|
(النص الكامل) لمقابلة الزعيم صالح لمؤسسة الإعلام الروسية قال رئيس الجمهورية السابق الزعيم على عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام، انه لن يعود الى السلطة على الاطلاق، معبراً عن ارتياحه باستقبال زواره في منزله كمواطن يمني، واستقبال اعضاء المؤتمر الشعبي العام. دونما تدخل في ادارة شئون الدولة . وتحدث رئيس المؤتمر الشعبي العام في مقابلة صحفية لمؤسسة الإعلام الروسية(رسيه سيفودنيا) عن سر شعبيته، وآخر المستجدات على الساحة الوطنية والعربية . المؤتمرنت.. ينشر النص الكامل للمقابلة الصحفية : س: سيدي الرئيس..أنا امثل مؤسسة (روسيا سيغودنيا) للإعلام التي تضم وكالة الأنباء الروسية وقناة روسيا اليوم, وإذاعة صوت روسيا, وتشكل جميعها مصدر الإعلام الخارجي الروسي. وشكراً لكم سيدي الرئيس على استقبالنا اليوم وإجراء اللقاء الصحفي معكم.. والسؤال الأول هو: يشير الكثير بأنه رغم مرور ثلاثة أعوام منذ أن وقعتم اتفاقية الرياض (المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية) وخرجتم من السلطة لازلتم أبرز الفاعلين في السياسة اليمنية, وتحظون بتأييد ودعم شعبي كبير .. فما هو السر في هذا؟! ولماذا الشعب لازال يؤيدكم حتى اليوم..؟ ج : أنا أعتز بثقة أبناء الشعب وتأييدهم, فلقد سلمت السلطة كاملة عام 2011 بطريقة سلمية وديمقراطية ودعوت الشعب لانتخاب عبدربه منصور هادي رئيساً للبلاد, تجنباً لإراقة أي دم يمني, وربما أن هذا رد فعل من الشارع اليمني, أن علي عبدالله صالح لم يُدخل البلاد في حرب ولم يتمترس على كرسي السلطة, لأنه إذا تمترس فستكون الكارثة وتكون هناك إراقة دماء, وتقريباً هذا سبب تقدير الشعب. س: هذا التقدير من الشعب كبير وملموس, ويبدو أن الشعب يريد رجوعك إلى السلطة.. ج : لن أقبل العودة إلى السلطة على الإطلاق؛ لأني أديت واجبي 33 عاماً, الأن أنا مرتاح في سكني, استقبل زواري.. واستقبل أصدقائي واستقبل اعضاء المؤتمر الشعبي العام, لا اتدخل في الشأن الحكومي, ولا اتدخل في إدارة الدولة, لأني مواطن. س : ومع ذلك تؤثر كثيراً في البلد.. ج : أنا أكنّ لكل أبناء الشعب كل التقدير والاحترام, الذين كانوا عوناً لي وسنداً قوياً وحاولت بتعاونهم أن اقدم لهم ما استطعت عندما كنت في السلطة التي تركتها طواعية وبإرادتي حرصاً على سلامة بلدي وشعبي, وليس بيننا وبين الشعب عداء, كما أنه ليس بيننا وبين أي قوى سياسية خصومة ولا دم, سلمنا السلطة سلمياً, وأنا الآن أمارس حياتي الطبيعية السلمية. س : هناك الكثير من المطالبات من المؤيدين لك وهم كثير كما لمست بشكل تلقائي من خلال مقابلاتي لكثير من الناس وهم يقولون كنا نعيش بإطمئنان وأمان أيام ما كان علي عبدالله صالح يحكم, والأن تغيرت الأمور إلى الأسوأ, ويقولون بأن أبنكم أحمد يمكن أن يكون رئيساً للبلد.. ج : في هذا الظرف لا.., لأنه ظرف صعب, والبلد متشظي, ومنهار, واقتصاده غير سليم, والأمن غير سليم, ولهذا لا اعتقد أنه سيقبل أن يكون في هذا الموقع. س : اليمن خلال السنوات الأخيرة تعاني من تفاقم الأزمات السياسية, والاقتصادية, ما سبب هذا, هل هناك أي جهة لا تريد الاستقرار لليمن؟ والبعض يتهمون أطرافاً خارجية فيما يجري وأمريكا بالتحديد التي لا تريد الاستقرار لليمن؟ ج : ما يجري هو نتيجة لسوء الإدارة, فلو كانت هناك إدارة سليمة فلن يحدث أي تدهور اقتصادي ولا تدهور أمني.. ولا اجتماعي. س : هناك اتهامات لكم بتعاونكم مع الحوثي لإسقاط صنعاء وقبلها عمران..؟ ج : هناك فهم مغلوط لدى الجيران في المملكة العربية السعودية الشقيقة التي تؤثر بالطبع على بقية دول الخليج وعلى أمريكا وبريطانيا وآخرين بحكم موقعها وثروتها, ولدى السعودية شبه قناعة بأن دخول الحوثيين إلى عمران وإلى صنعاء تم بمباركتنا أو بدعمنا, نحن لم ندعم ولم نقف ضدهم, نحن عندما كنا في السلطة خاضت الدولة مع الحوثي ست حروب عندما خرج على القانون, وواجهته الدولة بالقوة, ولكن بعدما خرجنا من السلطة ليس بيننا وبين الحوثي أي خلاف وليس باستطاعتنا أن نواجهه بالقوة .. لماذا..؟ لأنه لا يوجد لدينا قوة عسكرية أولاً, ثم إذا كانت الدولة نفسها التي تملك الطائرات والدبابات والمدافع والصواريخ والكاتيوشا وو الخ .., والمال والسلطة وأجهزة الأمن والشرطة والاستخبارات لم تواجهه, فكيف لنا أن نواجهه, هذه شكاوى السلطة الموجودة برئاسة هادي الذي يشكو للآخرين بأن علي عبدالله صالح دعم الحوثيين, الرئيس هادي بنفسه هو متفاهم مع الحوثيين من أجل إسقاط الإخوان المسلمين وأولاد الأحمر وعلي محسن في منطقة عمران حتى وصل بهم الأمر أنهم دخلوا صنعاء, وهادي يقول هو علي عبدالله صالح الذي أدخلهم صنعاء, والأخوة في المملكة للأسف الشديد صدقوا هذه المقولة وعكسوها للأمريكان وعلى دول مجلس التعاون, نحن صراحة لا نتدخل في هذا الأمر ولا نواجه الحوثي.. لماذا..؟ لأنه كما قلت إذا كانت الدولة نفسها لم تواجه الحوثي كيف نحن كحزب نواجه الحوثي, هذه نظرية خاطئة, والأصدقاء في أمريكا فاهمين هذا جيداً, لكنهم يعملون من مراعاة مصالحهم, فنحن لسنا ضد الحوثي ولم نتعاون مع الحوثي, على الإطلاق, وإذا كانوا يريدون من المؤتمر الشعبي العام أن يواجه الحوثي بدلاً عن الدولة فهذا يعني إدخال البلاد في حرب أهلية, والكلام يجب أن يكون بالمنطق وبالعقل, نحن نشرح لهم وهم غير مستعدين أن يسمعوا أو أن يستوعبوا طرحنا, أؤكد أننا لم نساعد الحوثي على الإطلاق, لكننا في الحقيقة غضينا الطرف عندما رأينا الدولة وكأنها موافقة على ما يحدث. س : لكن بالنسبة لرد الفعل على الحكومة جاء موقفكم مطابقاً لموقف الحوثي, وبأنكم معاً لا تريدون هذه التشكيلة للحكومة.. ج : نحن وقعنا على اتفاق السلم والشراكة الوطنية, وتم البدء بالإجراءات على ضوء ما تضمنه الاتفاق, وعلى ضوء ذلك جاء من نصيب المؤتمر الشعبي لعام 9 حقائب وزارية فخالفوا الاتفاق, ومع ذلك شكلوا الحكومة بدون أن يشاورونا أو يلتزموا بالمعايير التي حددها الاتفاق, وخصصوا للمؤتمر ثلاث حقائب ومع ذلك رفضها المؤتمر بقرار اللجنة الدائمة, وواحد من الوزراء المعينين رفض أن يدخل الحكومة, واثنان دخلا والمؤتمر فصلهم من عضويته؛ لأن أي شخص يخالف قرارات المؤتمر يعتبر مفصولاً من المؤتمر ولا يمثل المؤتمر وإنما يمثل نفسه. س : وهل الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي خالف المؤتمر, ولذلك فصل من المؤتمر؟ ج : لم يفصل أبداً.. وإنما تم اختيار أمين عام متفرغ .. ونائبين لرئيس المؤتمر متفرغين بدلاً عنه, لأنه مشغول بأمور الدولة, ومع ذلك لازال الذين تم انتخاب بدلاً عنهم أعضاء فاعلين في المؤتمر وقياديين في اللجنة العامة(المكتب السياسي) للمؤتمر الشعبي العام. س : لكن عبدربه منصور بهذا الإجراء فقد وزنه السياسي وهذا ما يقوله المحللون السياسيون, بأنه لم يعد حزب المؤتمر معه كما كان..؟ ج : هو طلع بالحزب, والحزب هو الذي اختار بدلاً عنه أميناً عاماً ونائباً أول لرئيس المؤتمر متفرغين . س : ما هو السر في التقدم السريع للحوثيين ودخولهم إلى صنعاء والمحافظات الأخرى؟ ج : صحيح أنهم تحركوا بسرعة ولم يكونوا هم أنفسهم متوقعين أنهم يدخلوا بهذه السهولة, لكن ذلك في تقديرنا تم بسبب الانهيار الذي جاء نتيجة هيكلة الجيش والأمن وإبعاد الكوادر والقيادات الفاعلة مما جعل الحوثيين يدخلون بسلام. س : وهم يسمون أنفسهم الثوار ويقولون كما يقولون في مصر أن تحركهم هو إستكمال للثورة.. ج : من حقهم أن يقولوا عن انفسهم ما يريدون . س : ويقولون أيضاً عن أنفسهم حركة ثورية شعبية..؟ ج : هو حر أن يسمي نفسه كما يريد ليست هناك مشكلة, لكن ما يجب أن يكون معروفاً بأن النظام هو الذي أنهار, لأنه معتمد على الخارج ومعتمد على السفيرة البريطانية والسفير الأمريكي. س : من الناحية السياسية تقدم الحوثيين هنا كحركة شيعية معناه تغيير في موازين القوى في الجزيرة العربية وفي العالم العربي.. كيف ترى ذلك..؟ ج : الحوثيون موجودون من السابق وهم جزء من النسيج الاجتماعي للشعب اليمني . س : هم تقدموا في كل البلاد واليمن بلد سني.. وهم كانوا في الشمال في صعده بالتحديد.. ج : صحيح كانوا في الشمال . س : يقال أنهم سيكونون تعبيراً عن النفوذ الإيراني في اليمن, كما هو في البحرين وغيرها. ج : أولاً يجب أن تدرسوا وتحللوا كصحفيين وكباحثين خلفية الحوثيين.. واسباب ظهورهم أخيراً كقوة فاعلة في الساحة اليمنية, وأين يكمن الخلل..؟, فالخلل يكمن في ضعف إدارة شئون البلاد مما أدى إلى تقدم الحوثيين وبسط نفوذهم في كل مؤسسات الدولة. س : هل يعني أنه ليس هناك أي تأثير مباشر لإيران؟ ج : هذه ذرائع.. الحوثيون يمنيون وجزء من النسيج الاجتماعي للشعب. س : بالأمس أمريكا انضمت وفرضت عليكم عقوبات بعد أن فرض مجلس الأمن عقوبات عليكم ما هو رد فعلكم..؟ ج : العقوبات السابقة والعقوبات الجديدة التي اتخذتها امريكا لا تمثل بالنسبة لنا مشكلة, ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا هذه العقوبات وليست لديهم أي أدلة .. ولا عندهم وثائق, ولا عندهم شيء, فإذا كان لديهم أدلة ووثائق فليقدموها. س : هل أنت شخصياً تعاني من هذه العقوبات.. وخاصة ما يتعلق بالأرصدة..؟ ج : أنا غير مهتم بها, وبالنسبة لما يتوهمون من وجود أرصدة لي فقد سبق أن أعلنت أنه لا توجد لدي أرصدة, أما بالنسبة لعدم السفر فهذا أحسن قرار اتخذوه, لأنهم كانوا يلحون عليّ بضرورة السفر ومغادرة البلاد, الأن هذا أحسن قرار. س : كيف ترى دور روسيا حالياً في كثير من المواقف؟ ج : الأمل في روسيا أنها تحقق توازناً في ميزان القوى العالمي, ونحن نحترم سياسة روسيا بقيادة الرئيس بوتين, ونأمل أن تحقق روسيا التوازن المطلوب بحيث لا يبقى هناك قطب واحد يتحكم في العالم, ونحن متفاءلون أن يتحقق ذلك التوازن, ونحن في اليمن ندعم ونقف إلى جانب روسيا, ونتطلع إلى دور فعال لروسيا أكثر مما هو الآن. س : روسيا تمر بظرف صعب جداً.. بسبب أزمة أوكرانيا.. ج : صحيح هناك صعوبات, والأزمة الأوكرانية ليست بتلك الحدة الكبيرة, وروسيا لديها القدرة على معالجة هذه الأزمة. س : ما هي المصالح الأمريكية في اليمن..؟ ج : مصالحهم هي في المنطقة,ولهذا هم يجاملون أمريكا, وأمريكا تجامل الآخرين من أجل مصالحها . س : هل يمكن أن نقول أن الربيع العربي حقق نتائجه.. وكيف ترى أنت هذه النتائج..؟ ج : ما سمي بالربيع العربي انتهى وتبخر, لأنه لم يكن يحمل شيئاً جديداً, أكثر مما عمل على تفكيك الشعوب, وإشاعة الفوضى وتخريب البلدان وزعزعة أمنها, وإثارة الفتن والصراعات بين أبناء الشعب الواحد, ونؤكد أنه لم يأت بشيء جديد, الناس يطلبون لقمة العيش, ويتطلعون إلى تحسين أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية, وينشدون الأمن والأمان, وتوفر الخدمات الضرورية للحياة, بينما الربيع العربي تسبب في الاختلالات الأمنية, وفي تدمير اقتصاد الشعوب وتدمير البنى التحتية, وفي القتل والخراب وكل أنواع المآسي, ولكم أن تنظروا إلى ما آلت إليه الأوضاع في سوريا .. وفي ليبيا وحتى في اليمن. س : هل جاءت أحداث الربيع العربي في إطار تنفيذ خطة الشرق الأوسط الكبير أم جاء الربيع من تحركات الشعوب العربية نفسها؟ ج : ما سمي بالربيع العربي خطة أمريكية إسرائيلية ليس للشعوب العربية أي علاقة بها, كان الغرض منها إشاعة الفوضى العارمة وإنهيار الانظمة والدول في الوطن العربي. س : لو أنت بقيت في السلطة كيف كانت ستكون الأوضاع..؟ وهل خروجك من السلطة كان خيراً للبلد أو غير ذلك؟ ج : خروجي من السلطة كان أفضل بالنسبة لي, وقد تم ذلك الخروج بإختياري وبطريقة ديمقراطية وفي إطار التجسيد الفعلي لمبدأ التداول السلمي للسلطة واحتفلنا بتسليم السلطة يوم 7 فبراير 2012 بين رئيس خلف ورئيس سلف, لأنه لو بقيت في السلطة في ظل الانقسام والفوضى والتمرد لتصادم الشعب اليمني مع بعضه وحصلت حرب أهليه. س : نحن اليوم نرى شبه حرب أهلية في اليمن.. الناس من الشمال يتقاتلون مع الناس في الجنوب, والجنوب اليوم يريد أن ينتهز الفرصة لإعلان الانفصال. ج : أنا أحمد الله بأني لم أعد في السلطة في ظل هذه الظروف والأوضاع المأساوية. *مدير المكتب الإقليمي لمؤسسة الإعلام الروسية (روسيا سيغودنيا) بالقاهرة . |