الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 07:27 م - آخر تحديث: 07:26 م (26: 04) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
ذكرى الاستقلال.. وكسر معادلات الطغيان
قاسم‮ محمد ‬لبوزة‮*
الذكرى السنوية للاستقلال الوطني من الاحتلال البريطاني البغيض
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
زخم الثورة وحاجته لسلوكٍ ثوري
إياد فاضل*
خواطر في ذكرى تأسيس الموتمر الشعبي العام
د. أبو بكر عبدالله القربي
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ليبارك الله المؤتمر
راسل القرشي
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
رؤية وطنية تلبّي احتياجات الشعب
أحلام البريهي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
قضايا وآراء
المؤتمر نت -

احمد غيلان -
اكليل محبة للفارس النقي محمد الصرحة
بهدوء تام ، وكما هي عادة الرجال المحترمين العظماء غادرنا الرجل الشيخ العزيز محمد صالح الصرحة ، بعد صراع مع المرض خاضه بمفرده لفترة طويلة .
لم يشغل الآخرين بمعاناته .. ولم تسعفنا انشغالاتنا " العظيمة منها أو التافهة " أن نتفقده أو نسأل عنه ونتابع حالته الصحية .
محمد صالح الصرحة الشيخ والقبيلي والمثقف النبيل .
الشعلة التي تتقد حماسا ووطنية ووفاء لكل الأوفياء .
النقي الذي يغادرنا في زمن يفتقر للنقاء والأنقياء .

في كل الظروف التي التقينا فيها ومرت بنا وببلادنا لم نكن نعرف الشيخ محمد صالح الصرحة يدخل قضية إلاَّ بمواقفه النبيلة الناضجة ،
وعندما كان يرى سلوكا أو موقفا غير سوي يقترفه الآخرون ، كان يحاول إصلاحه بكل الوسائل ، وحينما يرى الغلبة للطيش كان يغادر الموقف ليتبرأ منه ومن تبعاته وينكفئ في بيته .. وما أكثر المواقف التي تبرأ منها الصرحة وثبت - فيما بعد - لمن أصروا على اقترافها أنهم كانوا على باطل وكان الصرحة على حق ..
اليوم وعتمة التي أحبها وأحبته تنزف - كما هو حال اليمن بأكملها - يفاجئنا الشيخ الإنسان محمد صالح الصرحة وينكفئ إلى مثواه الأخير ، وقلبه النبيل ينزف حرقة على عتمة وأبنائها وعلى اليمن وما صارت إليه جراء القبح والحماقات والجنون والتهور الذي اقترفه المترفون ، فألقوا باليمن إلى هاوية الصراع ، ثم إلى بين يدي جارة السوء " ملكة الإرهاب " التي أظهرت لنا ما هو أكثر من قبح الأزمنة وأسوأ من حقد الدهر وأشد من وحشية كل مجرمي العصر .
آح يا صديقي الراحل النبيل
تحضرني الآن وأنا أتلقى نبأ رحيلك عشرات الاتصالات الهاتفية التي كنت أتلقاها منك في أوقات متأخرة من الليل طوال الأشهر والسنوات الماضية ، كنت أشعر منها بحزنك وحماسك وخوفك وقلقك وأنت تحترق ، مرةًّ على الجنود الذين ذبحهم الإرهابيون في سيئون ، وثانية على الباعة الجائلين الذين يصب عليهم المتهورون قبحهم في لحج أو عدن ، وثالثة على أسرة دمر القبح منزلها ، ورابعة على طفل أو طفلة اغتيلت براءته أو براءتها بلا جريرة ، وخامسة على مذبحة اقترفها العدوان في مدينة من مدن اليمن ، وسادسة وسابعة على كارثة تسبب فيها مجرم أو فاسد أو متهور أو مقامر أضر باليمن واليمنيين .

كان قلبك النبيل وضميرك الأبيض يحترقان على حضرموت وعدن وتعز والحديدة وصعدة وصنعاء وعمران ولحج ومارب وأبين وكل اليمن ، وكلما أصاب منطقة من مناطق اليمن مصابٌ أسمع أنينك في سماعة هاتفي وأحس نزيف قلبك النظيف من غصة ترهق النبلاء أمثالك .

كنت أسمع أنينك وأشعر بحرقتك على كل الوطن ، وعلى كل أبناء الوطن ، وعلى كل شيء جميل وعزيز في الوطن ، لكني أبداً لم أسمع منك آهة توحي لي بها شيئاً من ألمك الذي تصارعه بمفردك دون شكاء أو ضجيج أو جلبة ، وتتجاهل مصابك لتجعل من قلبك الطاهر وطنا لمصائب وآلام وجراحات الوطن .
حتى الـ آح لا تكفي لاستيعاب ما أريد يا صديقي ..
أشعر أني فقدت مصدرا من مصادر القوة ، ومنبعا من منابع النبل ، ومرجعا من مراجع الشهامة والكرامة والقبيلة التي لا يعرف معناها السوي وقيمها الأصيلة وتبعاتها النبيلة إلا من كان مثلك .

أفتقدك لأنك أنت المواطن الصالح الذي يعرف معنى المواطنة وحقوقها وواجباتها ، والقبيلي الذي يعتز به كل قبيلي ، والشيخ الذي يفخر به كل من يعرف قيم المشيخ ، ويحبه كل الأنقياء والبسطاء والأوفياء ، والفارس المؤتمري الذي تشرب قيم الوسطية والعدالة والحرية والاعتدال من الميثاق الوطني ، وجسدها عملياًّ في حياته وسلوكه وقيمه وتعاملاته مع كل من يتفق أو يختلف معه .
أيها العزيز النبيل الكريم النقي الوفي محمد صالح الصرحة :
لم ينصفك الزمن في كل حياتك ، وانت من أنصفت وطنك وأهلك وتنظيمك ومواطنيك وكل أحبتك وأصدقاءك وحتى خصومك ، ولم نفيك - كلنا - أبسط ما تستحق من الوفاء وأنت كل الوفاء ...
وحتى جرح رحيلك - الذي يستحق ما بوسعنا من النزيف - يأتي وكلنا جراحات مفتوحة الشرايين تقسِّم نزيفها على كل شيء في وطننا المذبوح من الوريد إلى الوريد .
لله ما أعطى ولله ما أخذ
وله الحمد على كل حال وفي كل حال
ولك من الله - أيها النبل الراحل - نعيما مقيماً مع الأنبياء والأنقياء
ولنا ولكل محبيك الصبر والثبات
ولليمن السلامة والسلام
" إنا لله وإنا إليه راجعون "

المكلوم احمد غيلان








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024