الحصون والحروز الحوثية نتناول فى هذا المقال شعار حركة عصابة التمرد والارهاب الحوثية والذي عٌرفت بة بين الناس ومن خلاله فقد تفاجأ الناس عقب صلاة كل جمعة فى الجامع الكبير على وجة التحديد بالعاصمة صنعاء وغيرها من المدن اليمنية بالصراخ وذلك فى بداية عام 2002م ( الموت لأمريكا الموت لأسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام ) وهذا الشعار الذى استمد من شعارات الثورة الايرانية وذلك فى بدايه عهدها فى 1978 م والذى رفعه الأمام الخميني وكان يقول (الموت لأمريكا، الموت لبريطانيا، الموت لإسرائيل والموت لصدام) (منقول عن صحيفة الغارديان) حيث يقول كاتب الصحيفة ان هذا الشعار ممكن ان تضيف إلية أى اعداء اخرين يعارضون فكر الخمينية وتوجهه. ومما لاشك فية ان حسين الحوثي مؤسس الحركة الحوثية ودون اللجؤ إلي ان نجهد أنفسنا بإحضار مزيدا من الادلة متأثرا بهذا الشعار حيث ظهر ذلك التأثر بشكل واضح وجلى وجعل من نفسة سفيراً لتسويق المذهب الاثني عشري باليمن وبالتالي فأختياره لذلك لشعارالثورة الإيرانية لتطبيقة فى اليمن لم يكن صدفة بل هو أمر يؤكد مدى وجود أطراف خارجية وأيضا يؤكد حقيقة الإعجاب العاطفى والفكري لمؤسس الحوثية فى اليمن بفكر الخمينى ومنهجة في عملية التغيير حيث كان هذا الشعار يردد فى بداية الثورة الايرانية ولايزال إلى اليوم فى مساجد طهران بحيث وصل حسين الحوثي إلى مرحلة من التضارب الداخلي فى وجدانة أفقده القدرة على التمييز بين إيران كدولة مختلفة كل الاختلاف عن اليمن تقافة وحضارة وبيئة. ولان بداية الشعار ماجاءت إلا للاستهلاك الشعبى ودغدغة عواطف الناس خاصة اذا ما علمنا ان متحدثهم الرسمى الهارب خارج الوطن والمقيم فى المانيا وفى أكثر من تصريح للقنوات والمواقع العربية مؤكداً أن الحوثيين "لا يعادون أحدا" وعاشوا طوال تاريخهم في اليمن وبين ظهرانيهم مسيحيون ويهود من دون أن يلحقوا أذىً بهم" وقد ظهر ذلك فى افلام نشرت على مواقع يوتيوب وهو يقول ويؤكد ان الشعار لامعنى له وان أمريكا موجودة والحمدلله وأسرائيل موجودة والحمدلله . ولذلك من حقي وغيري من أبناء الوطن أن يسأل فلمن الموت أذاًًً؟؟ لقد كان لأستخدام هذا الشعار فى اوساط مجموعة من الشباب كانت التغذية الروحية لهم الموت أدي إلى هذه الكارثة التى جعلت من هؤلاء الشباب واقعين تحت سيطرة تعليمات كبيرهم الذى قادهم إلي الموت ومحاربة من يحاربه ودون تفكير او وعي حتى وصل الامر بهم إلى تنفيذ جرائم قتل وإرهاب وترويع وبالتالي فقد استخدم هذا المؤسس المضلل اتباعه من المغرر بهم ايضا لتنفيذ تعليماته ودون أعتراض لدرجة انة قادهم فيما يمكن وصفة بالانتحار الجماعي ومن الطبيعي ان تكون هناك علاقة بين الإنتحار وبين الكآبة السوداوية ذات الشكل المتعدد ولها طقوس وازمنة تنطوي بداخلها تعرجات وخفايا حرجة اوما يسمى بالهجرة او إغتراب النفس البشرية فيما إذا كانت إنهزامية او تحاول الهروب من مواجهة النرجسية والعبثية. وهنا سنسلط بعض الضوء علي أسباب الدجل الحوثي وتغريره باتباعه وبالذات من هم فى مرحلة عمرية سهلة التطويع والانقياد للموت كمحاولة للغوص فى اعماق الميثولوجيا البشرية وسنرفق مقارنات مشابة لهذه الحالة بحالات أخرى من الانتحار الجماعي فى بلدان أخري على الرغم من ان هناك حالات إنتحار فردية نسمع عنها فى بلادنا وبالمقارنة بين ما يمر به افراد عصابة التمرد والإرهاب المسلوبي القرار وألاراده والمدفوعين للموت فرادى او جماعات من المٌغرر بهم فكريا. ومما سبق اعود للإشارة إلى شعار الحوثيين والفئة التي وقعت تحت تاثير هذا الدجل والزيف والبطولة الكاذبة فيلاحظ ان هذه الجماعة قد خططت وبكل ما اوتيت من وقت وجهد ومال لاستقطاب مجموعة من الشباب والمتعطشين للجهاد والموت خاصة بعد ألاحداث المآساوية فى فلسطين وافغانستان وما تلاها فى العراق مستغلة ايضاً بعض الظروف الاجتماعية والاقتصادية التى يمربها الوطن اليمني فى عملية انتهازية لشراء المغرر بهم بالمال وبدعم كبير لاتتحملة فئة او جماعة مالم تكون قد ارتهنت للشيطان الاكبر مدعومة بحملة أعلانات ضخمة فى كثير من المواقع والقنوات الاخبارية وكانت حريصة على ان لاتظهر ما تؤمن به من نزعة للشر عبر ذلك الشعار المستورد فى بداية ظهورها وتأسيسها والذى تحول شبابها إلي شباب مجرم وممن لايزالون فى خندق التمرد والعصيان. وللدلالة على ان هذه العصابة سلكت مسالك شيطانية فى قتالها للوطن وان يسوقونهم فى حقية الامر يقودونهم إلى الموت في عملية انتحار جماعي معتقده انها قد حصنت نفسها ببعض الطلاسم والمحايات والحروز والعهود السليمانية والتي وجدت فى كثير من جثث اولائك المغرر بهم او مع بعض الاسري وهم معتقدين أن زعيم التمرد يعطيهم اياها كى تحميهم من الموت والرصاص وهى فى نفس الوقت تعطي لهم فى حالة ان يقتلوا كمفتاح من مفاتيح الجنة خاصة اذا ما علمنا ان الحوثي الأب وأبنائة يضللون الناس بإن لهم كرامات خارقة وأن دعائهم مستجاب بل وصل ألامر ان يقال على حسين الحوثي انه المهدي المنتظر الذي جاء ليخلصهم من الظلم وعليهم بإن يدينوا له بالولاء وأن يحاربوا من يحاربة. وهنا بعض المشاهد من عمليات اللإنتحار الجماعي والتى حدثت مع بعض الطوائف الدينية المسيحية الذى اقتصر تأثير زعمائها على فئة محمدده وكانت مقتصره الضرر على تلك الفئة بينما فى حالة حركة التمرد الحوثيه نجد أن خطرها امتد للمجتمع وتولدت لديهم قناعات وميول عدوانية كي يصيبوا المجتمع بإكبر الأضرارمجسدين ذلك بالاعتدأت على الآمنيين فانطلقوا بشكل همجي متجردين من معاني الإنسانية وتعليمات ديننا الأسلامي ومجتمعنا اليمني المسالم وتوجهوا إلى تنفيذ أعمال إرهابية معتقدين فى قرارة انفسهم المريضة أنهم يتبعون ضل الله فى أرضة وأحد أدعياء النسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم و بكل قناعه ويقين مطلق وقد تحولوا إلي عبوات ناسفة هدفها القتل والدمار فى المجتمع مخلفين ورائهم مآسي وفظائع إنسانية مرعبة. ولقد وجدتٌ تشابه كبيراً بين إنتحارات جماعة الحوثي الإرهابية والتي لاتختلف ايدلوجياتها تلك عن بعض ما يعرف بالانتحار الجماعي فى بعض الطوائف المسيحية وبنسبة كبيرة من التشابة من خلال الانغماس فى الانتحار الجماعي نتيجة لمعتقدات دينية متطرفة او ما يعرف Ideological Extremism مع اختلاف الطريقة فيما بينهم وبين تلك الطوائف إلا ان الهدف المشترك هو المـوت وهذا واضح وجلى من اول كلمة فى الشعار( الموت لأمريكا –الموت لأسرائيل) وتكرارهذه الكلمة للتأكيد على انهم يفضلون الموت لهم ولغيرهم من أبناء جلدتهم. وعودة على ذكر بعض امثلة من عمليات الإنتحار الجماعي سارفق بعض الأمثلة لبعض من الطوائف وخاصة المسيحية منها ذات المنشاء العقائدي والدينى والتى اتبعت مبدأ الإنتحار الجماعي ففي أوغندا هناك طائفة الوصايا العشر وهي كثوليكيه مسيحية ومؤسسها يدعي الراهب (جوزف كيبويتايره) حيث اقنع اتباعه بالتخلص من جميع ممتلكاتهم لان القيامة ستقوم فى اليوم الاخير من شهر ديسمبر 1999م واوهمهم ان عليهم الإستعداد للذهاب للجنة حيث تمت عملية الانتحار جماعية لما يقارب الألف شخص مع عوائلهم واطفالهم ووجد فيها اربعة من ضباط الشرطة الذين كان مفروض ان يحموا المجتمع من شرور هذه الطائفة ويمنعوا الكارثة ومثال أخر هناك طائفة معبد الشمس تتبع للقس (جيم جونز) على الرغم من انه مدمن مخدرات فقد اقنع اتباعه ايضاً بالإنتحار عبر مشروب الساينيد السام بعد ان اباح لهم كل شئ فى الحياة وذلك عام 1978م ومثال أخر ايضاً أعضاء كنيسة خلاص الله حيث يعَتقد أتباعها بنزول الله إلى الارض لإنقاذ كافة المخلوقات وذلك طبقاً لتعاليم مؤسسها التايواني( هونج ينج شين) وعُرف بالمعلم شين حيث ادعي ان الله يكلمة من خلال خاتم اصبعة وقد امر اتباعة بإرتداء ملابس بيضاء تغطى كامل اجسادهم وعليهم الانتقال من تايون إلى جارلاند لانها تشبة أرض الله. فإذن كل هذه الامثلة بالإعلي توضح اننا امام تشابة فى الدور بما تقوم به عصابة التمرد وما قامت بة تلك الطوائف من ناحية اتخاذ الدين مدخلاً للتضليل على الناس مع ان الفارق ان جماعة الحوثى الارهابية تعتقد انها إلى الان لازالت تقاتل الإمريكان فى صعدة واليهود فى سفيان وأنهم سوف يحاربون الاساطيل المتواجدة فى مضيق باب المندب ويغرقوا تلك السفن والبوارج با لإسلحة التقليدية وحاملين بين جنباتهم طلاسم ومحايات وحروز حوثية وما يسمى بالعهود السليمانية التى تقي حاملها من الرصاص. وليس بعد ذلك من ماذا أو كيف. يمكننا أن نقرر ونحن مطمئنون أن الحوثية في اليمن ما هي إلا وجه من الأوجه العديدة التي تتشكل بها الخمينية حسب معطيات الزمان والمكان. وهنا يجدر بنا أن نتحد جميعاً ضد إى مجموعة تحاول استغلال شريحة مهمة من أبناء المجتمع لتكون أداة قتل وهدم للمجتمع وضد كيان واستقرارالمجتمع متجاوزة القوانين والدستور والاعراف والوقوف ايضا فى وجة من يستغل او يدعي انه له الحق الآلهي وحده فى الحكم اوانه وحده من لدية العلم اليقين فى وصايةٍ ما أنزل الله بها من سلطان متخذين من القوة اسلوب لتنفيذ تلك الخرافات مخلفة ورائها الكوارث ومهددة النظام ألاجتماعي والسلم ومزعزة للإستقرار والأمن الداخلى ونشر فتنة طائفية ذات تدمير هائل . على ان تلك الظاهرة تضعنا فى حالة حيرة واستغراب عن الأسباب الحقيقة بجهل أبناء الوطن عن المبادئ والاعراف ومعنى الإنتماء والولاء للوطن وإين يكمن الخلل فنلاحظ ان هناك كثير ومن شرائح مختلفة وربما من احزاب معارضة نتيجة لعدم وجود عمق جماهيرى لها ونقص فى تمثيلها البرلمانى فهى أيضا لاتؤهل كوادرها على اتباع الطرق الديمقراطية للتعبيروقد لايدركون ان المعنى الحقيقى للتعبيرعن الحقوق لايكون بالسلاح وإنما هناك طرق مشروعة ومكفولة دستورياً وفى ظاهرة العصابة الحوثية المجرمة نتأكد أن جماعة الحوثي ومؤسسيها قد أتجهوا إلى المناطق المحرومة من العلم مستغلين نفوذهم لفترة طويلة من الزمن وقد اسبغوا علي انفسهم هآلةً قدسية احاطوا أنفسهم بها فى محافظة صعدة وسفيان وغيرها من مناطق الريف زارعين افكارهم المستوردة التى غسلوا بها ادمغة البسطاء مستغلين انتشارالامية فى تلك المناطق و مدركين بكل خبث ومكر ان كثير من الناس وبدافع دينى سيقدمون رؤسهم من أجل الاسلام وانتصار الإسلام. لقد كان من اهداف الثورة السبتمبرية الظافرة القضاء على النظام الإمامي الكهنوتي الذى غرر على الناس بالدجل وضرب علي اليمن طوقاً من الأمية بعد ان اوهموا وضللوا على أبناء اليمن ولقرون إبان حكمهم واوهموا الناس بالقطرنة و وأن الجن تحت سيطرتهم وانهم لايموتون ميتة عادية فهم محميون من الله لانهم هم وحدهم خلفاء الله على الارض وعلى الرغم من الفترة التى ليست بالقصيرة من حين قامت الثورة إلى الآن إلا ان بقايا الامامة ومن يناصرونهم لازالوا فى تلك المناطق الخاضعة لنفوذهم ولا زالوا يكرسوا شعاراتهم القديمة من وهم ودجل و مضيفين إلية اجندات خارجية مذهبية لإشغال الناس واشعال فتنة وإقتتال ضمن صراع طائفى اشبة بما يحدث فى بلاد الرافدين وقد كان أن حصلت هذه العصابات الحوثية علي مناصرين لهم من شباب انقطع عن العلم وبعضهم عاطل عن العمل فغررت عليهم بشعارات زائفة وأمدتهم بكل انواع الطلاسم والحروز فاصبحوا يصرخون بالموت ويطبقونة قولاً وعملاً. وللخروج من مثل هذه المآزق وعدم تعريض البلاد لمثل هذه المخاطر يجب على الدولة ان تقف ضد هذه المخططات التى تهدف الإضرار بالوطن عبر دغدغة العواطف بالشعارات الدينية لأي مذهب او طائفة كان والتركيز على بناء منهج دراسي يكرس مبداء الولاء لله و للوطن والوحدة ويراعى فية مسألة العقيدة دون غلو او تطرف مع التركيز على أن ديننا الإسلامي هو دين التسامح والتعايش ودين المساواة فلا يوجد فرق بين العباد إلا بالتقوي والعمل الصالح وأن الجنة بيد الله يؤرثها من يشاء من عباده الصالحين وان الحكم لله يؤتية من يشاء وأننا فى اليمن قد ارتضينا بالنهج الديمقراطي بديلاً عن الطرق الهمجية ورفع السلاح والإنقلابات الدموية وان ديننا ايضا يدعو للسلام ودين يحرم قتل وإزهاق الارواح البرئية و لذلك فقد كان من العدل الآلهى ان من قتل نفسا بدون حق اوسعى للإفساد بالإرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن يريد أن يفسد فى الأض ويهتك الأعراض ويهلك الحرث والنسل فقد وجد له تشريع سماوي بالقتل صلبا وتقطيع اطرافة ليكون عبرةً لكل من تسول له نفسة المساس بأمن البشر والناس. ومن هنا ادعو بضرورة التركيز على مراحل الدراسة الأولية وغرس مفهوم الولاء لله وللوطن والوحدة وعلى الوسطية والإعتدال ليكون لدينا جيل متحصن ضد الدجل والكهنوت وضد الطلاسم والمحايات والحروز وجيل يصعب إختراقة . ولا ننسى التركيز هنا بالالتفات إلى شريحة الشباب كأهم ركيزة ولبنة أساسية فى بناء المجتمع علي الرغم من ان الدولة قد اولت هذا القطاع جل اهتمامها ودعمها ومضاعفة جهودها و توفير الخطط المستقبلية لإدماج الشباب وإستيعابهم فى برامج التنمية والتطوير والحد من البطالة التى قد تقود إلى ان يستفرد بهم بعض الدجالين والمرتزقة ويستغلون قواهم كما حدث مع هذه العصابة الارهابية ونحن على ثقة بإن بلادنا رغم كثير من المكائد والدسائس التى تدبر ضدها منتصرة بعون الله وأننا فى وطن الوحدة مقبلون على مستقبل مشرق وخطى تنموية واعدة سيكون للشباب اسهام كبير فيها عبر إستغلال طاقات الشباب وقدراتهم فى خدمة التنمية والمجتمع وعبر كثيرمن الأطر الإجتماعية والإقتصادية وغيرها مكرسين مبدأ الولاء لله وللوطن وللجمهورية اليمنية . وبقي هنا ان نذكر أن علي الجميع معرفة حقيقة أننا كلنا مشتركون كمجتمع واحد فى حماية وتحصين شريحة الشباب ضد كل مظاهر القداسة الكهنوتية الزائفة وضد والدجل والتضليل العقائدي اينما كان وبعون الله سينتصر الوطن دوما ولتذهب الطلاسم والمحايات والحروز ومعها العهود السليمانية إلى مزبلة التاريخ غير ماسوف عليها. *أستاذ مساعد بكلية الطب والعلوم الطبية- جامعة صنعاء [email protected] |