![]() |
محمد سامي يودّع الشاشة الصغيرة! في خطوة مفاجئة، كشف المخرج المصري محمد سامي عن اعتزاله الدراما التلفزيونية، بالتزامن مع عرض عملين يحملان توقيعه، هما «إش إش» (تأليفه) و«سيد الناس» (تأليف خالد صلاح)، عبر شاشة mbc ومنصة «شاهد» في رمضان الحالي. هذا القرار الذي وصفه البعض بـ «المثير للجدل»، أثار تساؤلات حول أسبابه الحقيقية. فهل هو انسحاب مخطط له، أم استجابة لانتقادات حادة طالت أعماله الأخيرة؟ سامي لم يترك مجالاً للتأويل، إذ أوضح في بيان رسمي نشره على صفحته على فايسبوك أنّ السبب الرئيسي وراء قراره هو «خوفه من التكرار وتشبّع الجمهور من أسلوبه». وأضاف: «ليس لديّ شيء جديد أقدّمه في التلفزيون، وأخشى أن أقع في فخ الملل والمتوقّع». بهذه الكلمات، وضع سامي النقاط على الحروف، معترفاً بأنّ تراجع شعبيته في السنوات الأخيرة لم يكن مجرّد مصادفة، بل نتيجة طبيعية لاعتماد أسلوب بات مألوفاً للجمهور. فبعد نجاح «البرنس» (تأليفه ــ 2020) و«جعفر العمدة» (تأليف مهاب طارق ــ 2023) من بطولة محمد رمضان، ومسلسل «نعمة الأفوكاتو» (تأليفه مع مهاب طارق ــ 2024) من بطولة زوجته مي عمر، بدا أنّ محاولاته لإعادة تقديم التيمة نفسها أصبحت أقل تأثيراً ولم تعد تجذب المشاهدين، بل على العكس تحوّلت إلى نقطة ضعف واضحة في أعماله الأخيرة. إلى ذلك، هناك من يربط قرار سامي الأخير بالسياق العام الذي تمرّ به الدراما المصرية، فيما زادت حدّة الجدال بعد تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال إفطار القوات المسلحة والتي شددت على ضرورة «محاربة العنف والجريمة وتعاطي المخدرات في الدراما» محذّرةً من «الترويج للابتذال والانحراف السلوكي». هذه الانتقادات وضعت أعمال سامي، وخصوصاً «سيد الناس» و«إش إش»، في مواجهة مباشرة مع الرقابة والجمهور بسبب ما اعتُبر «تجاوزات في الألفاظ والمحتوى الجريء». وبحسب سامي، فإن قرار الاعتزال لم يكن وليد اللحظة، بل اتخذه منذ مدة، ولكنه تأخر في إعلانه بسبب التزاماته التعاقدية مع شركات الإنتاج والنجوم. وفي ختام بيانه، وجّه الشكر لكل من دعمه في مسيرته، معتذراً عن أي مشهد قدمه ولم يلقَ استحسان الجمهور، مؤكداً أنّ «الفن جنون»! يُذكر أن محمد سامي قدّم عدداً من المسلسلات الناجحة التي حققت جماهيرية واسعة، بدءاً من مسلسل «آدم» (تأليف أحمد محمود أبو الزيد ــ 2011) مع تامر حسني، مروراً بـ «مع سبق الإصرار» (تأليف أيمن سلامة ــ 2012) و«حكاية حياة» (تأليف أيمن سلامة ــ 2013) مع غادة عبد الرازق، و«الأسطورة» (تأليف محمد عبدالمعطي ــ 2016) و«البرنس» (تأليفه) مع محمد رمضان، وصولاً إلى «جعفر العمدة» (تأليف مهاب طارق ــ 2023) الذي عزّز مكانته كمخرج تلفزيوني. فهل ستكون هذه نهاية مسيرته على الشاشة الصغيرة، أم أنّها مجرد استراحة مؤقتة قبل عودته بأسلوب جديد؟ |