بلاغة وفاء الشعب لقائده لا شك أن ثراء الإنجازات الديمقراطية خلال العمر القصير -والمديد بإذن الله تعالى- للجمهورية اليمنية هو الذي ساعد على هذا التجويد الرائع للممارسة الديمقراطية الذي عايشناه في يوم السابع والعشرين من أبريل الشهر المنصرم عندما مارس الناخبون والناخبات حقهم الدستوري والقانوني في اختيار من يمثلهم في السلطة التشريعية ليمارس الشعب عبرهم حقه في التشريع ورسم السياسات العامة وإقرار الموزنات والاتفاقيات والمعاهدات وإعطاء الثقة للحكومة والرقابة على أعمالها وغير ذلك من المهام والصلاحيات التشريعية والرقابية الهامة. وهو إنجاز سوف نظل نتغنى به ونتوقف طويلاً للتعمق في دلالاته الإيجابية الحية والمحرضة على مواصلة المسيرة العقلانية الحكيمة في هذا الطريق المشرق الوضاء, والتي أكدت بما لا يدع مجالا لأي تخاذل أو تراجع أو تزدد حول نجاعة الخيار الديمقراطي ورسوخ منهج الممارسة الديمقراطية كسبيل لإنفاذ إرادة الشعب في حكم نفسه بنفسه بصورة مباشرة عبر عملية الاقتراع وبصورة غير مباشرة عبر السلطات التي يشكلها هو باختياره الحر سواء بالنسبة للسلطة التشريعية أو التنفيذية أو السلطات المحلية وفي المساهمة العملية في إدارة حركة الحياة وتفاعل المسؤليات وتضافر الأعمال والأفعال من أجل الرفع من شأن الإنسان والمجتمع والدولة وتعزيز التنمية والديمقراطية وبناء الدول الحديثة في معركة حضارية واحدة وان تعددت ميادينها. ولا شك أن تلقي الجميع لكافة النتائج بالرضا والقبول سوف يمثل قوة الدفع الرئيسية للحركة العقلانية الحكيمة التي صرنا نعيشها اليوم بفضل حنكة وحكمة الربان الماهرة الذي يواصل قيادة سفينة الظفر والازدهار سفينة النجاة والعزة والتقدم والرفاه. إن هذا الانتصار الكبير الذي حققه المؤتمر الشعبي العام وجاء ثمرة مباركة لعملية الاقتراع السري العام المباشر الحر والنزيه والمتساوي هو تعبير مادي ملموس لا يمكن الإحاطة بوصفه وتقييمه معنوياً أو وطنياً إلا بكلمة واحدة أكيده الدلالات جلية المعنى بليغة البيان وهي الوفاء.. وفاء الشعب لقائده الوفي صانع المنجزات التاريخية العظيمة وباني الوطن اليمني الحديث والاعتراف بفضل المؤتمر الشعبي العام التنظيم السياسي الرائد والمتطور والقلعة التي صارت تحتضن كل العشب بكل قواه وفئاته وثواره ومناضليه وبكل قسمات أجيال المؤتمر الوحدوي الجديد.. كما أنه تأكيد على التمسك بالميثاق الوطني والتعبير عن الإيمان بمضامينه باعتباره نظرية الشعب اليمني كله، لتبنى التغيير وفلسفة التطوير التي جاءت املاءً لعقيدته الدينية السمحة ولإرادته الثورية المتجددة والملتزمة بقيم الحرية والديمقراطية والمساواة والتعددية السياسية والحزبية والانتصار لكل حقوق الإنسان ولمنهج الوسطية التي هي سمة الشعب اليمني ماضياً وحاضراً ومستقبلاً وهي الجوهر النابض في حقيقة شخصيته الوطنية والإنسانية على مر العصور الحضارية المزدهرة. ومن أجل ذلك سوف يبقى المؤتمر الشعبي العام في المكانة المرموقة التي اختارتها له الثقة الجماهيرية الغالية.. حصنا لكل أبناء الشعب وقلباً مفتوحاً لهم تترجم أعماله الميدانية سواء منها التنظيمية أو الرسمية حقيقة التطلعات والأماني الوطنية على امتداد الساحة اليمنية. |