب لجنة دائمة عن طريق الانتخاب الديمقراطي والتي ضمت كل التوجهات من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار..من المستقلين وإلى الإخوان المسلمين والجبهة الوطنية والبعثيين والناصريين والمرأة، لأن المؤتمر الشعبي العام كان إطاراً شاملاً وجامعاً لكل الاتجاهات. التنظيم الجامع * كيف استطاع الأخ الرئيس أن يجمع كل هؤلاء باختلافاتهم وتناقضاتهم السياسية وان يوظفهم للعمل كجبهة واحدة لمصلحة الوطن؟ - لابد أن نشير إلى أن تأسيس المؤتمر الشعبي العام في وقت مبكر أفاد البلد سياسياً بشكل كبير وذلك ما تأكد بعد تحقيق الوحدة في عام 1990م، فقبلها كان الوضع السياسي في جنوب الوطن يقوم على أساس النظام الشمولي والحزب الواحد.. وكانت التعددية الحزبية ممنوعة، لذلك كان المؤتمر الشعبي العام حينها وعاء ضم الجميع كان متنفساً لكل الأحزاب.. ولقد عاصرنا ذلك وكان الجميع بمختلف آرائهم يلتقون في اللجنة الدائمة، كان كل طرف يعبر عن رأيه وتوجهه.. كان ذلك شيئاً فريداً ساهم في عملية إثراء الآراء وتنوعها لخدمة العمل السياسي الوطني. * يعني أن فخامة الأخ الرئيس لم يمارس سياسة الانتقام أو التصفيات أو الإلغاء.. لذلك استطاع ان يجمع كل الأطراف على اختلافاتها؟ - هناك حقيقة يعرفها الجميع عن الرئيس علي عبدالله صالح بأن صدره واسع ورحب ولايعرف الانتقام أو إيذاء الآخرين، وهو يتحمل أذى الآخرين ولذلك استطاع أن يضم ويجمع كل الاتجاهات المختلفة في وعاء المؤتمر الشعبي العام، وساعده على ذلك انه يحمل صفة ابن البلد المخلص.. لايحقد على أحد.. حتى إذا ما حصل واختلف مع أحد نجده اليوم الثاني وكأن شيئاً لم يكن.. هذه الصفات فعلاً مكنت الرئيس علي عبدالله صالح من حكم اليمن وساعدته أن يستمر في الحكم طيلة ثلاثين سنة من عمر الثورة أي أن من حكموا اليمن لم تتجاوز فترات حكمهم مجتمعة الستة عشر عاماً، ابتداءً من السلال ثم الارياني ثم الحمدي والغشمي والعرشي الفترة الانتقالية لقد عمل الرئيس علي عبدالله صالح خلال هذه الفترة على ترتيب أوضاع البلد، فمثلاً في الجانب العسكري كان حازماً ونظامياً وملتزماً وأحدث تطوراً في القوات المسلحة كمياً وكيفياً.. وفي الجانب السياسي كان يعرف ويدرك كيف يتعامل مع كل الأطراف مع السياسيين ومع القبائل كما أنه لايتردد أن يزور مريضاً ويعوده في بيته للاطمئنان على صحته، وهذا الشعور الإنساني لم يسبقه غيره من الرؤساء.. لقد عرفنا الرئيس يجمع الكثير من الخصال الحميدة.. وفي مقدمتها الوفاء فهو وفي مع الجميع لاينسى من عمل معه ولاينسى جهود أي شخص قدم خدمات أو واجباً للوطن.. حتى من رحلوا عن الدنيا تجده وفياً مع أبنائه وأهله.. فهو يساعد المحتاجين بدون منّ أو أذى بل انه يقدم المساعدات لهذا أو ذاك دون أن يعرف أحد من المحيطين من حوله، كما استطاع أن يبسط سلطة الدولة وهيبتها على كل شبر في الوطن.. انجاز الميثاق *الرئيس علي عبدالله صالح حينها كان صغير السن ولكن رغم ذلك تعامل مع قضايا سياسية واجتماعية بحكمة بالغة فاقت الكبار.. لقد أتى إلى الحكم من القرية أي أنه فلاح لكنه حمل الحكمة اليمانية في إدارته للحكم وفي التعامل مع خصومه السياسيين.. فهل كان معه مستشارون أو معاونون حينها؟ - من الصفات الجيدة لدى الأخ الرئيس انه أوجد في بداية طريقه في الحكم فريقاً للعمل معه، أعطاهم الثقة والصلاحية كل حسب موقعه.. فبعد انجاز الميثاق الوطني شكلت لجان وكانت موجودة حينها في مقر اللجنة الدائمة الحالي.. لجان في الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والخدمات وغيرها من المسؤوليات.. هذا الفريق المتكامل كان يقوم بدوره وكان عند مستوى المسئولية، وضم خيرة أبناء الوطن منهم الاخوة عبدالكريم العرشي وعبدالسلام العنسي وعبدالكريم الإرياني وحسين المقدمي، وعبدالحميد الحدي، وعلي مقبل غثيم والدكتور أحمد الأصبحي وغيرهم من الأسماء الأخرى التي لا أستحضرها الآن.. المناصفة حقيقة لقد عرفت الرئيس علي عبدالله صالح عن قرب طوال فترة حكمه وعملت معه في الكثير من المناصب قبل الوحدة وبعدها، فعلى سبيل المثال عملت معه وزيراً للزراعة، فكان صاحب الفكرة الأساسية في إنشاء صندوق التشجيع الزراعي الذي مازال موجوداً حتى الآن وقام بالكثير من الأدوار والانجازات.. في مجال الزراعة شجع الجمعيات بشكل غير محدود حيث منحهم الأراضي والمعدات والآلات والقروض عن طريق بنك التسليف الزراعي.. وفي عام 1994م عملت وزيراً للخدمة المدنية.. ومن المواقف التي لا أنساها للأخ الرئيس علي عبدالله صالح هو موضوع الحوار الذي تم بين قيادة المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي، حيث وصلوا إلى المناصفة في كل شيء في الوزارات والمناصب.. وقبلها الرئيس بشكل مباشر رغم ما كان يطرح من أن عملية المناصفة ستضر بالمؤتمر الشعبي العام بالدرجة الأولى، لأن عملية المناصفة تلك كانت تعني أن الاشتراكي يأخذ حقه كاملاً أي 50٪ بينما المؤتمر الشعبي العام كانت حصته تذهب إلى كل القوى السياسية الموجودة في الساحة من إخوان مسلمين وبعثيين وجبهة وطنية وناصريين وغيرهم.. هؤلاء كلهم كانوا يدخلون في حصة المؤتمر الشعبي العام الذي كانت حصيلته الحقيقية في نهاية الأمر لاتتجاوز الثمانية والعشرين بالمائة.. وكانت تطرح الآراء الرافضة لذلك الوضع، ولكن الأخ الرئيس كان يقول لا لا.. يجب أن نتحمل لأن الوحدة أكبر من أي شيء وتستوعب الجميع.. وإذا لاحظنا خلال فترة حكم الأخ الرئيس أي الثلاثين عاماً نجد انه قد أحدث نقلة نوعية في البلاد على كافة الجوانب، لايدرك أهميتها إلاّ من عاش تلك الأوضاع والظروف، لقد شمل التطور في كل المجالات التربية والتعليم والجامعات والطرقات والاتصالات وغيرها.. ففي الجانب الديمقراطي فقد تم تشكيل اللجنة العليا للانتخابات في عام 1993م وكانت مكونة من تسعة عشر شخصاً يمثلون مختلف الأحزاب، وكان لي الشرف ان أكون ممثلاً للمؤتمر الشعبي العام ومعي القاضي عبدالكريم العرشي ومحمد علي هيثم رحمة الله تغشاهما، ومن الاشتراكي كان جارالله عمر وصالح منصر السيلي ومحمد سعيد عبدالله وغيرهم.. خلال تلك الفترة تمت عملية تقسيم الدوائر الانتخابية والتي لم يتغير منها إلاَّ أشياءً بسيطة، اختلفنا مع الاشتراكي حينها على عملية التعداد السكاني، وعن أي تعداد نعتمد وجلسنا حوالي شهرين حتى جاء الفرج والحل من الرئيس.. وخلال هذه الفترة كان الأخ الرئيس يتابع ويذلل كل الصعوبات أمام اللجنة.. ثم دخلنا الانتخابات التي حصل فيها المؤتمر الشعبي العام على المرتبة الأولى ثم جاء بعده الإصلاح والاشتراكي ثم بقية الأحزاب.. فبعد أن عرفت النتيجة رفض بعض أعضاء اللجنة إعلان النتيجة وطالب الاشتراكي باجتماع لمجلس الرئاسة لإيجاد حل لهذه العملية لأنه غير راضٍ عن نتائجها مطالباً بالمناصفة، وكنت أنا رئيس اللجنة الفنية المسؤول على جمع النتائج، فاضطررت إلى أن أعلن النتائج مباشرة وكان عبدالملك المخلافي ممثل الحزب الوحدوي الناصري هو المسؤول الإعلامي في اللجنة.. فاضطريت لإعلان النتيجة شخصياً. * حقق فخامة الأخ رئيس الجمهورية، منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد انجازات عظيمة.. والآن البلاد تتعرض لمد إمامي، ودعوات انفصالية.. وفساد مالي وإداري.. على طريق تجسيد نظرية "الفوضى البنَّاءة".. ما الضمانات المطلوبة للحفاظ على كل تلك المنجزات؟ - أولاً حول الإرهاصات التي تتم في المحافظات الجنوبية.. دعنا نَعُدْ إلى الوراء سنجد أن ما يدور الآن فيها هو سلسلة متواصلة لحقبة 1994م وتلك الفئة التي تبنت، في تلك الفترة، إعادة تشطير اليمن، وكانت الوقفة التاريخية العظيمة التي وقفتها القيادة السياسية بزعامة الأخ علي عبدالله صالح، وامتدت إلى كل مناطق اليمن وبمختلف تكوينات أبناء الشعب من أجل الحفاظ على الوحدة، وكما نعرف أن انتصار خيار المحافظة على الوحدة، كان انتصار للقوى الوحدوية على تلك الفئة التي كانت تحلم بإعادة اليمن إلى مرحلة ما قبل الوحدة.. ومع هذا النصر الوحدوي هناك من خرج إلى البحر ومنهم من خرج إلى دول الجوار.. هؤلاء مازالوا على نفس الهدف الذي خرجوا من أجله وهو الاستمرار في نهش جسد الوحدة داخلياً وخارجياً.. واستمرت داخلياً وخارجياً على أساس تلقّي الدعم من الخارج من بعض "الأشقاء" أثناء الحرب، وهناك مئات الملايين من الدولارات هُربت إلى عدن، ولا أحد يدري أين ذهبت تلك الأموال. ثانياً ما نسمعه من ترهات الآن فهي لاتمت للديمقراطية أو حقوق الإنسان بأية صلة، لأنها تقطع الطرقات، وتحطم ممتلكات الشعب وتعتدي على المواطنين، الذين يرفضون هذه الأعمال، أما موضوع الإرهابي الحوثي والحوثيين.. فهذه المجموعة لاتُنسب إلى أحد وليس لها علاقة بالزيدية أو أسرة معينة، هذه شرذمة أتت بفكر آخر.. فكر صنع خارج اليمن، أقول لانستطيع ان نوصفهم بشيء سوى أنهم خارجون على الدستور والنظام والقانون.. وعلى الدولة والشعب ان يقفوا ضدهم، إلى أن يعودوا إلى رشدهم وعدم معارضة الدولة وتطبيق الدستور والنظام والقانون والالتزام به. * هم يدَّعون أنهم يريدون تدريس المذهب الزيدي، لوقف المد الوهابي.. ويريدون الزكاة لهم وغيرها من المطالب؟؟ - نعم هذا الكلام يُطرح الآن.. وأنا لا أعتقد أن ذلك الطرح يمثل المذهب الزيدي، وليس لهم أية علاقة بهم.. ونحن ماضون في تطبيق الدستور والقانون والنظام.. والشعب والمواطنون ارتقى وعيهم بشكل كبير ولايمكن خداعهم من جديد. * هل اقتربت المعركة بين الدولة والحوثيين من الحسم؟ - الدولة عندما تتعامل مع أمثال هؤلاء فهي لاتسعى لتصفية حسابات.. لكن تضع حسابات لكل شيء.. ومن ذلك أن لايتضرر المواطن أو الممتلكات العامة والخاصة، لكن قد تضطر الدولة أحياناً لبسط النظام والقانون بالقوة.. وكلنا نعرف ان هؤلاء المخربين تصرفوا في بعض المناطق بشكل مشين ومخالف للدستور والنظام والقانون.. ومع ذلك نجد الدولة تتمتع برحابة صدر.. وتعرفون ان الدولة وفخامة الأخ علي عبدالله صالح، بعد القضاء على حسين بدرالدين الحوثي، كانت الحكومة قادرة على ان تواصل تقدمها وتنهي القضية بشكل كامل، لكنها رأت الأمور بمنظور آخر.. ان هذا شعبها وان هؤلاء أبناؤها.. الآن إذا كان المتمردون صادقين مع أنفسهم عليهم ان يلتزموا بالدستور والقانون ويعودوا إلى منازلهم، وان يمارسوا حقوقهم مثل الآخرين بشكل طبيعي.. * الآن نحن نقترب من الانتخابات النيابية وهناك قضايا كالفقر والبطالة وغيرها من القضايا التي تناولها فخامة الأخ الرئيس في برنامجه الانتخابي ووعد العمل على حسمها.. لكن ذلك لم يتحقق كاملاً.. هل المؤتمر الشعبي العام قادر الآن على تجاوز تلك المشكلات والصعوبات؟ - نحن في المؤتمر الشعبي العام نوجه السؤال لـ"اللقاء المشترك" هل هم راغبون بدخول الانتخابات.. وهم يطلبون "تسوية الملعب الانتخابي" ولكن تسوية الملعب الانتخابي يجب ألا يكون من أجل تحقيق هدف ورغبة معينة.. بل ان الصالح العام يجب ان تكون له الأولوية، فليس لدينا موارد كبيرة فنحن نعتمد على حوالي (75٪) من الإيرادات من النفط، أما البقية فتأتي من موارد أخرى.. والآن العالم صار قرية تتأثر بكل ما يدور فيه.. انظروا الآن إلى ارتفاع أسعار النفط والمحروقات والغذاء.. وعلينا نحن في الداخل ان نجد المعالجات التي تعين المواطن وتخفف من هذا الغلاء العالمي. دعني أقول لكم أن المؤتمر الشعبي العام ليس سيئ النية أو يرتب للانتخابات كي يفوز بها وإذا هم أي "المشترك" فازوا سنسلمهم السلطة ونحن نتحول إلى المعارضة بصدر رحب بدلاً عنهم لكن الآن ومع احترامي لهم فإن أحزاب المعارضة تعمل الآن على ان تلهينا عن واجبنا الوطني في الإعداد للانتخابات في موعدها ومواقيتها المحددة قانوناً كي لاندخل البلاد في أزمة لانريدها جميعاً.. ولكن الأساس هو ما يقرره الشعب.. ومشكلة المؤتمر الشعبي العام انه حزب حاكم يريد تطبيق القانون والنظام ويتخذ بعض القرارات الغير شعبية، وهم كمعارضين مهمتهم سهلة لأن الكلام سهل والمعارضة سهلة لأن المخرب يغلب ألف عمار.. وعلينا ان نشير هنا إلى أن مايُصرف بحسب اللوائح للمراكز القيادية للمؤتمر الشعبي يُصرف لأعضاء اللقاء المشترك، بل احياناً يحصلون على امتيازات أكثر من المؤتمر الشعبي العام. الشباب.. تربية وطنية * نحن الآن مقدمون على تدشين المراكز والمخيمات الصيفية.. لكن يتردد الآن في الشارع أن الإصلاحيين هم من سيديرونها.. ما صحة ذلك وهل سيتم بالفعل تأهيل وتربية الشباب تربية وطنية بعيداً عن التربية الحزبية الضيقة؟ - هناك لجنة متخصصة تضم عدداً من الوزارات والجهات.. وبحكم موقعي قدمت مقترحاً هو الأول من نوعه، وهو أننا أدخلنا (31) مركزاً صيفياً على مستوى مراكز المحافظات بالإضافة إلى الجامعات بحيث ان المعسكرات الصيفية، تختلف عن المراكز.. علماً أن كل معسكر يسع لحوالي (500) شاب من فوق سن 17 سنة، وان تتم خلال فترة (10-12) يوماً، يجرى خلالها تدريبهم على برامج وطنية ودينية بالإضافة إلى الرياضة والاسعافات الأولية والدفاع عن النفس.. هذا هو الجديد ونأمل ان تنجح هذه التجربة.. أما بخصوص المحاضرين فإن الحكومة عندما أقدمت على خطوة كهذه فهو من أجل كل المواطنين وليس لأغراض حزبية ضيقة ولا كل ما يقال صحيح. * هل هناك سؤال كنتم تتوقعونه ولم يرد في هذه المقابلة؟ - لقد قلت قليلاً مما أريد أن أقول في هذه المقابلة التي أشكر صحيفة "الميثاق" والقائمين عليها، وما أريد أن أضيفه هنا هو أن اليمن تمر بمرحلة عظيمة يتوجب على كل أبناء اليمن ان يترفعوا ويعملوا للمحافظة على وطنهم.. اليمن تتمتع الآن بمساحة كبيرة وسواحل طويلة، لذا يجب ان تكون رقماً بين الآخرين وان نكبر بكبرها.. وإذا وجدت أي خلافات يجب حلها عبر الحوار كما يجب علينا الالتفاف حول الرئيس علي عبدالله صالح وان نكون صادقين في الرأي قولاً وعملاً، ففكر الرئيس صدره مفتوح للجميع.. |