الجمعة, 06-يونيو-2025 الساعة: 10:26 م - آخر تحديث: 12:11 م (11: 09) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
بالوحدة تسقط كل الرهانات
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
الزواج المبكر.. أسبابه وأضراره وطرق الحد منه
د. جميل حسن شروف
آن أوان تحرير العقول
أحمد أحمد الجابر*
الوحدة امتداد طبيعي لهويتنا اليمنية الوحدوية
قاسم محمد لبوزة*
لا مستقبلَ لنا إلا بالوحدة
غازي أحمد علي محسن*
الذكرى السنوية ليوم الوحدة اليمنية المباركة
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
الوحدة.. الحدث العظيم
محمد حسين العيدروس*
مايو.. عيد العِزَّة والكرامة
عبيد بن ضبيع*
في ذكرى الوحدة.. آمالنا أكبر
إياد فاضل*
الوحدة التي يخافونها..!!
د. عبدالوهاب الروحاني
الوحدة اليمنية عهد لا ينكسر وأمل لا يموت
عبد السلام الدباء*
نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
أحلام البريهي*
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
قضايا وآراء
عزت القمحاوي -
الأيام الصعبة
الشيخ حسن نصر الله في مثل سني، ويحارب إسرائيل، بينما لا أستطيع أنا أن أدير خناقة في حارة.
وهو يتكلم برباطة قلب وطلاقة لسان في مواجهة ملايين الأعداء والأصدقاء بينما أجبن أنا عن مواجهة خمسة قراء في ندوة أدبية!
والقضية ليست شجاعة في القول، بل في الفعل حتي ولو كان رد الفعل الصهيوني أضعافاً مضاعفة.

لست وحدي من عقد هذه المقارنة بين نفسه وبين حسن نصر الله، كل عربي فعل هذا وكانت النتيجة لصالح الشيخ الشاب.

وليس حسن نصر الله من فرض علينا هذا الإعجاب بما يمكن أن يكون في عرف الاستراتيجية تهوراً، بل السماسرة الذين يحكموننا مكتفين بدور الوسيط بين مواطنيهم وحكومة الكيان الصهيوني، أو أولئك الذين اكتفوا بالحرب بالوكالة كما يفعل الجبناء من أعيان الريف الذين يقتلون بالكراء!
لايمكن بعد أيام وليالي الموت المجاني في غزة إلا أن يبرد القلب بعملية الوعد الحق، وأن يجد المرء نفسه راغباً في تناسي التداعيات المؤلمة علي الجبهة اللبنانية ولو للحظة، فهنا فعل مهما كانت درجة صواب أو خطأ حساباته، بينما لم يتمكن الأطفال الفلسطينيون من تفادي الموت المجاني، علي الشواطيء وداخل البيوت والسيارات وحتي علي معابر الهروب.

الموت في لبنان منحنا القدرة علي التحديق بوجه العدوان الإسرائيلي، هنا كر وفر، وليس مجرد إبادة من طرف واحد للأبرياء.

من حق المرء أن يغتبط أحياناً كونه غير بريء، لأن البراءة صارت بلا معني، ولاتجلب إلا الألم، فقد يتذكرنا العالم عندما يكتشف أن بوسعنا ألا نكون أبرياء.
الذعر في الجليل والطواريء في مستشفيات الكيان الصهيوني،لابد أن يثير فينا بعض الرضا، وأن يثير فيهم بعض التعقل، وأن تحرك ضمير العالم الذي لايتحرك إلا إذا صار الكيان الصهيوني في مأزق، كي لانقول إن عملية الوعد الحق وضعته في وضع خطر.
باختصار، ولكل هذه الأسباب، لايمكن لعربي مجبر علي تجرع الإهانة تلو الإهانة إلا أن يعجب بصلابة الشيخ الشاب التي تنتمي إلي زمن لم يعد موجوداً.

ولكننا إذ نمرر كل هذا من بوابة العقل نخاف؛ نخاف علي الحيوات التي تتحول فجأة إلي أرقام مبهمة من الضحايا، نخاف علي حيوات أصدقائنا الذين لايمكن أن يتحولوا إلي مجرد أرقام، نخاف علي أحلامهم، فالقراءة والكتابة لم تجعلا بيروت بعيدة كما كانت. الآن أنا قلق علي مشروعات دواوين لم تتم، علي روايات يتحير أصحابها وصاحباتها في عناوينها، علي أوراق بحث ينبغي أن تنجز.
لكن المعتدين لايتركونني أو يتركون أصدقائي وصديقاتي، نفعل ما نحب، يحرموننا من حقنا في أن نفكر، أن نعيش، أن نقدم للحياة أجيالاً تحب الحياة.

المستوطنون الغربيون في أرض فلسطين ومن خلفهم الغرب كله ـ الرسمي الفاعل علي الأقل ـ يصرون علي أن نطلق لحانا ونصرخ طلباً للثأر، ثم يدينوننا بعد ذلك بتهمة التطرف!ليس نحن من يصنع ابن لادن والزرقاوي، بل هم.

هم الذين يجعلوننا نخجل من كوننا لم نمتلك شجاعة التطرف، نشك في تعقلنا ونحسبه جبناً، وربما لانستطيع أن نسيطر علي مشاعر أبنائنا الذين ولدوا في زمن البث المباشر لموت أهلهم في فلسطين والعراق ولبنان.

إنها أيام للتمزق، اختلاط وتضارب في المشاعر، اختلاط الأفكار، ورغبة في الاختفاء خجلاً، لأن الكلام قيل في اجتياحات سابقة. ولم يقدم عزاء كافياً لليتامي والأرامل، ولم يعد إلي الحياة حالما مات دون أن يحقق شيئاً من أحلامه البسيطة.
الكلام ـ وهذا هو الأسوأ ـ لايغير في طبائع الوسطاء الذين حولوا بلادهم إلي سجون كبيرة، حتي لايعلو صوت علي صوت سعارهم الوضيع؛ سعارهم الذي جعلنا كماً مهملاً بين أمم الأرض.

وما صنعه حسن نصر الله، مقبول بالقلب، مخيف بالعقل، يصلح فقط كأمثولة، وليس حلاً؛ أمثولة وبياناً عملياً علي هشاشة الكيان الذي نتصور أنه يذلنا.
نحن مذلون مهانون حقاً، ولكن ليس من حفنة المستوطنين الذين يعانون من إحساس دفين بانعدام شرعية وجودهم، ويتصرفون كما لو أن بلدهم لن يكون موجوداً في الغد، مع سقوط أول صاروخ محدود التدمير!
نحن مذلون مهانون من السماسرة والوسطاء الذين خسفوا بإرادات أوطانهم الأرض. ولم يتنازلوا فقط عن واجب حماية جدران سجونهم، بل عن ملكة الغضب التي تمتلكها الدواب.

لا أحد يعرف ما يمكن أن تنتهي عليه هذه الأيام الصعبة، ولكن حتماً ينبغي أن يأتي وقت قريب تتعاون فيه عقول هذه الأمة بحثاً عن أولويات النضال، وكيفية إدارة شؤوننا في ظل أعداء الداخل والخارج، وكيفية الاستفادة من الأصدقاء، أو الأصدقاء المحتملين.

يستطيع المثقفون علي الأقل أن يفسروا ويشرحوا لماذا نسينا العالم، وكيف نضع قضيتنا في مقدمة الأولويات الأخلاقية أمام الضمير العالمي. لقد كان مدهشاً ألا يثير موت الأطفال علي معابر الاحتلال ردود الفعل التي تساوي هذا الإجرام.
لم يعد مقبولاً أن تستمر إسرائيل في تسويق جرائمها إلي العالم بوصفها دفاعاً مشروعاً عن النفس، بينما توصم مقاومة أصحاب الأرض بالإرهاب!
أصحاب الفخامة الوسطاء أوصـــــلونا إلي هــــذه الحالة بضعفــــهم وتهــــافتهم، والمثقـــفون بيأســـهم. لابد أن نعــترف.


القدس الغربي








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025